فيننشيال تايمز: ميليشيات ليبيا المسلحة تعمل في الخفاء

ترجمة: ياسر إدريس

جماعة «أنصار الشريعة» هي من أكثر الميليشيات تشدداً

قالت صحيفة «فيننشيال تايمز» البريطانية إن جماعة «أنصار الشريعة» هي من أكثر الميليشيات تشدداً في شرق ليبيا، حيث اشتبه في تورطها في هجمات 11 سبتمبر على مقر القنصلية الأميركية في بنغازي, ما أسفر عن مقتل السفير كريستوفر ستيفنز وثلاثة أميركيين آخرين. وأوضحت أن تلك الجماعة كانت تتمركز في معسكرات وقواعد داخل بنغازي، وكان بإمكان السلطات مراقبة أعضائها ودفعهم تدريجيا لتبني النظام الجديد في البلاد. لكن الآن، ونتيجة لمظاهرة مناهضة للميليشيا في بنغازي في 21 سبتمبر، قامت شبكة أنصار الشريعة بنقل مقاتليها بعيدا عن قواعدهم ومعهم بنادق الكلاشينكوف وشاحنة محملة بقذائف صاروخية، وباتت تمارس نشاطها في سرية بعيدا عن أعين قوات الأمن والميليشيات الأخرى.

ونقلت الصحيفة عن محمد مفتي، سياسي من شرق ليبيا، قوله: «يمكن التعاطف مع من يريد وضع حد للميليشيات المسلحة, لكن الآن لدينا أسوأ فوضى، فقد باتوا يشكلون مصدرا للخوف, لقد اختبئوا تحت الأرض في مكان سري ومعهم أسلحة لا يمكن العثور عليها». وقالت الصحيفة إن الجريمة هزت ليبيا, وتفشى العنف بين الميليشيات, والنزاعات العرقية والقبلية منذ الإطاحة بنظام معمر القذافي, وانهيار القوات الأمنية في العام الماضي. وتمكن المقاتلون المسلحون الذين قاتلوا ضد النظام السابق من جمع أسلحة ترسانات القذافي الهائلة, وملؤوا الفراغ الأمني الناتج, مكونين ميليشيات ذات أيديولوجيات مختلفة تتمتع بوضع قانوني.

بعد احتجاجات بنغازي، قبلت بعض الميليشيات الخضوع لسيطرة الحكومة، لكن ميليشيات أخرى، ومنها جماعة «أنصار الشريعة» قررت العمل بشكل سري وكان اختفاء نحو 300 من رجالها وبعض قدامى المحاربين -الذين كانوا في الخطوط الأمامية أثناء الحرب الأهلية الليبية عام 2011 فضلا عن حركات التمرد في العراق أو أفغانستان- بمثابة جرس إنذار لأعضاء من الميليشيات الإسلامية الأخرى، الذين يصورون «أنصار الشريعة» باعتبارها جماعة غامضة تتبع أجندة متطرفة

ونقلت الصحيفة عن أحد من لهم صلة بهذه الجماعة قوله: إنه لا يعلم ما إذا كانت جماعته وراء الهجوم على القنصلية الأميركية, لكنه برر هذا الهجوم على أنه ضربة ضد الهيمنة الغربية. وأضاف قائلا: «السفير ستيفنز هو رمز لهم, فهو يمثل سياسة الولايات المتحدة الرامية إلى تدمير شعوب الشرق الأوسط». وتوقع ألا تكون هناك انتفاضة مسلحة ضد حكومة ليبيا التي قال إنها انحرفت جدا تجاه الغرب، وطالب الحكومات القادمة بفرض صيغة صارمة من الشريعة الإسلامية على الليبيين. وأشاد بحكومة طالبان في أفغانستان خلال التسعينيات، معتبرا إياها الدولة الإسلامية الوحيدة ذات المصداقية.

اقترح تصحيحاً

اترك تعليقاً