أطفالنا.. ماذا صنعنا لهم؟

أطفالنا.. ماذا صنعنا لهم؟

أطفالنا هم الوطن وهم المستقبل وهم الحياة هم الامل، فماذا صنعنا لهم حتى ترسو السفينة بهم في بر الأمان؟

طفل صغير يحمل شنطته على ظهره صباحاً إلى المدرسة، متجهاً بآماله وأحلامه وطموحه الكبيرة مرسومة في صفحات كتابه، وكراسته يرى فيها مستقبلاً سيبنيه وينشده بيده، يحلم أن يكون مهندساً أو طبيباً أو طيارا او مدرسا يمكن أن يبني وطنه مستقبلا.

هذا الطفل الصغير لا يعرف أن هناك كباراً يتصارعون على الكراسي ويتقاتلون من اجل هذا الكرسي مع نشر الفتن والقبلية والجهوية، وهذا الطفل لا يعرف أن هناك قلوباً سوداء تضمر الشر والحقد لبعضها البعض ولا تضع أبناء الوطن في معادلتها.

أطفالنا هم الوطن وهم المستقبل وهم الحياة التي نعيش، فماذا صنعنا لهم؟ أتركنا مراكب الوطن تسير من غير هدى ولا بوصلة ولا هدف، والكل يريد أن يتخطف دفة المركب، والجميع يتصارع على توجيه السفينة كما يريد والرياح تعصف بنا من كل ناحية وصوب، شمالنا حزين ومتشرد ونازحين ، وجنوبنا محروم من ابسط سبل الحياة لا غاز طهي ولا كهرباء ولا بنزين ولا سيولة، وغربنا بارد لا رحمة ولا شفقة هذا من منطقة وهذا من قبيليه، وشرقنا يتربص بين الانفصال وفك وانقسام البلاد ليضيع كفاح اجددنا ومؤسس الدولة الحديثة الرجل الصالح ملك ليبيا ادريس السنوسي الذي بدل كل جهده برفقة المجاهدين لتحرير ليبيا وإقامة دولة موحدة، ونحن بعيون تتسع ونتربص من شدة الخوف لا نعرف سوى موجة تلطمنا يميناً وأخرى تأخذنا يساراً ولا نعرف اين تسير بينا واي مرفأ ترسو بينا؟

تائهون، نضع الأقربون، وحتى لو اتسموا بالغباء وعدم المعرفة، في أغلب مراكز القرار ومفاصل الدولة، نحابي على حساب الوطن، ونضع ألف قفل أمام كل طموح وذي كفاءة ومعرفة، نخجل من الاعتراف بالخطأ ونسمي الجرأة وقاحة، والمبدعون نتفنن في كسر أحلامهم ولا نعي أنهم هم من يقودون الأوطان لتضيء، فهم نجومها.

يسترون عيوبهم دون تصليحها او حتى الاعتراف بها، وتتزايد الأخطاء وتتراكم، ولا يصنعون الدواء والحلول، ولا يتحملون أن تخسر مراكزهم أو مناصبهم أو حتى كراسيهم حتى لو هرموا.

انهم كذلك خلقت نفوسهم عاشقة للسيطرة والحكم وعبادة الكراسي، وقلة قليلة منهم من ينظرون للبعيد جداً، والأقل ينظرون لغد، والأغلبية منهم لا تتعدى أفكارهم الى اقدامهم ومصالحهم.

في الاخر الكل يريد أن يرمي الآخر من دائرة الوطن، والكل يريد أن يأخذ  لنفسه جزءاً من غنيمة ،في الاخر نري حياة ممتلئة بالفوضى، لا تعرف شكل النظام كيف يسير فيها، حتى تكاد تشعر أن ما يحدث متعمد، نقتنص أخطاء بعضهم  بشراسة لا يعرفون الرحمة ولا  المودة بينهم ، وبعضهم  ماهرون في التسلق على مصالح الناس البسطاء ، وبعضهم الآخر ماهر في الجلوس دون عمل، وثالث ماهر في الحيل والتحايل والغش والتزوير والكذب والنصب ، وقلة هم الصادقون المنجزون المحاربون من أجل مستقبل أجمل لأبناء  الوطن ، ووطن نراه في عيون الصغار وطن زاهر ومزدهر ومستقيلا.

كم أحزن عندما أرى كل ما نملك من خيرات على سطح وباطن الأرض الليبية من الموارد الطبيعية.. فعلا نملك الكثير. ونفتقد القناعة والعمل لبناء هذا الوطن..

حفظ الله الوطن.. ليبيا

الآراء والوقائع والمحتوى المطروح هنا يعكس المؤلف فقط لا غير. عين ليبيا لا تتحمل أي مسؤولية.

اترك تعليقاً