المجلس الرئاسي يكافئ المجرمين

المجلس الرئاسي يكافئ المجرمين

محمد علي المبروك

كاتب ومحلل سياسي ليبي.

لم تعرف ليبيا في هذا العهد الا حكام ينحط فيهم التدبير ويتضاءل فيهم التفكير وتنحسر منهم حتى الروح الانسانية المتأملة وتلك يا سادة طبيعة فيهم وما ذلك بغريب عندما يتولى الحمقى امر بلاد وعندما يتولى من لا يملك أدنى صفة للقيادة ومن بطبيعته يقاد ولا يقود ولقيادة البلدان صفات ولقيادة البلدان طبائع خاصة غير طبيعة هؤلاء من تولوا قيادة ليبيا في عهد فبراير.

من اصول الحكم حتى في العصور القديمة ان من يرتكب جريمة يعاقب بالقانون ويزج في السجون ولا يمنح ثواب ومكافأة تجنبا او اتقاء او تخفيفا لجرمه كما يحدث في ليبيا وقد حدث هذا الامر عديد المرات من حكومات ومجالس تشريعية متعاقبة والامر في ذلك عرف من أعراف حكام فبراير حكومات ومؤتمر وطني ومجلس دولة ومجلس نواب.

حدث الامر من حكومة زيدان ومن المؤتمر الوطني لقراصنة النفط الليبي عندما منحت لهم الاموال تلو الاموال لفتح الموانئ النفطية ثم حدث في أكبر جريمة سرقة لأموال الشعب الليبي في مدينة سرت من قبل تنظيم الدولة غير الاسلامية الذي كان حينها باسم تنظيم أنصار الشريعة حيث تركت لهم الاموال ترك الدياثة والديوثين لزوجاتهم وبناتهم، وما اكتفت ليبيا بالحمقى ليحكموها حتى الدياثة، وغير ذلك من احداث ماضية الكثير.

* حدث ذات الامر في الايام القريبة الماضية في حادثة قفل صمام الغاز عن محطة كهرباء الزاوية وكان الامر في ذلك ان عصابة من مدينة الزاوية قامت بإقفال صمام الغاز عن اكبر محطة للكهرباء في المنطقة الغربية احتجاجا على خطف ابنائها من قبل عصابة في منطقة ورشفانة ولم يجد المجلس الرئاسي سبيلا غير سبيل الحمقى لفتح صمام الغاز وذلك بدفع اموالا بملايين الدينارات الليبية للعصابة الخاطفة من اموال الشعب الليبي المستعبد حمقا من هؤلاء وذلك حتى تطلق العصابة الخاطفة ابناء عصابة مدينة الزاوية ومن ثم تفتح عصابة مدينة الزاوية صمام الغاز. وقد حدث الامر عن طريق نائب من مجلس النواب الذي استلم الاموال وسلم جزء منها للعصابة الخاطفة وجزء منه سرقه لنفسه وهكذا أطلقت عصابة الخطف المخطوفين وفتح صمام الغاز عن محطة كهرباء الزاوية.

بدلا ان يستعين المجلس الرئاسي بقوة لردع الاجرام من العصابتين حتى ولو كانت قوة اجنبية في بلاد لا توجد فيها قوة وطنية لمثل هذه الأمور فقد استعان بحمقه، وانتظروا ايها الليبيون المزيد من عصابات الابتزاز لأموالكم طالما العصابات في ليبيا تكافئ على اجرامها ولا تردع على إجرامها.

ذات الامر يجري التفاوض عليه من قبل المجلس الرئاسي لمنح اموالا للعصابات الخسيسة في منطقة ورشفانة التي اغلقت الطريق الرئيسي على اهالي المنطقة الغربية في أكبر جريمة وطنية لحجز اهالي الغرب الليبي وسجنهم في مناطقهم ومنعهم من التنقل وبدلا ان تزج هذه العصابات في السجون تمنح لها الاموال حتى تفتح طريقا لا تملكه.

___________________________________
* مصدر المعلومات الخاصة بحادثة قفل صمام الغاز عن محطة كهرباء بما فيها الرشوة التي منحها المجلس الرئاسي للعصابة الخاطفة عن طريق نائب في مجلس نواب وسرقته لجزء من الاموال، هي معلومات من وجهاء مدينة الزاوية ممن عرفوا بالصدق والعقل والأصالة، وعلى مسؤوليتي.

الآراء والوقائع والمحتوى المطروح هنا يعكس المؤلف فقط لا غير. عين ليبيا لا تتحمل أي مسؤولية.

محمد علي المبروك

كاتب ومحلل سياسي ليبي.

التعليقات: 1

التعليقات مغلقة.

التعليقات لا تعبر عن رأي موقع عين ليبيا، إنما تعبر عن رأي أصحابها.

اترك تعليقاً