اول لقاء للدكتور علي زيدان….. ماذا قال فيه ولم يعلق الاعلام عليه…. لماذا

اول لقاء للدكتور علي زيدان….. ماذا قال فيه ولم يعلق الاعلام عليه…. لماذا

د. ناجي بركات

وزير الصحة السابق بحكومة المجلس الوطني الانتقالي.

في البداية” عيدكم مبارك اعاده الله عليكم وعلي الامة الاسلامية بالخير والبركة وان يحفظ ليبيا ان شاء الله”

لقاء د علي زيدان ليلة البارحة في قناة ليبيا الاحرار كان جيد وبه كثير من الافكار وله رؤية واضحة. نتمنى ان يكون فريقه محقق لهذه الرؤية وهذه الاولويات. الغريب اني لما اراء اي تعليق او خبر في صحف ليبيا عن هذا اللقاء وهو اول لقاء يوضح طرح لخطة رئيس الوزراء الجديد. لقد غاب تعليق الاعلاميين والصحف وحتي صفحات التواصل الاجتماعي غاب التعليق عنه الا القيل دون تطرق وتحليل لهذا الخطاب والذي استمر لأكثر من 100 دقيقة. فعلا كان لقاء صريح وبكل شفافية تحدث د علي زيدان عن برامجه وافكاره وأراءه في هذا الموضوع.

الاولويات كانت موجودة وخاصة امن المواطن وسيادة حرمة ليبيا. كذلك تعزيز حرية الراي وتبني المصالحة. المواطن سيفرح بزيادة الرواتب والثوار الحقيقيون ستكون لهم كلمة مع الحكومة. الاعلام سيكون حر وستكون لديهم وازرة. ستزول المركزية وستكون مصالحة شاملة.

ماذا لم يعجبني في هذا الخطاب وهو وجود اكثر من 30 وزارة وهذا سيكون عبارة عن ارضاء كل مدينة وطائفة وعرق بليبيا. اذا وجدت الكفاءة لا باس ولكن اذا فعلا هو محاصصة فهذا ليس  من المعقول ولكن جغرافية ليبيا كبيرة وتحتاج الي نظرة وخاصة من همشوا في السابق. لقد قالها ان اختياره لوزرائه، كان عن طريق لقائه بهم وطرح افكاره عليهم ولن يتهاون في طردهم اذا تبث فشلهم. هذا شيء جميل ولكن حكومة الازمات تكون صغيرة ومركزة علي الوزارات السيادية وبعض الخدمية مثل الصحة والكهرباء. حتي يتم تنفيذ الاولويات وانجاحها. اذا كبرت الوزارة يصبح تقل كبير والوزير يتصرف كما يشاء ولن يستطيع وضع عينيه علي كل وزارة وتكتر الاخطاء وتبدا المشاكل وكذلك المصاريف تتكاثر حيث كل وزير لديه اولويات ورؤية وخطط يريد ان ينفذها حتي لا يطرد من الحكومة. الفريق المتكامل يكون مع الوزير وليس يكون من وزراء.  30وزير هم تحت سيطرة رئيس الوزراء وينفدون في رؤيته. هذا يكون في بلد بها نظام وقوانين وجيش وشرطة وعلاقات دولية ممتازة. لكن ليبيا الان في حالة فوضي وتناحر وتكالب على السلطة ولا تنفع بها الا حكومة مصغرة وحكومة ازمة للإنجاح اولويات الحكومة والمؤتمر الوطني العام وتحقيق طموحات الشعب في الامن والاستقرار والعيش معيشة مستورة ويكون لليبيا احترامها من جيرانها ودول العالم. هذا راي ولكن ربما د علي لديه فلسفة اخري في اختيار اكثر من 30 وزارة.

لقد تحدث د علي زيدان عن الخارجية واعطاها حيز كبير وهذا مهم جدا. ايام وزارة الكيب وبن خيال، ليبيا عالميا همشت وصوت ليبيا ضاع ولم يتم التركيز علي دول الجوار والتي ستاتي منها المشاكل والقلاقل مثل ما يحدث الان. نتمنى ان يهتم د علي زيدان ووزير خارجيته الجديد بدول الجوار اكثر وتحسين اختيار السفراء ومن يعملون بالسلك الدبلوماسي. دول الجوار مهمة جدا وبها ازلام النظام وهى ستكون مثل العظم في اللهاث. كيفية التعامل معهم ومعاملتهم يجب ان يكون بعد دراسة ومن قبل لجنة متخصصة تنصح الرئيس بهذا.

موضوع المصالحة والذي اخد حيز اخر من مقابلة د علي زيدان. موضوع مهم ولكن يحتاج الي وقت كثير وناس متخصصة . الاستفادة من جنوب افريقيا والبوسنة والهرسك مهم جدا. العدالة الانتقالية يجب ان تكون قبل المصالحة الوطنية وخاصة من ارتكب جرائم في حق الناس سوء انسانية او مالية. المصالحة لن تتم في ايام او شهور ونحن لدينا ديننا الاسلامي وشريعتنا وهذا سيجعل من مهمة لجنة المصالحة سهلة ولكن لا نتهاون او نترك كل شيء دون العمل بالعدالة الانتقالية وخاصة ممن سرق المال العام.

الحكم المحلي والمحافظات والبلديات وتفعيل المحاكم كلها اشياء تحدث عنها وهي مهمة ويجب ان تفعل بسرعة حتي نقضي علي المركزية والتي ستفرق الليبيين وتجعل زمرة دعاة الفدرالية قوية ولديهم حجة بأقناع من يقف علي جانب الطريق ان يأتي معهم. هذا شأن ادارة الحكم المحلي ونتمنى ان لا تأخذ وقت كبير من رئيس الوزراء لأن هنالك امور اخري واولويات اهم بكثير.

للأسف لم يتحدث عن الاقليات ومكانتهم في هذه الوزارات ولكن انا متأكد بأن د علي زيدان لن يهملهم وهو دائما واقف معهم ومن خلال عمله في حقوق الانسان، كان دائما مدافعا عن الاقليات. المرأة كان لديها حظوظ وسوف تكون 2-3 وزارات للمرأة وتقودوها المرأة ونتمنى ان يكون هنالك 3-4 وكلاء من النساء. يجب ان ندفع بالمرأة للمناصب القيادية وتعطي لها فرص اكبر. للأسف هذا في طرابلس وبنغازي ولكن المدن الاخرى ، المرأة مازالت مهمشة ولكن بعون الله سيكون هنالك لهم دور في هذه الحكومة وفي مستقبل ليبيا.

تمنيت ان يكون تعليقي اكثر ولكن لا اريد الخوض في امور اخري لأن من الواجب الوقوف مع هذه الحكومة لأني ارى انها الانسب وبقيادة تعرف حجم المسؤوليات ولن يفرض عليه احد رأي او يتبنى رأي مبني علي القبلية او الجهوية. انا اراها خطة مدروسة ولكن تطبيقها صعب وتحتاج الي فريق عمل لديه من الكفاءة الخارقة لتحقيق هذه الرؤية. حسب ما هو موجود من هذه الكفاءات ربما سيتحقق ولكن  علي الشعب الصبر اكثر علي هذه الحكومة واعطائها فرصة لكي تقوم بعملها. كذلك علي الناس ان يجدوا في دعمهم وعملهم من اجل ليبيا. الشعب الماليزي والشعب الاماراتي والشعب الصيني والغربي، اشتغل وكد وناضل لوصول الي ماصل اليه اليوم. تحققت طموحاتهم عندما اعطوا الثقة في قيادتهم وساندوهم وغفروا لهم بعض الاخطاء. اصبحت دول متقدمة وصناعية والتعليم ممتاز والخدمات الصحية جيدة والامن مستقر والعدالة متوفرة وكرامة الانسان مصانة. هذا لن يحققه الرئيس لوحده ولكن حققه بدعم الشعب له ووقفه معه واعطاء الثقة فيه.

كذلك يجب ان يكون الشعب واعي بما يجري هذه الايام وخاصة ليبيا محاطة بعدة دول وتري ان ليبيا ضعيفة جدا واننا لقمة سهلة. يجب ان لا يكون هذا وكلنا نتحمل المسؤولية في ان لا نجعل هذه الدول تفكر في هذا ابدا . الرئيس ووزير دفاعه سيبني جيش قوي لحماية ليبيا وليبيا لديها ثروة هائلة ويمكنها ان تفرض نفسها في السوق العالمية وتفرض احترامها من خلال هذه الثروة وخاصة في هذه الايام. الذي لا يكون معنا هو ضدنا والذي صديقنا وقال لا اليوم سنقول له لا غدا. هذه هي سياستينا ولكن حماية ليبيا مسؤولية كل الليبيين والليبيات والوقوف مع هذه الحكومة والتي ارى فيها الخير وفي قيادتها مهم جدا واذا فشًلنا هذه الحكومة سنفشل كثيرا . لقد ضاعت سنة كاملة واذا ضياعنا سنتان، فأننا سنتأخر وستزداد مطامع الجيران.

ان شاء الله ربي يوفق هذه الحكومة وليبي حرة.

الآراء والوقائع والمحتوى المطروح هنا يعكس المؤلف فقط لا غير. عين ليبيا لا تتحمل أي مسؤولية.

د. ناجي بركات

وزير الصحة السابق بحكومة المجلس الوطني الانتقالي.

اترك تعليقاً