ذاكرة الليبيين لا تتعدى.. أسبوعين

ذاكرة الليبيين لا تتعدى.. أسبوعين

الليبيون..

لا يهتمون بقضيتهم أكثر من أسبوعين!

لا يهتمون بمصيرهم أكثر من أسبوعين!

لا يخططون لحياتهم أكثر من أسبوعين!

لا يبرمجون حياتهم أكثر من أسبوعين!

والاخرون يفكرون بالخمسين سنة قادمة الذين نقول عنهم كفار، والليبيين لا تتعدي الخمسين ثانية القادمة فقط!

هل تذكرون الحدث الذي وقع في بلادنا ليبيا ثورة 17 فبراير من اجل انهاء حكم شمولي طاغي.

هل تذكرون كلمة.. بيحرقونا.. هتاف السيدة من بنغازي وعلى شرفة بيتها.

هل تذكرون السيد من امام السفارة الليبية بلندن وهو يهتف.. اين حقوق الانسان.. وأين المنظمات الدولية والإنسانية؟

هل تذكرون ابن اجدابيا، الذي يقول ويبكي يا قدافي.. مش دار دار.. ولكن ندورك.. حفرة حفرة.. ونطلعك من قبرك.. ونحرقك…؟

هل تذكرون خطاب الطاغية وتهديده للشعب بكلمته المشهورة…. بيت بيت… زنقة زنقة …ونبيها نار حمراء جمرة.

هل تذكرون في قلب العاصمة طر ابلس وهتافات الجماهير بميدان الشهداء.. بالروح بالدم نفذيك يا بنغازي …والشهداء الذين سقطوا بتلك الليلة من اجل ليبيا عامة وبنغازي خاصة؟

هل تذكرون الحماسة، والخطب، والمقالات، ومتابعة الثورة يوما بيوم عبر القنوات العربية والأجنبية؟

هل تذكرون كم شجاعة رجال الوطن الذين ينشقون عن حكم الطاغية أول بأول..

هل تذكرون كم خبير واعلامي ظهر في الفضائيات ليحدثنا عن تصوره للثورة ومستقبل الوطن ليبيا بعد سقوط الطاغية!

أقول وأقول هل تذكرون، ولم تمر على هذه الاحداث سوى سنوات.

نسينا يا سادة، فلا أحد يعرف ما حصل في بنغازي، ولا أحد يدري ماذا يجري في طرابلس، ولا أحد يتابع او يسأل عن الوطن بالكامل ومستقبله وتمزقه، هذا ينادي بالانفصال عن الوطن وظهرت أقليات تنادي بحق في وجودها   وهي تسير فوق سراب وحلم لن يتحقق إذا استمر هذا الحال.

فقدان الذاكرة علة الشعب الليبي الشعب تناسى الشعارات والهتاف عند قيام الثورة، كما هي علة الحكومات التي تشكلت بعد اسقاط النظام البائد، تنسى او تتناسى كل الوعود التي أطلقتها في حينها من قيام دولة ليبيا لتطبق القوانين على الكل وقيام العدالة والمساوات وقيام دولة القانون والمؤسسات التي طالما حلم بها الشعب..

ينسون كما نسوا المهجرين والنازحين من مدنهم، أصبحوا سكان في مخيمات مخيم تاورغاْء والمشاشية، ووعودهم بالدعم والعودة الى ديارهم.. و… و.. و.. فيا اهل كافة المدن الليبية من الشرق الي الغرب ومن الشمال الى الجنوب لا أحد سيهتم بكم، ولا يتعاطف معكم الا القلة لمدة يومين او أسبوعين فقط، وسينسى شهداءكم، وتضحياتكم، ستنسى فقركم، وجوعكم، قهركم، عند أقرب حدث يحدث فلا تثقوا الا بأنفسكم، ولا تعتمدوا الا على ارادتكم، ولا تعملوا الا من اجل مصالحكم ومصلحة الوطن ليبيا.

نحن يا سادة فالحين في التخريب، والهدم، والسلب والنهب والتزوير والقتل إما أن نشيد ونحث على البناء فهذا آخر همنا، وفوق قدراتنا، ولو كنا نأمل في الحصول على دعما حقيقيا يأتي الينا فأننا كمن يبحث عن الماء في صحاري السراب، وأملنا كأمل الشيطان الرجيم في الجنة.. اعلموا ان اولى خطوات الخروج من جهنم والقمع الذي نحن فيه إلى جنة الديموقراطية والعدالة والمساوة، وقيام دولة الحق دولة القانون والمؤسسات هو طرد الافاعي التي من حولنا ونحن أدرا بها وعلى معرفة تامة بها والتاريخ لا يرحم.

الآراء والوقائع والمحتوى المطروح هنا يعكس المؤلف فقط لا غير. عين ليبيا لا تتحمل أي مسؤولية.

اترك تعليقاً