دول الربيع العربي تسهم في “عودة القاتل الخفي”

نشرت صحيفة الاندبندنت البريطانية تحقيقاً جاء فيه أن دول الربيع العربي تسهم في زيادة معدلات الإصابة أو الوفاة بسبب الألغام التي زُرعت في دول اليمن وليبيا وسوريا.

وبدأت الصحيفة الحديث عن موضوع الألغام بالتذكير بجهد أميرة ويلز الراحلة ديانا التي شاركت في حملة لمنع استخدام الألغام في الصراعات، ما أدى إلى انخفاض عدد المتضررين منها.

لكن، والحديث مازال للصحيفة، بين العامين 2010 و2011 قُتل أو أُصيب 4191 شخصاً بسبب التعرض للألغام، وهي الزيادة الأولى منذ سبع سنوات.

ومن بين هذه الحصيلة، لقي 1155 شخصاً مصرعهم جراء الإصابة. أما هذا العام فقد يكون أسوأ من سابقيه.

“القاتل الخفي”

وتقول الاندبندنت أيضاً إن الأحداث التي شهدتها “دول الربيع العربي” أسهمت في عودة ما سمته “القاتل الخفي” في إشارة إلى الألغام، مضيفة “أن دولاً مثل سوريا واليمن وليبيا قامت بزرع ألغام جديدة”.

“والعام الماضي بلغ عدد الألغام التي استخدمتها القوات النظامية في العالم أعلى مستوى لها منذ العام 2004.”

وفي ليبيا وحدها وصلت حالات الإصابة بسبب الألغام 184 شخصاً، خلال الصراع الذي وقع وانتهى بمقتل العقيد الليبي معمر القذافي.

ونوّهت الصحيفة إلى أن من قُتل بسبب الألغام في ليبيا خلال عام 2010 كان شخصاً واحداً فقط.

أما سوريا فقد قامت قواتها النظامية بزرع ألغام على حدودها مع كل من تركيا ولبنان خلال هذا العام، وتتحدث منظمة هيومان رايتس ووتش عن وقوع إصابات في صفوف المدنيين بسبب الألغام.

وتضيف الصحيفة أن هناك أدلة حديثة على زرع كميات من الألغام في اليمن.

“الثورات العربية”

ومازلنا في دول الربيع العربي لكن مع شاهد على الانتفاضات العربية، حيث أجرت صحيفة الأوبزرفرمقابلة مع جيريمي بوين خبير شؤون الشرق الأوسط في بي بي سي، المراسل الذي تجوّل في هذه الدول.

بوين أصدر أخيراً كتاباً تحت عنوان “الثورات العربية”، تحدث فيه عن تجربته في دول الربيع العربي تونس ومصر وليبيا واليمن وسوريا.

وقال بوين للأوبزرفر إنه عندما نُقل للعمل مراسلاً لبي بي سي في الشرق الأوسط في منتصف التسعينيات قابله شخص وقال له “إنك محظوظ، كل شيء في طريقه للتغّير”. لكن بوين أضاف إن ما تغير حوله وقتها أن الأسد الأب سلّم السلطة في سوريا لابنه، واستمر مبارك والقذافي في حكم مصر وليبيا.

وذكر بوين أن السبب الجوهري من وجهة نظره في نجاح الثورات العربية أن أكثر من 60 في المئة من السكان تحت سن الثلاثين، وأن نظام المعيشة في بلدانهم لم يعطهم أي شيء، بالإضافة إلى زيادة معدل الفساد وضعف الاقتصادات.

كما نوّه مراسل بي بي سي إلى أن الأنترنت كان وسيلة في الثورات العربية، لكن من وجهة نظره فالتلفزيون والقنوات الفضائية كانت أكثر أهمية. مشيراً إلى أن 40 في المئة من سكان مصر مثلاً أميّون، وبالتالي لا يملكون حسابات على موقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك” مثلاً.

وعند سؤاله عما سيحدث مستقبلاً وهل يتوقع سقوط النظام السوري، قال بوين “إنه من الصعب التنبؤ. ومن الخطأ التفكير في أن تصبح المنطقة مثل أوروبا. العرب لا يريدون الانضمام للغرب. لكنني أتوقع سقوط الأسد، صحيح أنه أثبت أنه أقوى مما توقعت، لكن على الأرجح، وبكل أسف، فالسيناريو المقبل قد يكون حرباً أهلية طويلة الأمد تشارك فيها قوات خارجية”.

أزمة غذاء العام المقبل

وإلى صحيفة الغارديان التي اهتمت بتحذير أصدرته منظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة في شأن تعرّض دول العالم لأزمة غذاء كتلك التي شهدتها في عام 2008.

وقالت الصحيفة نقلاً عن تقرير المنظمة الدولية إن الاحتياطي العالمي من المواد الغذائية وصل إلى “مستويات خطرة للغاية” بسبب موجة الطقس السئ التي اجتاحت عشرات الولايات الأمريكية ودول أخرى مصدرة للمحاصيل مثل أوكرانيا وروسيا.

وذكرت المنظمة في تقريرها الذي اهتمت به الغارديان أن الاحتياطي العالمي من المحاصيل وصل إلى أقل مستوياته على الإطلاق منذ عام 1974.

وأضاف التقرير أن الجفاف والطقس الحار الذي شهدته الولايات المتحدة خلال هذا العام أسهم في تراجع الاحتياطي العالمي وزيادة نسب الواردات المتوقع أن تطلبها الولايات المتحدة خلال العام المقبل بنحو 6.5 في المئة.

وأشارت الأرقام الصادرة عن منظمة الأغذية والزراعة أن منطقة الشرق الأوسط وقارة أفريقيا هما الأكثر تضرراً من ارتفاع أسعار الغذاء العالمية.

وتوقعت المنظمة انخفاض إنتاج القمح في العالم خلال العام الحالي بنحو 5.2 في المئة عن عام 2011، بالإضافة إلى محاصيل أخرى مثل الرز.

اقترح تصحيحاً

اترك تعليقاً