أيها المتآمرون، ليبيا باقية وأنتم زائلون

أيها المتآمرون، ليبيا باقية وأنتم زائلون

د. عبيد الرقيق

باحث ومحلل سياسي ليبي

مرت ست سنوات ودخلنا السابعة، والأوضاع في بلدي من سيء الى أسوأ! ترى متى تستفيق الضمائر الميّتة التي يتميّز بها وبكل اسف ساسة هذه المرحلة المظلمة من تاريخ ليبيا؟! يحتار المرء من اين له ان يبدأ الحديث معكم يا ساسة العبث ويا زمرة الطمع وقلة الحياء! أنتم أيها المتآمرون الفاقدون لروح الانتماء لوطن أكبر من احلامكم وأعظم من خيالكم، أيها الواهمون أيها الحقراء، يا من تحسبون ليبيا مجرد صنبور يسكب ذهبا أسودا! وصندوقا مرصوصا بسبائك الذهب واوراق النقد من دينار ويورو ودولار!، أيها الدافعون بوطن وشعب الى مجاهل الفوضى وحضيض الانهيار! أيها الأشرار المتلبسون بعقيدة الجشع والطمع، المتأصلة فيكم رذيلة النكران بشهوة اللصوصية! يا من تتداعون على صدارة قائمة النهّابين والنصّابين والقتلة!

ان مسيرة ست سنوات عجاف، كشفت لنا وبجلاء من هم المتآمرون على ليبيا حقا، الذين استغلوا انتفاضة شباب انهكته ظروف الحياة، فانتفض ينشد التغيير الى الأفضل، املا في تحسين الظروف المعيشية والاقتصادية، ذلك المطلب المشروع والممكن التحقق، قياسا على الوضع الاقتصادي الجيد لليبيا، وتوفر الأموال المناسبة في المصرف المركزي من مدخرات وفوائض نقديّة، لكن رغبة المتآمرين الجامحة في استغلال الموقف واستثمار الظرف دفعتهم الى الانحراف عن هدف الانتفاضة الأصلي، حين جاهروا بإلغاء ممنهج لكل ما يمثل مقومات تكوين الدولة بالمفهوم الرسمي العصري المتعارف عليه، فسعوا بكل جهد الى الغاء ركيزة الدولة واساس استقرارها وامنها الا وهي الجيش والشرطة وحاولوا عبثا إحلال اجسام غريبة ودخيلة لا مكان لها ولا وجود الا في خيالاتهم الجامحة الى التطرف!

ان الشباب الذي انتفض في فبراير طلبا لحقوق مشروعة، والذين كان مبتغاهم تحسين الظروف المعيشية وتوفير حياة افضل، أولئك هم الاطهار الذين يحبون ليبيا ويريدون لها كل الخير، لذلك كانوا على استعداد دائم لتقديم ارواحهم فداء لها أولئك الذين لم يتجاوز طموحهم العيش بحرية وكرامة وعدالة لهم ولكل أبناء الشعب الليبي في ظل مجتمع متماسك البنيان، تحت نظام حكم ديمقراطي يستند الى دستور محدد يصنعه الشعب، ان الصادقين من الذين انتفضوا في فبراير 2011 هم الذين بمجرد ان ادركوا مظاهر الانحراف عن المطالب الأساسية المشروعة اعلنوا عن معارضتهم ورفضهم لكل محاولات اجهاض المشروع الوطني التي يقوم بها المتآمرون من هؤلاء الاوغاد الذين تسللوا خلف الصفوف وتسلّقوا عبر جثث الضحايا واجساد الجرحى ليكونوا في مواقع السلطة المغتصبة!.

اليوم بعد مضي هذه السنين الكالحة، نصرخ في وجوهكم أن “سحقا لكم وارحلوا” يا من غررتم ومازلتم تحاولون التغرير ببعض شباب ليبيا المتلهف للحرية والحياة الكريمة، تسعون لتقديمهم قرابين لنزواتكم الخسيسة وغزواتكم الوهمية! اليوم نصرخ في وجوهكم يا من بسببكم دارت وتدور معارك قذرة يقتل فيها الليبي أخيه الليبي ظلما وعدوانا، والنتيجة دائما ان يموت انتحارا على موائد طمعكم وما تزينّه عقولكم، شباب في ريعان العمر من أبنائنا الذين كم يحتاجهم الوطن لخوض معركة التعمير لا التدمير معركة البناء لا الهدم! أيها الاوغاد المتآمرين ليس بوسعكم الآن ان تكسروا إرادة الانطلاق، وحب الوطن لشبابنا المتطلع الى مستقبل زاهر، فلم يعد ممكنا بعد انكشافكم، ان تجدوا من تغررون بهم حتى تدفعون بهم الى ساحات القتل والخراب!

ها قد حان وقت رحيلكم أيها الأشرار، يا من صرتم عبيدا للمصالح والمكاسب الدنيوية الرخيصة الزائلة! لم يعد ممكنا التستر تحت عباءة الدين او تحت عباءة القبيلة او المدينة او المنطقة! لقد تكشّفتم وعرّتكم الأيام، اعلموا ان ليبيا باقية وتنتصر وأنتم الزائلون المنهزمون! انكم لا تستحقون اليوم بعد الذي فعلتموه في وطني الجريح، ان نقول لكم: اتقوا الله في شعب اضناه سوء عملكم، فلم يعد يجثوا لاهثا خلف سرابكم وزيفكم وحلمكم، فالشعب قد قرر رفضكم والقذف بكم وبمشاريعكم الوهمية خلف سواتر العدم، وأنتم لم تعودوا الا مجرد احداث عبرت، يطويها الزمان والمكان، الشعب اليوم يصرخ في وجوهكم ان ارحلوا.. ارحلوا.. فليبيا باقية وأنتم زائلون!

الآراء والوقائع والمحتوى المطروح هنا يعكس المؤلف فقط لا غير. عين ليبيا لا تتحمل أي مسؤولية.

د. عبيد الرقيق

باحث ومحلل سياسي ليبي

اترك تعليقاً