غاز لبنان يؤمن حاجته من الكهرباء لمئة عام

لبنان يملك 12 الف مليار قدم مكعب من الغاز

اعلن وزير الطاقة اللبناني جبران باسيل الاثنين ان لبنان بات “جاهزا تقنيا” للتنقيب عن الغاز في البحر، بعد ان اثبت مسح بالتقنية الثلاثية الابعاد شمل نصف المنطقة الاقتصادية الخالصة تقريبا، وجود عدد كبير من مكامن الغاز والنفط التي قد تشكل ثروة حقيقية للبنان.

وقال باسيل خلال جولة اصطحب فيها عددا من الصحافيين في عرض البحر الى المنطقة الجنوبية الملاصقة للمنطقة المتنازع عليها بين لبنان وقبرص واسرائيل في الموضوع النفطي، ان “لبنان دخل فعليا مرحلة التنقيب عن الغاز، وانه جاهز تقنيا لاطلاق التراخيص من اجل بدء استخراج الغاز”.

واضاف ان المسح الذي اجرته شركتان متخصصتان متعاقدتان مع الحكومة اللبنانية بالتقنية الثلاثية الابعاد في البحر شمل حتى الآن نصف مساحة المنطقة الاقتصادية الخالصة، وبين وجود مكامن عديدة للغاز منتشرة من الشمال الى الجنوب.

واشار باسيل، بحسب تقديرات اولية، الى العثور في المنطقة الجنوبية على “مكمن غازي سعته 12 الف مليار قدم مكعب”، مشيرا الى ان هذه الكمية، في حال استخراجها، “يمكن ان تكفي لبنان لانتاج الكهرباء لمدة تسعة وتسعين عاما”.

ويعاني لبنان من مشكلة متفاقمة في قطاع الكهرباء ومن تقنين عال في التيار بسبب الفساد والشبكات والمصانع القديمة والاضرار التي لحقت بها خلال الحرب الاهلية (1975-1990)، وكل الحلول التي وضعت لها منذ ذلك الحين جزئية وموقتة.

ومن شأن العثور على آبار غازية ونفطية في لبنان التخفيف كثيرا من مشاكله الاقتصادية وديونه المتراكمة.

وفي 17 كانون الاول/ديسمبر 2010، اتفقت كل من اسرائيل وقبرص على ترسيم لمنطقتيهما الاقتصاديتين اعترض عليه لبنان الذي ارسل بعد ذلك ترسيمه الى الامم المتحدة الذي اظهر وجود مساحة 860 كلم مربعا تقريبا متنازع عليها.

وردا على سؤال عما اذا كان يمكن لاسرائيل التي بدات عمليات تنقيب عن النفط في منطقة قريبة جدا من المنطقة البحرية الجنوبية اللبنانية، ان تعرقل اي مشروع لبنان للتنقيب، قلل باسيل من امكان حصول نزاع.

وقال ان “وجودنا في هذه المنطقة اليوم يؤكد ان لا شيء يهدد استثماراتنا وحقوقنا في هذه الموارد”، مشيرا الى ان الغاز موجود في كل مكان وليس فقط في الجنوب، ويمكن البدء بالتنقيب في اي نقطة اخرى في انتظار حل مسالة ترسيم المنطقة الاقتصادية الخالصة مع قبرص.

وكان مسح بالتقنية الثنائية الابعاد شمل كل مساحة المنطقة الاقتصادية الخالصة للبنان خلال السنوات الاخيرة والبالغة حوالى 22700 كلم مربع، اي مرتين وربع تقريبا مساحة لبنان الاجمالية (10452 كلم مربع)، اشار الى وجود حوالى اربعين نقطة للاستكشاف، تتراوح نسبة النجاح في العثور على غاز او مشتقات نفطية اخرى فيها بين 17 و24 في المئة.

واوضح الفريق التقني المرافق للوزير في الجولة ان افضل النسب في عمليات المسح لا تتجاوز 24%، وان المرحلة التالية تكون بدء الحفر للتأكد من وجود الغاز او النفط.

واشار الى ان المسح الثلاثي الابعاد أكثر دقة ويعطي صورة اكثر وضوحا عن الثروة المحتملة. وفي حين اظهر المسح الثنائي للمنطقة الجنوبية وجود حوالى ثلاث نقاط غازية فيها، أظهر المسح الثلاثي ان العدد هو اربعة اضعاف تقريبا.

واضاف باسيل ان المسح الثلاثي الابعاد يوفر الكثير من العمل ويختصر المراحل لدى بدء عملية التنقيب، لانه “يشكل المرحلة الاخيرة قبل الحفر”.

واكد باسيل ان هناك شركات نفطية عالمية ابدت اهتمامها بالمسح الجاري، وان “التوقعات عالية جدا”.

ويبدو العائق الوحيد اليوم في لبنان امام اطلاق التراخيص واجراء التلزيمات للتنقيب عن الغاز سياسيا. اذ ان هيئة ادارة القطاع النفطي التي اقرتها الحكومة على ان تكون مسؤولة لوضع اقتراحات المراسيم التنظيمية وسياسيات التنقيب لم تتشكل بعد لاسباب مرتبطة بالتقاسم الطائفي والحصص.

وفور تشكيل الهيئة، يصبح اطلاق التراخيص امرا ممكنا.

وردا على سؤال، قال باسيل ان الحد الاقصى لبدء استخراج النفط بعد التلزيمات قد يصل الى خمس سنوات، مضيفا ان تشكيل الهيئة وبدء عملية الترخيص ينتظر “التوافق السياسي”.

اقترح تصحيحاً

اترك تعليقاً