تصاعد الوضع في سورية: أردوغان تهديد كامن لحلف الناتو

عين ليبيا – مريام الحجاب

قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية مارك تونر للصحفيين 25 أبريل إن الولايات المتحدة أعربت عن قلقها العميق إزاء الغارات التي شنها الطيران التركي على مناطق بشمال سورية والعراق.

تجدر الإشارة إلى أن نفذت المقاتلات التركية صباح يوم 25 أبريل غارات على مواقع وحدات حماية الشعب الكردية في جبل قره تشوك بشمال سورية ومواقع الميليشيات الكردية في جبل سنجار بشمال العراق. أدت الغارة الجوية إلى سقوط أكثر من 20 قتيلا و8 جريحا من قوات البيشمركة. واستهدفت القوات الجوية التركية مختلف الأهداف من بينها محطات الإذاعة والتلفزة المحلية التابعة لوحدات الحماية الشعب.

في 27 أبريل واصل الجيش التركي مذبحة الأكراد على الأرض بمحافظة حلب.

رد الأكراد لذلك فورا. نقلت وكالة فرانس برس عن دعوتهم للتحالف الدولي إلى إيقاف الضربات الجوية التركية. كما يبدو هذا سيجبر التحالف الدولي على رد على الخطوات التركية لأنها يعتبر التحالف الدولي شريكا للأكراد في إطار مكافحة داعش وعليه بعض الالتزامات.

هذا وتعرض النشاط العسكري التركي ضد التشكيلة المسلحة الفعلية الوحيدة في شمال شرق سورية والتي تستطيع لمحاربة داعش لانتقادات شديدة من قبل المجتمع الدولي فما بينه حلفاء تركيا في إطار حلف الناتو.

وجهت تركيا ضربات جوية على مناطق بشمال سورية والعراق وهذا دون التنسيق المناسب من طرف الولايات المتحدة والدول الأعضاء لحلف الناتو الأخرى وكذلك دون مصادقة أعماله من طرف التحالف الدولي.

وفي هذه الظروف يمكن أن نفهم مخاوف الولايات المتحدة والدول الأعضاء لحلف الناتو. ليست مفاجآت أنه تلعب واشنطن “الورقة الكردية” خلال الوقت الطويل وتستخدم الوحدات الكردية لصالحها. تقدم الولايات المتحدة الأسلحة للأكراد وتقوم بتدريبهم وتدعيمهم من الجو وبإسناد القوات الخاصة الأمريكية.

في الوقت الحالي لا يزال يشارك تحالف الوحدات الكردية في اقتحام مدينة الطبقة ذات الأهمية الاستراتيجية غرب مدينة الرقة وفي تطوير المرحلة الرابعة للهجوم واسع النطاق في الأرياف الشمالية لـ”عاصمة” داعش في إطار عملية “غضب الفرات” بقيادة الولايات المتحدة. لكن الخطوة الأخيرة التركية يمكن أن تجبر القيادة الكردية على توقف الهجوم على مواقع داعش نظرا لضرورة صد هجوم الجيش التركي ومسلحي الجيش السوري الحر بشمال محافظة حلب.

وقد أزعجت تركيا مرارا حلف الناتو بنفس الإجراءات. تسعي تركيا إلى عرقلة الأكراد في تحرير الرقة بديلا من مساعدة في مكافحة الإرهاب. يقتل ويقصف أردوغان على الأكراد الذين يعتبرون القوة الوحيدة القادرة على محاربة داعش. ويشدد المصادر العسكرية أنه أسفرت أعمال أنقرة عن مقتل أهالي مدنيين خلال القصف على قرية “فرفك” وغيرها. من غير مستبعد أن نتيجةً لهذه الأعمال التركية غير المسؤولة أدت إلى مقتل المدربين العسكريين الأمريكيين الذين شاركوا في  تدريب المجموعات المسلحة في سورية والعراق.

في الواقع الرئيس التركي يعزز داعش بكل الوسائل وفي نفس الوقت يخالف المبادئ الأساسية لحلف الناتو في مجال مكافحة الإرهاب ولا ينسق أعماله مع قيادة الحلف. وتعتبر الهجمات التركية على الأكراد في سورية والعراق الجرائم التي تنتهك القانون الدولي.

ويبدو أن محاولات تركيا التي تسعي إلى احتلال جزء من الأراضي السورية وتغيير ميزان القوى في الشرق الأوسط لا ترضي الولايات المتحدة ودول حلف الناتو واللاعبين الرئيسيين الآخرين في المنطقة. ومن الواضح أنه لا توجد أية دلائل للحفاظ على تركيا داخل حلف الناتو لأن تصبح خطوات تركيا التالية غير المتوقعة تماما. ولا تساهم هذه الأعمال العدوانية في تعزيز جهود لمكافحة الإرهاب وبالعكس تكثف تركيا الوضع المتوتر في ظروف الحرب ضد الإرهاب في سورية والعراق التي ما زلت بعيدة عن انتهاء.

اقترح تصحيحاً

اترك تعليقاً