ليبيا.. الطُعم والفخ

ليبيا.. الطُعم والفخ

اللهم ربنا لا تؤاخذنا بما عمل السفهاء منا

يعتقد كثير من الساسة والمفكرين السذج أنه بمجرد حصول دولة ما على استقلالها والاعتراف بها دوليا وحصولها على مقعد بالجمعية العامة للأمم المتحدة أنها أصبحت ذات سيادة وأنها تتولى إدارة شؤونها دون تأثير أو تدخل أجنبي وذلك اعتقاد خاطئ ووهم كبير بل هو غباء ما بعده غباء.. العالم أصبح قرية تغيرت فيه المعارف وتبدلت السياسات وتعددت الوسائل وتنوعت الأساليب وانحطت الأخلاق وتقاطعت المصالح.

فكم من عملاء حكموا شعوبهم وكم من رؤساء دول صُنعوا في الخارج وكم من حكومات استدرجت إلى الفخ وهي لا تدري ودفعت شعوبها الثمن الباهظ..

أفق يا شعبي.. إن تدمير بلادنا بأيدينا وذبح بعضنا لبعض هو الفخ الذي نصب لنا ووقعنا فيه والحرية والديمقراطية كانت بمثابة الطعم بل هي السم المدسوس في العسل.. وشتان بين الديمقراطية والشورى فالديمقراطية اختراع غربي لا تصلح لمجتمعنا ولا تؤتي أكلها إلا في الدول الرأسمالية وهي وليدة الشركات والبنوك العملاقة ولعبة البطون المنتفخة.. متى نفهم واقعنا ومتى نفهم معنى الشورى ويا ليتنا نستوعب الفرق الشاسع بينها وبين الديمقراطية..

فالديمقراطية تقف عاجزة عندما تعرض علينا خيارات محددة لا أكثر ولا أقل (أسماء المرشحين مثلا) وهي تحتكم إلي الأغلبية ولو بصوت واحد كما أنها وسيلة لتحقيق مكاسب حزبية ومصالح الاغلبية دون النظر إلي مصالح الاقلية وهي تسمح أيضا بالمخاتلة والخداع وشراء الذمم فكم من وعود براقة وعد بها المرشحون وذهبت أدراج الرياح وكم من مرشح يخطب ود الناس وعند نجاحه لا يلتفت إليهم ولعل الديمقراطية الجديدة في ليبيا خير دليل…!

أما الشورى فهي عكس ذلك تماماً فهي تسعى إلي الصالح العام وتؤمن بالحقوق والواجبات دون إقصاء أو تهميش لأي فئة على حساب أخرى كما أنها تعتمد مبدأ التخصص وتلتزم بآراء المختصين في كل ما يعرض عليها (سألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون) وما غفلتنا عن الشورى إلا لأنها لم تطبق في   أية دولة في العصر الحديث رغم ورودها في كتاب الله العزيز (وأمرهم شورى بينهم) وهو أعلم وأدرى بشؤون خلقه من غيره.. إن ما نحتاج إليه اليوم ليس هو الديمقراطية بقدر حاجتنا إلى بناء الإنسان.. أصلحوا مدارسكم طوروا مناهجكم واهتموا بشبابكم تكسبوا رهان المستقبل.. اقتحموا مجال التصنيع يكتب لكم النجاح ويتحقق استقلالكم وتكون لكم السيادة على أرضكم وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان.. الموضوع يطول ولعل العقلاء فهموا ما نقول..

وما توفيقنا إلا بالله

الآراء والوقائع والمحتوى المطروح هنا يعكس المؤلف فقط لا غير. عين ليبيا لا تتحمل أي مسؤولية.

اترك تعليقاً