جارديان: ليبيا “حالة وانتهت” عند بريطانيا وفرنسا

رأت صحيفة (جارديان) البريطانية أن فرنسا وبريطانيا أنهتا مهمتهما في ليبيا، تاركة الوضع هناك في منتهى السوء، على حد وصفها مشيرة إلى سلطة الميليشيات المسلحة وممارسة التعذيب ضد بقايا النظام البائد، وانتهاكات حقوق الإنسان بشكل موسع، على حد تعبير الصحيفة.

ورأت الصحيفة أن “ديفيد كاميرون”, رئيس الوزراء البريطاني, و”نيكولا ساركوزي”، الرئيس الفرنسي، يتعاملان مع الوضع الليبيي على أنه مهمة وانتهت وأن الإبقاء على  قوات حلف الناتو ليس له معنى في حين عدم قدرة المجلس الوطني الانتقالي على إدارة البلاد أو السيطرة عليها.

وأضافت الصحيفة أن الميليشيات هي المسئولة حاليا بشكل فعلى عن إدارة البلاد مع رفضها التام للتخلي عن أسلحتها أو التنازل عن السلطة للمجلس الانتقالي مما أبقى على عمليات التعذيب وانتهاكات حقوق الإنسان والإفلات من العقاب، وفقا للتقرير الأخير لمنظمة العفو الدولية، مستنكرة تغاضي وتجاهل رئيس الوزراء البريطاني والرئيس الفرنسي لهذا ورؤيتهم للثورة الليبية بأنها مجرد مهمة وانتهت.

جارديان
صحيفة جارديان البريطانية

وأكدت الصحيفة أن ليبيا ليست العراق أو سوريا، مشيرة إلى عدم ملاءمة الظروف لإجراء الانتخابات المزعم عقدها في شهر يونيو القادم، مشيرة إلى أنه على الرغم من تقديم المعونة التي تصل إلى 150 مليار جنيه استرليني، التي كانت تقدم مسبقا للقذافي، والتي من شأنها أن تساهم في التخلص من الطغيان ومساعدة المجتمع المدني والأحزاب السياسية إلا أن الكثير منها لا يصل إلى أيدي المجلس ولكن يدخل في جيوب المسئولين الفاسدين.

ورأت الصحيفة أنه من الحماقة التوقع بأن التوترات بين الميليشيات والقبائل ستتبدد بعد انتخاب الجمعية التأسيسية، فعملية نزع السلاح وتسريح الميليشيات والتخلص منها سيكون ضمن العواقب المترتبة على السلطة المركزية في ظل وجود شرعية سياسية حقيقية، ولكن ذلك سيكون صعب الحدوث في ظل افتقار البلاد للثقة في أعضاء المجلس الانتقالي الحاكم.

وقارنت الصحيفة بين الوضع في ليبيا والوضع في تونس وأكدت أن سلمية ونجاح الانتخابات في تونس حدث بسبب عقد المفاوضات وتشكيل تحالفات في وقت مبكر جدا من النتائج، ونجح الإسلاميون في السيطرة على السلطة في تونس في حين أن ليبيا لا تزال تقف عند نقطة الصفر فالإسلاميون ينقسمون فيما بينهم، وغير قادرين على التغلب على الكراهية الشخصية، ناهيك عن العروض التي يقدمها الآخرون.

اقترح تصحيحاً

اترك تعليقاً