بعيداً عن تشارلي.. مروراً بالسحر والشعوذة.. وصولاً إلى الابتزاز الالكتروني

عين ليبيا

لم ينته المواطنون في مدينة البيضاء من طرح التساؤلات عن الأسباب الحقيقية التي دفعت شبانًا وشابات على الانتحار، بداية من لعبة تشارلي إلى السحر والشعوذة وانتقام الجان، إلى أن طرأ جديد على المشهد من قبل اللجنة المشكلة من مركز الخبرة القضائية والبحوث، التي قالت إن بعض حالات الانتحار كان بسبب “الابتزاز الإلكتروني”.

لا وجود للسحر ولكن !

وذكرت اللجنة في تقريرها المبدئي أنها أخذت عينات من جثث المنتحرين وإن جميعها كانت سليمة، كما أن تقرير الطب الشرعي أكد عدم وجود أي خيوط تدل على وقوع جريمة، كما أن الحالات كافة أقدمت على الانتحار بنفسها. وأضافت أن لعبة “تشارلي” بالتأكيد ليس لها أي صلة بالأمر، مشيرة إلى أن بعض الحالات كان بسبب مشاكل عاطفية وابتزاز إلكتروني، وأيضًا ضغوطات خارجية دون أن تقدم مزيدا من التفاصيل.

وقال رئيس مركز الخبرة القضائية والبحوث التقى رئيس الحكومة عبد الله الثني مطلع الأسبوع الجاري، وأطلعه على نتائج اللجنة المشكلة حول الظاهرة، مؤكدا أنه قال في معرض حديثه إن بعض الحالات حصلت بنتيجة تناول حبوب مخدرة، في حين لم يرد في تقرير اللجنة المبدئي شيء بهذا الخصوص.

حملة ضد السحرة والمشعوذين

أقدمت الأجهزة الأمنية في مدينة البيضاء خلال الأيام الماضية على إطلاق حملة ضد تجار المخدرات، والقبض على أحدهم في المدينة. ووسط تضارب المعلومات وعدم وجود شفافية في آلية عمل اللجنة والتفاصيل الدقيقة، يوجه مواطنون عددًا من الأسئلة للجنة، عما إذا أخذت عينات من أولى حالات الانتحار أم لا باعتبار أن الأمر لم يكن بارزًا في المدينة.

وقررت جامعة عمر المختار في مدينة البيضاء السبت الماضي تعليق الدراسة بمختلف كلياتها، ولمدة ثلاثة أيام حدادا على طالبة انتحرت داخل الحرم الجامعي. ولقيت طالبة في قسم اللغة الإنجليزية في كلية الآداب جامعة عمر المختار (19 عاما) حتفها بعد أن أقدمت على الانتحار داخل إحدى دورات مياه الكلية.

وفي 14 أبريل الجاري، سجلت حالات الانتحار في مدينة البيضاء 10 حالات شنقا، وفق مدير إدارة الإعلام والتوثيق في وزارة الصحة في الحكومة الموقتة.

حملة توعية

وفي ظل تزايد حالات الانتحار التي شملت طفلة عمرها تسع سنوات، سارع إخصائيون نفسيون في إطلاق حملة لتوعية الشباب بمختلف مدارس منطقة الجبل الأخضر.

وذكر رئيس قسم الخدمة النفسية والاجتماعية بوزارة التعليم أن الحملة بدأت في استهداف العديد من المدارس دون أي دعم من الجهات المختصة، مضيفًا أن إدارات المدارس تتجاوب مع الإخصائيين في إقامة محاضرات توعوية لمثل هذه الفئة العمرية الحرجة.

تشكيل لجان.. دون نتائج

وبعد مطالب المواطنين والضغوط على الجهات ذات العلاقة، ظهرت 3 لجان غير اللجنة المشكلة من مركز الخبرة القضائية، للعمل على معرفة أسباب الانتحار والتي جميعها لم تقدم منذ عملها أي معلومات حول الظاهرة، بداية من مديرية أمن البيضاء التي شكلت لجنة لم تتابع ملف حالات الانتحار المنتشرة أخيرًا في المدينة أكثر من تسليطها الضوء على الجانب الذي تبنته من أقاويل الناس ومرجعيتهم لسبب السحر والشعوذة.

وشكلت الحكومة الموقتة بعد أكثر من 7 حالات، لجنة لدراسة حالات الانتحار في مدينة البيضاء، مكونة من وزارتي الصحة والتعليم، وهيئة الأوقاف والشؤون الاجتماعية، وهيئة الإعلام والثقافة وبرئاسة مركز البحوث والدراسات الاجتماعية بوزارة العمل والشؤون الاجتماعية.

وقال مصدر في الحكومة إن اللجنة تعمل على كشف أسباب حالات الانتحار، على أن تسلم نتائجها بعد 15 يوما من تاريخ تشكيلها. إلا أن اللجنة لم تقم بأي خطوة للكشف عن أسباب حالات الانتحار، وهو الأمر الذي أكدته الدكتورة هناء الشكري من مركز البحوث والدراسات الاجتماعية بوزارة العمل والشؤون الاجتماعية.

مراقبة الأنترنت

بدوره ناشد مدير أمن البيضاء الجديد الأهالي منع المراهقين من الجنسين من استعمال الانترنت بجميع مواقعه، ووضع الفتيات تحت المراقبة وإجبارهن على الصلاة.

ودعا الأهالي إلى التفتيش المستمر على كراسات وكتب الطلبة من حيث الرسومات والعبارات التي قد تدق ناقوس الخطر عند ولي الأمر مع منعهم من مشاهدة الأفلام الأجنبية والاستماع لأغاني الراب. دون أن يوضح الأسباب التي دفعت المديرية إلى مناشدة الأهالي باتخاذ مثل هذه الإجراءات.

وإلى أن تجتهد الجهات المسؤولة لإنقاذ الشباب، يبقى مسلسل الانتحار مستمرا في قبض أرواح زهور المجتمع.

اقترح تصحيحاً

اترك تعليقاً