الاستنجاد بوليي عهدين ضرب من الخيال الليبي

الاستنجاد بوليي عهدين ضرب من الخيال الليبي

د. عبيد الرقيق

باحث ومحلل سياسي ليبي

ينقسم الناس في تفكيرهم ومدى ادراكهم للأمور وتلك طبعا سنة كونية فالاختلاف شيء فطري لا فكاك عنه، لكن عندما تأتي بوادر الاختلاف من النخبة خيالية وغير واقعية ذلك شأن آخر! لا يخفى على أحد تأزم الوضع الليبي ووصوله الى حالة من الهوان والتشظي بعد مرور حوالي 6 سنوات من عمر انتفاضة ولدت خديجة جيّرها المتطرفون وأصحاب الاجندات الدينية والسياسية لمصالحهم وعقائدهم.

الغريب في نظري هو ان يستنجد البعض من مريدي النظام الملكي بولي عهد منتهي الصلاحية منذ حوالي نصف قرن من الزمان! والغريب أيضا ان يستنجد أنصار النظام الجماهيري بولي عهد منتهي الصلاحية بل رهين محبسه حتى الآن! هذه المفارقات العجيبة لا اصنفها الا تحت طائلة الخيال الليبي المتطرف الجامح الذي يجنح دائما لما هو غير ممكن وبعيد المنال! اننا نريد ان نعرج هنا الى جملة من الحقائق التي يحاول البعض اخفائها او تجاهلها والقفز عليها بدون أي مبرر! ومنها ما يلي:

1- ان مريدي النظام الملكي لا يشكلون على الأرض أي نسبة سكانية معتبرة فهم اقلية محدودة لا تشكل وزنا عدديا في فسيفساء الشعب الليبي

2- ان أنصار نظام القذافي وان هم يمثلون نسبة عددية معتبرة من قبل الليبيين الا انهم لا يمثلون اغلبية مطلقة وشاملة حتى يمكن الاتكاء عليها

3- ان كلا الكتلتين للأسف لا تنطلق من قاعدة حساب الاطراف الأخرى بمعنى استخدامهم لمنهج الاقصاء وكأنهم هم وحدهم على الأرض الليبية ما يبرر مطالبتهم باستدعاء منقذين للوضع الليبي المتأزم

4- ان محور المشكل الليبي وجوهره هو انتشار الفوضى المسلحة وعدم توفر جانب القيادة الموحدة عسكريا وسياسيا والدليل هذه الحكومات الثلاثة المتفرقة المتشتتة وبالتالي فان الحاجة ملحة أولا لتوحيد هذه الاجسام وهو ما يزال غائبا

5- من العبث والخيال الجامح ان يعتقد البعض ان سيف الإسلام القذافي او محمد حسن الرضاء بإمكانهما فعل شيء في الواقع الليبي وهو على هذه الحالة من الفوضى وانعدام المؤسسات والامر ليس بالبساطة فهل هناك من يصدق انه بإمكان أي من وليي العهد جمع الشتات وقيادة البلد بمجرد خطاب او كلمة متلفزة او بيان!!

6- ان من يؤثر في الوضع الليبي هو من يتواجد على الساحة ومن يمتلك القوة بالدرجة الأولى فلا مجال للأحلام الواهية وليس بإمكان أي كان إعادة ضبط الزنبرك المفلوت الا بعملية ميكانيكية كبيرة

وأخيرا كم أشفق على أبناء شعبي ممن يتوهمون ان المشكل الليبي يمكن حله باستدعاء أي من وليي العهد وكأنهما يملكان عصا موسى!! فقليلا من الحكمة واستعمال العقل يهديكم الله ويصلح شأننا وأياكم، كونوا مقتصدين في خيالكم وحاولوا الانفكاك عن أوهام لا تسمن ولا تغني من جوع.

 

الآراء والوقائع والمحتوى المطروح هنا يعكس المؤلف فقط لا غير. عين ليبيا لا تتحمل أي مسؤولية.

د. عبيد الرقيق

باحث ومحلل سياسي ليبي

التعليقات: 1

التعليقات مغلقة.

التعليقات لا تعبر عن رأي موقع عين ليبيا، إنما تعبر عن رأي أصحابها.

اترك تعليقاً