تصاعد المخاوف الأمنية لدى شركات النفط في ليبيا

قد يؤخر الهجوم الذي تعرضت له القنصلية الأمريكية في بنغازي عودة العاملين الأجانب إلى ليبيا مما يهدد خطط البلد العضو في منظمة أوبك لزيادة الإنتاج.

منشآت نفطية في ليبيا

فبعد حرب العام الماضي التي أطاحت بمعمر القذافي فاجأت ليبيا المحللين حين أعادت إنتاج النفط إلى مستويات قريبة مما كانت عليه قبل الثورة في وقت أقصر من المتوقع.

لكن العاملين الأجانب في قطاع النفط يشعرون بالقلق لعدم استتباب الأمن إذ تواجه الحكومة صعوبة في فرض سلطتها على عدد كبير من المجموعات المسلحة التي ترفض إلقاء السلاح.

وتأججت المخاوف بعد الهجوم الذي شن على القنصلية الأمريكية ومنزل آمن في بنغازي بشرق البلاد الأسبوع الماضي وأسفر عن مقتل السفير الأمريكي وثلاثة أمريكيين آخرين.

ومنذ ذلك الحين عزز العديد من شركات النفط الأجنبية العاملة في ليبيا ثالث أكبر منتج للنفط في افريقيا الإجراءات الأمنية في المدن التي تنتشر فيها الأسلحة وقللوا تحركات العاملين إلى الحد الأدنى.

وقال مسؤول في المؤسسة الوطنية للنفط في ليبيا إن عدة مسؤولين أمريكيين كبار في قطاع النفط غادروا البلاد “لفترة مؤقتة” وسيعودون قريبا.

وقال عمر الشكماك وكيل وزارة النفط الليبية لرويترز إن هذا سيكون له تأثير على قضية الأمن في ليبيا في كل القطاعات وليس في قطاع النفط فقط. وأضاف أن من المهم أن تضمن أي إدارة سلامة وأمن موظفيها.

وأثنت أعمال العنف الشركات الأجنبية عن إعادة كل موظفيها.

وقال موظف في شركة أمنية غربية “هذا لن يوقف الإنتاج لكن ربما يدفع أولئك الذين كانوا يفكرون في التنقيب لإعادة النظر بسبب تزايد المخاطر.”

وأضاف قائلا “قد يتم خفض أعداد العاملين إلى الحد الأدنى وتجميد أي خطط لإعادة العائلات.”

وتحتاج ليبيا -التي تملك أكبر احتياطيات من النفط في افريقيا- للاستثمارات والخبرة الأجنبية لتعزيز إنتاج النفط والغاز. وتوجد في الحقول النفطية مجمعات سكنية مؤمنة ويحرس الآلاف من مقاتلي المعارضة السابقين المنشآت النفطية.

وتتطلع ليبيا لزيادة الإنتاج إلى مليوني برميل يوميا بحلول نهاية 2015 لكن تأخر عودة العاملين الأجانب لاسيما اولئك الذي يعملون لدى شركات الخدمات النفطية في الحقول الصحراوية قد يعوق الوصول إلى المستوى المستهدف للانتاج.

وقال جيف بورتر من نورث أفريكا ريسك كونسلتنج “بالتأكيد سيؤخر هذا جهود زيادة الإنتاج وقد يقوض الجهود الرامية لإبقاء الإنتاج عند المستويات الحالية.”

ووقعت موجة من الهجمات على البعثات والمؤسسات الغربية في بنغازي مهد الثورة الليبية وعاصمة المنطقة الشرقية التي تنتج معظم النفط الليبي.

وتوجد مقرات شركات النفط الأجنبية في طرابلس التي تعتبر أكثر أمنا.

وقال متحدث باسم شركة ونترشال الألمانية ذراع النفط والغاز لمجموعة باسف للكيماويات في بيان مكتوب بعد هجوم الأسبوع الماضي “السلامة على رأس أولوياتنا. لهذا السبب سنواصل مراقبة وتقييم الوضع في ليبيا بعناية.”وأضاف قائلا “موظفونا في ليبيا قلقون جدا بشأن الهجمات.”

ويتحدث المسؤولون منذ وقت طويل عن خطط لتدريب آلاف من مقاتلي المعارضة السابقين الذين يحرسون البنية التحتية النفطية تحت مظلة قوة حماية نفطية. لكن التقدم بطيء في هذه الجهود لأن السلطات المركزية مازالت ضعيفة ومازال للمقاتلين نفوذ.

وقال الشكماك إن السفير الأمريكي الراحل كريستوفر ستيفنز شارك في محادثات بشأن الأمن في قطاع النفط. وقال مصدر نفطي ليبي إنه كان من المقرر أن يلتقي السفير مع مسؤولين بشركة الخليج العربي للنفط الليبية في اليوم التالي للهجوم.

وقال الشكماك إن السفير كان لديه الكثير من الأفكار الجيدة.

وبمقتل ستيفنز فقدت شركات النفط الأمريكية ممثلا رئيسيا.

وقال بورتر “سيستغرق الأمر وقتا حتى تعين الولايات المتحدة سفيرا جديدا. وهو سيحتاج وقتا للوصول إلى السرعة المطلوبة. وهذا سيبطيء عمل شركات النفط الأمريكية.”

اقترح تصحيحاً

اترك تعليقاً