حرب فيسبوك الجديدة على الأخبار الكاذبة

وكالات

بدأت شركة فيسبوك حملة جديدة للتصدي للأخبار الكاذبة والحسابات الوهمية، أو ما أطلقت عليها اسم “علميات المعلومات”، وذلك في إدراك صريح منها لهذه المشكلة، ولخطورة الدور الذي باتت تلعبه في التأثير على الرأي العام.

فمنذ فوز الرئيس الأميركي دونالد ترمب بانتخابات الرئاسة، وجهت لفيسبوك اتهامات شديدة بأن الأخبار الكاذبة والمزيفة التي انتشرت على شبكتها لعبت دورا كبيرا في التأثير على الرأي العام الأميركي، وأسهمت بالتالي في فوز ترمب، رغم نفيها وقتذاك صحة هذا الأمر.

لكن فيسبوك وجدت نفسها مجبرة في تقرير لها صدر الخميس على الإقرار بوجود ما أطلقت عليه “عمليات المعلومات” التي تنتشر بكثرة على منصتها، كما فصلت في التقرير الطريقة التي تزدهر بها الدعاية والأخبار المزيفة وحملات التشويه والخداع، وغيرها من الانتهاكات على منصتها، مع ذكر الإجراءات التي ستتخذها الشركة ضمن جهودها لوقفها.

وفي تعريفها “عمليات المعلومات” أوضحت فيسبوك أنها تقصد بها “أي إجراءات تتخذها جهات مُنَظَّمة (حكومات أو جهات فاعلة غير حكومية) لتشويه المشاعر السياسية المحلية أو الأجنبية، وفي معظم الأحيان لتحقيق نتيجة إستراتيجية و/أو جيوسياسية”، ومثل هذه العمليات قد تتضمن نشر الأخبار الكاذبة والتضليل، واستخدام حسابات مزورة بهدف التلاعب بالرأي العام من خلال مجموعة متنوعة من الوسائل.

وأضافت أنها في وضع يسمح لها بالمساعدة في “بناء النظام الإيكولوجي الناشئ للمعلومات من خلال ضمان أن تظل منصة التواصل الاجتماعي آمنة وبيئة محمية للمشاركة المدنية الأصلية”.

“بوتات” أم بشر؟
ودحضت الشركة في تقريرها فكرة أن “البوتات” (bots) -وهي برمجيات تتولى تنفيذ مهام معينة بشكل آلي- هي الموزع الرئيسي للأخبار المزيفة، وقالت إن “معظم التضخيم الكاذب في سياق عمليات المعلومات لم يكن مدفوعا بعمليات تنفذ آليا، وإنما من قبل أشخاص منسقين مكرسين لتشغيل حسابات غير أصلية”.

وكان أكاديميون من جامعة أوكسفورد وجدوا في دراسة العام الماضي أن “بوتات تويتر” كانت تنشر رسائل، بعضها كاذبة، نيابة عن مجموعات على جانبي حملة خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، ونيابة عن مرشحين في انتخابات الرئاسة الأميركية.

وأعد تقرير فيسبوك كبير المديرين التنفيذيين في الأمن الإلكتروني في الشركة أليكس ستاموس، واثنين من أعضاء “فريق الاستخبارات المعني بالتهديدات”، واتخذ التقرير من انتخابات الرئاسة الأميركية 2016 حالة دراسة، حيث وجد أدلة على وجود “جهات خبيثة” توزع الرسائل استنادا إلى بيانات تم الحصول عليها من حسابات بريد إلكتروني مخترقة، وقالت الشركة إنها لم تستطع التأكد من هوية هذه الجهات الخبيثة، على الرغم من أنها أشارت إلى أن معلوماتها لا تتناقض مع تقرير للمخابرات الأميركية يقول بتورط روسيا.

الإجراءات
أما الإجراءات التي ستتخذها فيسبوك لتحقيق خطتها فتشمل إضافة تقنيات جديدة للعثور على الحسابات المزيفة والانتهاكات على منصتها وإزالتها، وكانت الإجراءات والتحسينات السابقة التي اتخذتها الشركة مكنتها من تعطيل أكثر من ثلاثين ألف حساب وهمي في فرنسا وحدها منذ 13 أبريل/نيسان.

كما أعلنت أنها ستوسع إجراءاتها الأمنية للحماية ضد “أشكال أكثر خفية وغدرا من سوء الاستخدام”، وعلى وجه الخصوص تحسين الأمن حول اختراق البيانات وعمليات “التضخيم الوهمية”. وقالت أيضا إنها ستدعم “المحادثات الأصلية على منصتها وتساعد في بناء مجتمع أكثر استنارة وفاعلية”.

وأكدت أنها ستضيف ميزات أمان وخصوصية أفضل تشمل ميزة التحقق بخطوتين لمنع المخترقين من الحصول على المعلومات الشخصية للمستخدمين، وستبلغ المستخدمين في حال استهداف حساباتهم أو تعرضهم للخطر وتقدم توصيات بما الذي يجب فعله تاليا. إلى جانب القيام بدور نشط في العمل مع الهيئات الحكومية لحماية الانتخابات.

ومن الجدير بالذكر أن ما توصلت إليه فيسبوك في تقريرها هذا بعيد كليا عن تأكيد الرئيس التنفيذي للشركة مارك زوكربيرغ في نوفمبر/تشرين الثاني 2016 بأن فكرة أن المعلومات الزائفة على فيسبوك أثرت على انتخابات الرئاسة الأميركية كانت “مجنونة جدا”.

وفي هذا التقرير دلالة واضحة بكيف أُجبرت أضخم شبكة اجتماعية في العالم على التعامل مع دورها الكبير في الطريقة التي يتواصل بها العالم سواء نحو الأفضل أو الأسوأ.

أما نجاح أو فشل الإجراءات الجديدة التي أعلنت عنها فيسبوك في إطار حربها على الأخبار الكاذبة فستقرره الأيام المقبلة.

اقترح تصحيحاً

اترك تعليقاً