“اندبندنت”: النظام العالمي لـ”بوتين وترامب” يبدأ من ليبيا

وكالة ليبيا الرقمية 

قالت صحيفة “اندبندنت” البريطانية أن مؤتمر حلف شمال الأطلسي (الناتو)، الذي عقد أخيرا في العاصمة البلجيكية، بروكسل، كان يتمحور حول الرسالة التي وجهها الرئيس الأميركي الجديد، دونالد ترامب، إلى حلفائه الغربيين في “الناتو”، حيث وصف ترامب هذا الحلف بأنه منظمة “عفا عليها الزمن” في الوقت الذي كان يعبر عن إعجابه بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين.

وتضمنت الرسالة التي حملها وزير الدفاع الأميركي، جيمس ماتيس، تهديداً مبطناً بأن “عدم استمرار حلفاء الولايات المتحدة بالناتو بدفع التزاماتهم المالية على الأمن من شأنه أن يدفع بالولايات المتحدة لإعادة تقييم التزامها بالدفاع عن أوروبا”.

وأوضحت الصحيفة أنه “دون أن يلاحظ أحد حصل تطور جديد مع نهاية القمة، التي سيكون لها صدى في طبيعة العلاقات بين الحلف والولايات المتحدة وروسيا، حيث أعلن الأمين العام لحلف الناتو، ينس ستولتنبرغ، أن الحلف سيقدم الدعم الأمني لحكومة فايز السراج في ليبيا”.

ووفقا للصحيفة البريطانية، فإن الرجل الذي يمارس سلطة حقيقية، سعياً ليصبح “قذافي جديداً”، كما يصفه أعداؤه، فهو الجنرال السابق خليفة حفتر مع قواته في الجيش الوطني الليبي، حيث يتمتع حفتر بدعم من مصر ودولة الإمارات العربية المتحدة التي نفذت ضربات جوية لدعمه. كما أنه يحظى بدعم روسيا التي تسعى لتوسيع نفوذها في جميع أنحاء الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.

وأوضحت الصحيفة أن الرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي، كان أول زعيم أجنبي اتصل لتهنئة ترامب بعد فوزه، وقد مارس السيسي ضغوطاً على واشنطن لتبديل دعمها في لبيبا للجنرال حفتر بدلاً من حكومة السراج.

ووفقا للتقارير، فقد بدأ أعضاء فريق ترامب مناقشة خيار حفتر. وعلق مسؤول أميركي في بروكسل: “إن إدارة ترامب قد تعتقد أن ليبيا ستكون مسرحاً أقل حساسية من سورية للتعاون مع الروس بمكافحة الإرهاب، حيث تعم الفوضى في ليبيا، وتنظيم داعش يتمدد هناك، وإذا أثبت حفتر أنه فعال في قتال داعش فربما يكون هو من يعوّل عليه هناك”.

وتشير الصحيفة إلى أن حفتر لا يفتقر إلى الأسلحة، حيث تتدفق الأسلحة له بشكل غير مشروع من الدول العربية الحليفة (مصر والإمارات)، ولا شك في أن قواته تعتبر القوة غير الإسلامية الأكثر قوة في البلاد بالوقت الحاضر.

وتختم الصحيفة بالقول إن حلف شمال الأطلسي والاتحاد الأوروبي يحاولان التوصل إلى اتفاق بين حفتر والمجلس الوطني العام بقيادة السراج، حيث يتم إقناع حفتر بأن يحتفظ بالقيادة العسكرية مع قبول وجود الإدارة المدنية.

وتمنى وزير الخارجية البريطاني، بوريس جونسون، في وقت سابق من هذا الشهر، أن “الجنرال حفتر يمكن أن يقتنع بإمكانية أن يشكل جزءاً كبيراً من مستقبل ليبيا ولكن دون أن يكون متفرداً بالسلطة”.

ومن المرجح أن يقرر الوضع في ليبيا، كما هو الحال في الكثير من الأمور في الجغرافيا السياسية الحالية، كيف ستتطور العلاقات بين ترامب وبوتين، وكيف سيتم تشكيل النظام العالمي الجديد.

اقترح تصحيحاً

اترك تعليقاً