بين الطرح والمطروح

بين الطرح والمطروح

غالبا فى المداولات السياسية بين الساسة في ليبيا داخل ما يسمى بالحوار الديمقراطي ستجد موقف كل شخص أو فريق يجاهر من منطلق سياسي أو اجتماعي واقتصادي حسب موقعه الأيديولوجي و الجغرافي وفقا لنوع الكارثة التي حلت به من حروب فرعيه و التي دشنت بعد ثوره 17 فبراير؟

طيب.. لا أرغب الغوص بتعريف مصطلح الديمقراطية أو اشكالية تطبيقها فى ليبيا خلافا عن كيف نجحت فى الغرب (مجتمع صناعى ينتج ) مغاير لمجتمعنا الليبى التقليدى الريعى؟

ولكن علينا أن لا نتجاوز شى خطير للغايه ذو علاقه هامه بالخصوصيه الليبيه على ان كلمه الديمقراطيه فى ليبيا اصبحت رديئه و مخيفه يترجمها المواطن بالسلعه المغشوشه، حيث تم افراغها من محتواها منذ زمن طويل عندما استعملها القذافى كغسيل مخ بطريقه مضحكه و مخجله حينما كان مرادها السيطره لتجسيد الحكم الأبدى و ما كان ورائها من مخطاطات جهنميه تتسم بعلاقه و بدور المجتمع الدولى و الذى لازال فى خانه التخمين بخصوص ماذا حدث بوضوح ابان حقبه ديمو كراسى.

تكتمل صوره مصطلح الديمقراطيه القبيحه فى ليبيا لتضيف حقائق اخرى مخيفه بعد ثوره 17 فبراير و لتفّرخ لنا جديد الإرهاب والتخبط عن طريق المسار الديمقراطى إضافه الى الحروب المناطقيه وسرقه المال العام فى وضح النهار والأخطر من ذلك هو تفتيت النسي الإجتماعى والسياسى الليبى لتصبح لدينا ثلاث حكومات و ثلاث سفارات فى اغلب دول العالم بدون اى خجل.

ربما من يقراء هذه السطور سيقول اننى مع حكم العسكر و مع الدكتاتوريه أو ربما من يهاجمون الديمقراطيه الغربيه خاصه من التيار الدينى سيقلون ايضا نحن نتفق مع هذا التوجه ولدينا قاسم مشترك!

الحقيقه انا لست مع هذا او ذاك ولا مع النهج الديمقراطى الذى جلب لنا الكوارث. بل مع الواقعيه السياسيه، بمعنى اخر انا مع كيان الدوله المدنيه وتحديات تدشينها فى ظل الفوضى العارمه التى نعيشها اليوم! انا فقط مع اعادة تعريف كل شى فى ليبيا، انا مع مشروع نهضوى كبير يكفل حق جميع الفئات الليبيه بمسمياتها وتركييتها الإجتماعيه، انا مع الدكتاتوريه الإقتصاديه لتخلق لنا مجتمع ينتج ليدخل فى العراك الاقتصادى ويقلع من قوقعه ووهم الجدل العقيم، وربما اقرب مثال لهذا المسار هو دوله ماليزيا و سنغافوره.

أقول أت ما بين المطروح اليوم على الارض من مفاهيم فساد غير مسبوقه و إرهاب أعمى يدمر كل شى حى و الطرح المستقبلى لدوله ليبيا لحلحله الأزمه و الخروج من المأزق المرعب اليوم لا ارى مخرج إلا بالمؤسسه العسكريه، الجسم الوحيد القادر على تحدى ما هو امامنا من قمامه سياسيه و ميليشياويه عفنه.. حتى نصل الى بر الأمان.

الآراء والوقائع والمحتوى المطروح هنا يعكس المؤلف فقط لا غير. عين ليبيا لا تتحمل أي مسؤولية.

التعليقات: 1

  • عبدالحق عبدالجبار

    الذين يعترضون لا افهم علي ماذا يعترضون … الخيار ليس بين ديمقراطية و ديكتاتورية… إنما الخيار بين عسكر منظم تحت القانون ( جيش ) …او عسكر غير منظم و ليس له قانون ( مليشيات) … اصلاً الخيار بين أمن و امان او قتل و اختطاف و اغتصاب و سرقة… الخيار يا عالم بين دولة او لا دولة … و بما ان معظم الشعب فاهم هذا جيداً فلا اعتقد اي عاقل في ليبيا الان لا يدرك لن ينقذ البلاد بعد رب العالمين الا الجيش و الشرطة و تطبيق القانون

التعليقات مغلقة.

التعليقات لا تعبر عن رأي موقع عين ليبيا، إنما تعبر عن رأي أصحابها.

اترك تعليقاً