تدمير متفحش متوحش للأطفال في ليبيا

تدمير متفحش متوحش للأطفال في ليبيا

محمد علي المبروك

كاتب ومحلل سياسي ليبي.

تدمير مستقبل الشعب الليبي والقضاء عليه يتم بتدمير الفئات العمرية اللاحقة التي ستتكون شعبا لاحق على الارض الليبية وذلك بتدمير الشعب الذي سيحل مكان الشعب الحاضر من الاطفال والفتيان والشبان وذلك بتعريضهم الى وقائع مدمرة ومشوّهة لسلوكهم وطباعهم مما يخلق شعبا ليبياً مشوها مريضا في سلوكه ومنحلا عن قيمه وضعيفا في ذاته وسأطرح هنا وقائع مفزعة مخصوصة عن اطفال ليبيا طفحت على السطح  في السنوات الاخيرة وهى دلالات لمستقبل مشوه قادم على الشعب الليبي ومن هذه الوقائع التي تطفو ملوثة لعالم الطفولة في ليبيا الآتي:-

1- انتشار واضح للتدخين في اغلب المدارس عند الاستراحة في الحمامات وأماكن اخرى من المدراس وفي الاحياء السكنية للفئة العمرية من سن تسع سنوات والى سن أربع عشرة سنة وذلك بتدخين السجائر او لف الورق وإشعاله وتدخين الدخان المتصاعد منه مما سيفتح الباب لهذه الفئة العمرية لتعاطي المخدرات مستقبلا وذلك لانعدام الرقابة الرشيدة.

2- انتشار التحرش الجنسي والاعمال الجنسية بكافة تفاصيلها بين الاطفال الذكور في المدارس والاحياء السكنية لانعدام الرقابة الرشيدة وهو ما يفسر ببحث الاطفال عن مهرب لإفراغ طاقاتهم المكبوتة التي لم تفرغ بأي برامج فعالة خاصة بهم ويفسر فراغ ثقافي وأخلاقي وديني موجه لسلوك الاطفال وذلك مدعاة لإعداد شعب تنتشر فيه انواع من الشذوذ الجنسي والمثلية الجنسية.

3- حالات فزع واضحة في السلوك اليومي لأغلب اطفال ليبيا من الفئة العمرية من ست سنوات والى عشر سنوات بسبب انتشار جرائم الخطف ويمكن ملاحظة ذلك بوضوح عند مرور هؤلاء الاطفال لوحدهم من الشوارع فأنهم يفزعون جريا وهربا عند مفاجئتهم بسيارة مارة او مصادفتهم لعابر سبيل وهو ما سيقود الى ظهور شعب يتمتع باضطرابات نفسية في شخصيات أفراده.

4- حالات انهيار نفسي وعصبي عند الاطفال الذين تعرضت مناطقهم للحروب والاشتباكات أو تعرضهم وهم في داخل مدارسهم لاشتباكات محاذية لمدارسهم كما يحدث بين الحين والآخر في منطقة طرابلس ويمكن ملاحظة ذلك بوضوح عند إخافتهم حتى على سبيل المزاح مما ينشئ شعبا له شخصيات عدمية سلبية تخلو من الدوافع الانسانية.

5- ظهور أشكال متعددة من السلوك العدواني بسبب ثقافة الحرب بين الاطفال وحملهم للأسلحة مثل المسدسات والسكاكين والخناجر في داخل المدارس وفي الاحياء السكنية بين الفئة العمرية من تسع سنوات والى أربع عشرة سنة وذلك ينشئ شعبا يتكل على السلوك العدواني بدل السلوك العقلي.

6- حرمان الاطفال من الغذاء بسبب الوضع المعيشي مع ظهور حالات سوء تغذية نتج عنها فقر في الدم وهبوط مستوى السكر في الدم وهبوط الضغط وضعف المناعة وضعف القدرات والعمليات العقلية وحالات إغماء متعددة تحدث يوميا في المدارس مما يفشي مستقبلا الامراض ويزيد عدد المرضى ويقصر العمر الافتراضي لأفراد الشعب الليبي مستقبلا.

7- حرمان الاطفال من الأدوية والرعاية الصحية بسبب غلاء الادوية وظهور أدوية مغشوشة وانهيار تام للقطاع الصحي في ليبيا وقد ادى ذلك الى موت العديد من الاطفال بأدوية مغشوشة ومنتهية الصلاحية وبنقص في الأدوية مما يزيد من عدد الوفيات ونقص في تعداد الشعب الليبي مستقبلا.

8- تعرض الاطفال لأشكال متعددة من الجريمة مع إفلات المجرمين من العقاب يتمثل في: –

أ – الخطف والذي يكون صدمة نفسية مزمنة مدمرة لنفس الطفل تتحول في باطنه النفسي الى ائتلاف من المشاعر السلبية كالتفكك النفسي وعدم الشعور بالاطمئنان وانعدام الثقة.

ب- تعرض العديد من الاطفال للاغتصاب الجنسي من الذين تعرضوا للخطف ومع الخطف والاغتصاب فان ذلك يعيق النمو النفسي ويولد شخصية منسحبة منطوية مكتومة المشاعر والأحاسيس ومن هذه الوقائع الوحشية: –

– خطف طفل عمره خمس سنوات من أمه بمنطقة صياد بورشفانة من قبل عصابة بمنطقة ورشفانة وتعرضه خلال فترة خطفه لاغتصاب متكرر وحشي يجبر عليه بالضرب والعصابة لازالت تأتي أعمالها الوحشية دون رادع ودون صادع .

ج- تعرض الاطفال للاستغلال الجنسي بسبب الوضع المعيشي الذي أتاح حرمانا للأطفال مما يشتهون من اطعمة وألعاب وغيرها مما ينشئ شعبا له مشاعر عامة بالدونية وانعدام الثقة، ومن هذه الوقائع الوحشية: –

– تعرض طفل في مدينة طرابلس للاستغلال الجنسي من صاحب محل بميدان السويحلي بسبب حاجته لاقتناء قرص العاب (سي دي) لجهاز العاب (بلاي ستيشن -2) وكان صاحب المحل يمده مع كل عملية استغلال جنسي بقرص العاب وتطور الامر ان صاحب المحل أصبح يدعو بعض أصدقائه على الطفل وكأنه وليمة من الولائم الى ان اكتشف والد الطفل الامر والمحل لازال مفتوحا وصاحب المحل سارحا مارحا دون أدنى عقاب.

د-  تعرض الاطفال في الطرق للدهس وحوادث الطرق بإعداد مفزعة لانعدام اي نظام مرور في الطرقات وانفلات في قيادة السيارات والكل يقود السيارات من متعاطي الخمور والمخدرات والمجانين والاجانب وغيرهم دون تراخيص ودون لوحات رقمية وكأنهم يقودون حمير وبغال وجمال وذلك يؤدي الى نقص تعداد الشعب الليبي مستقبلا.

هـ- تعرض الاطفال الى أشكال من العقاب الوحشي في المدارس ومن صوره الصفع والركل ورطم رأس الطفل على الجدار وسبورة المدرسة وذلك سيخلق شخصيات في الشعب الليبي عدوانية او شخصيات مستسلمة منقادة.

9 – تعليم الجهل بدل من تعليم العلم وعكس وقلب المعارف في عقل الاطفال بصور غير معقولة من معلمين ومعلمات السنوات الاخيرة بدأ ان شهائدهم مزورة ولم يمروا على اي تعليم او تأهيل ومن وقائع ذلك: –

أ – معلمة في مدرسة إعدادية وفي درس تاريخ تذكر لهم (مملكة حِميَّر) بلفظ (مملكة حٓمير) اي بلفظ الدواب.

ب- معلمة في مدرسة ابتدائية تعكس وتقلب في عقول الاطفال لفظ (الإِجابة) بزيادة الياء قبل الجيم بدل الكسرة فتعلمهم ان الصحيح هو (الايجابة).

ان ذلك سيؤدي الى انهيار العلوم والمعارف المتعلمة في المدارس فما اخذ من معارف في المراحل التعليمية السابقة يهدمه معلمون ومعلمات الجهل في المراحل اللاحقة بتشتيت معارف وعلوم الاطفال وهي عملية ادخال الاطفال الى نوع من انواع الجهل بإفقادهم الثقة فيما تعملوه.

10 – تعرض الاطفال الى التمييز العلني من معلمين ومعلمات اقل ما يقال عنهم ان وجودهم في المدارس هو خطر عظيم على الاطفال لان الامر يحدث امام اعين الاطفال وذلك بالتلاعب وزيادة درجات ابناء وأقارب المعلمين والمعلمات عن غيرهم من الاطفال وعقاب الاطفال الآخرين وتجنيب أقارب واطفال المعلمين والمعلمات من اي عقاب والتمييز ينمي مشاعر الظلم والاضطهاد في نفس الطفل وذلك سيظهر شعبا متمردا على اي نظام اجتماعي مستقبلي حتى ولو كان نظاما ملائما.

11- تعرض الاطفال للخطف من داخل مدارسهم ومن داخل فصولهم وامام اعين المعلمين وامام اعين ادارات المدارس ومن هذه الوقائع: –

– في منطقة العجيلات طفل يتشاجر مع طفل في المدرسة فيشكو أحد الطفلان الامر لإخوته الكبار فيقومون بسحب وخطف الطفل الاخر من داخل المدرسة ويذهبون به الى منطقة بعيدة ليعذبوه تعذيبا وحشيا بدنيا وجنسيا ثم يلقونه على قارعة الطريق والامر عادة معتادة فالجناة كأنهم ليسوا جناة لا رادع يردعهم ولا صادع يصدعهم والطفل ليعش في جحيمه النفسي، طفل مثل هذا الطفل لا يجد الحماية حتى في داخل المدرسة كيف سيعيش سويا عندما ينمو ويكون وحدة وطنية من الوحدات الوطنية المشكلة للشعب الليبي مستقبلا؟

لا تعتقدوا ان مثل هذه الوقائع  التي تحدث يوميا لأطفال ليبيا سوف تمر وتنتهي بل ان هذه الوقائع ستظهر في حياة اطفالكم عند بلوغهم وانصهارهم كشعب مستقبلي وذلك في شكل سلوك عام مشوه ومريض ولا يمكن إنقاذ اطفال ليبيا من هذه الوقائع الا بانقاذ ليبيا من أوضاعها المعقدة وتوفير بيئة محمية للأطفال وذلك بإزالة كل هذه الاجسام التي شوهت الحياة الليبية واتت حتى على الاطفال كمجلس النواب والمؤتمر الوطني ومجلس الدولة والحكومات ولجنة الستين والعصابات المسلحة المشرعنة وما ذلك بصعب والا ليدفع الشعب الليبي ثمن صمته على هذه الاجسام ببيع اطفاله لوقائع متفحشة متوحشة تزداد يوميا تعقيدا في حياة الاطفال.

طالما لا قدرة على حماية اطفال ليبيا ولاوجود لأساليب تربية سليمة لتتقبلوا ان يعهد اطفال ليبيا لبلدان خارجية تحترم حقوق الاطفال  وتوفر لهم الحماية وتوجههم بأساليب تربوية صحيحة وما ذلك بغريب فالعرب قديما كانت تعهد بأطفالها للإرضاع في البوادي وليتقبل الشعب الليبي الذي يعيش ذات العهود القديمة بان يعهد بأطفاله للتربية والحماية في بلدان العالم الاخرى فذلك افضل من  تكوين جيل مشوه مريض ، او ليتقبل الشعب الليبي بقطع نسله ومنع الإنجاب حتى  يوفر بيئة مناسبة للأطفال فمن ينجب الاطفال في هذا العهد هو يجني على اطفاله ، لتتقبلوا ما لا يعقل وما لا يقبل ما دمتم قبلتم بما لا يعقل وما لا يقبل من وقائع متفحشة متوحشة  تداهم اطفال ليبيا وما دمتم قبلتم صمتا وتمريرا لحكام لا يهمهم ما يتعرض له اطفال ليبيا.

الآراء والوقائع والمحتوى المطروح هنا يعكس المؤلف فقط لا غير. عين ليبيا لا تتحمل أي مسؤولية.

محمد علي المبروك

كاتب ومحلل سياسي ليبي.

اترك تعليقاً