لقاء الدعم والتبرير للصديق الكبير.. على شاشة ليبيا روحها !!!

لقاء الدعم والتبرير للصديق الكبير.. على شاشة ليبيا روحها !!!

نحن لم نتعود إطلاقاً من السيد محمد زيدان الحاد في أغلب اللقاءات هذا الاتزان في إدارته لنقاش البارحة وكأن هناك شيئا ما قد تبدل فجأة وبنفس درجة تغير بعض الاعلاميين والسياسيين المخضرمين وهم جماعة سبتمبر والذين أدركوا فبراير. أتمنى ألاّ يتأثر السيد زيدان بهؤلاء الذين يسمون أنفسهم بالنخبة المثقفة.

نحن تعرفنا على السيد زيدان المتعصب لبرقة وصنديدها ومداخلتها الذين يُمنعون ويُحرمون في برقة من خلال برامجه على شاشات التلفزيون الأمر الذي جعلنا نطلق علية صفة المتعصب.

ما لفت انتباهي في حلقة البارحة هي اقتصارها على وجوه قديمة للمصرف المركزي تعبنا من رؤيتها في التلفاز طيلة 40 عاما ونيف وكأن ليبيا عقمت على انتاج عباقرة في نفس مستوي الذين شاركوا في لقاء ورشة العمل أو الذين ظهروا علينا في ضيافة زيدان، وقد ظهر واضحا ان الهدف الاول من وراء حلقات النقاش في الصباح، وما تناولته حلقة البارحة من سجال، هو تبرير ودعم لكافة الإجراءات المالية التي اتخذها السيد الكبير.

السؤال الذي يطرح نفسه: لماذا لا تُبني ليبيا الجديدة بوجوه جديدة ؟.. وما أكثرها!! لماذا لم تُتح الفرصة للخبير الليبي والاقتصادي المعروف الدكتور سليمان الشحومي او للسيد بن سعود الشخصية المالية المعروفة على مستوى دولي او السيد محمد الرعيض رئيس اتحاد الغرف التجارية ورجل الاعمال الناجح ووو.. أليسوا هؤلاء بخبراء؟! الإجابة طبعا.. بلى.

أيضا لماذا لم يتم توجيه الدعوة للسيد علي الحبري؟ لكن قد يقول قائل بأن حضور السيد اقداره قد يكون بديلاً له باعتباره من المنطقة الشرقية. أعتقد أن الأمر أصبح مكشوفاً للجميع بأن هناك أمراً يدبر في الخفاء ولكنه مكشوف ومعروف وهو استمرار الخبير الكبير محافظاً لمصرف ليبيا المركزي إلى حين الاتفاق على اسم المحافظ الجديد بين المجلس الاعلى للدولة ومجلس النواب.

وبالرغم مما تقدم أجد نفسي مضطراً لتقديم بعض الملاحظات حول حلقة برنامج سجال حول لقاء السياسات الاقتصادية بتونس بحضور عدد من محافظي البنك المركزي السابقين والمحافظ الحالي بطرابلس:

توافق المشاركين حول ضرورة إقرار جملة من الإجراءات من عدة جهات لكي يقوم البنك المركزي بتعديل سعر صرف الدينار. هذه الإجراءات تتمثل في إصدار قانون الميزانية لسنة 2017م، واعتماد نفقات الحكومات المختلفة لسنة 2016 وتتضمن تحديد مقدار الدين العام المنفق من الحكومات المختلفة وإجراءات مالية وتجارية تصدر من حكومة الوفاق.

قدّم فرحات بن قدارة اقتراحاً باستخدام نفس السياسة التي اتبعت في نهاية التسعينات من القرن الماضي، وهي استخدام سعر خاص جديد يقترب من سعر السوق السوداء وينخفض تدريجياً. ولكنه أغفل أن هذه السياسة تم تنفيذها في وقت كان عرض النقود أقل بكثير مما هو عليه الآن وكان الانتاج النفطي مستقراً عند مستوياته والدولار كان متوفراً نقداً وبالتالي الأثر كان مباشراً في السوق السوداء، الآن عرض النقود كبير جدا وأغلبها خارج المصارف كما ان حجم النفقات الشهرية كبير جدا، وذلك كله يصطدم بقدرة البنك المركزي على تلبية الطلب المرتفع على الدولار وايضاً لا يوجد دولار نقدي.

اعتقد وللإنصاف أن اغلب الأفكار المقدمة من السيد اقدارة قد سبق وان تقدم بها السيد محمد الرعيض رئيس اتحاد الغرف التجارية في رسالته الموجهة للسيد الكبير والذي رد عليها بكلام شعبوي وشخصي.

الصديق الكبير يشير إلى أن علي الحبري سبب وعمّق المشاكل النقدية في البلاد وأنه تلاعب بالصلاحيات التي كانت ممنوحة له عندما كان “نائبَ محافظ”. ويبدو أن الصديق الكبير ليس مستعداً لإجراء أي تعديل في سعر صرف الدينار حتى يرجع تصدير النفط إلى مستوياته السابقة الطبيعية وإقرار الإصلاحات بقوانين من البرلمان وقرارات من المجلس الرئاسي وخصوصاً جميع أنواع الدعم المقدمة في الطاقة وغيرها.

رئيس اللجنة المالية بالبرلمان عمر تنتوش يري أن قرار البرلمان بإقالة الصديق الكبير هو قرار خاطئ وقدم فروض الولاء للصديق الكبير برغم أنه يمثل البرلمان الذي لا يعترف به رسمياً بل يعترف بالحبري “كمحافظ”.

فتحي المجبري حاول أن يستغل هذا اللقاء وينسب أنهم يدفعون الأموال لكافة ربوع ليبيا كما استغل اللقاء لتوجيه رسائل إلى الجيش بقيادة حفتر أنه يدعمونهم ويوفرون لهم التمويل لعمليات معالجة الجرحى منهم، ويدعم إشارات إلى قرب حل سياسي في البلاد كما أنه اعتبر أن الحلول الالتفافية على القانون المالي للدولة أمر لابد منه الآن ولكن في نفس الوقت يطلب من البرلمان أن يعتمد قانون الميزانية حتى يمكن تنفيذ الإصلاحات ومعالجة الدعم ومن ثم تعديل سعر الصرف.

خلاصة اللقاء كان تسابقاً من جميع المشاركين فيه للحاق بملامح الاتفاق السياسي بين البرلمان والمجلس الأعلى للدولة باعتبارهما المعنيين بتعديل الاتفاق السياسي.

وللحديث بقية إذا لزم الأمر..

[su_note note_color=”#ecebc8″ text_color=”#000000″]هذه المقالة تعبر عن رأي كاتبها ولا تعكس بالضرورة وجهة نظر عين ليبيا[/su_note]

الآراء والوقائع والمحتوى المطروح هنا يعكس المؤلف فقط لا غير. عين ليبيا لا تتحمل أي مسؤولية.

اترك تعليقاً