أمريكا والغرب تنكوي بنار الإرهاب

أمريكا والغرب تنكوي بنار الإرهاب

ألم يحن الوقت بعد لأمريكا والغرب أن تقف أمام ظاهرة الإرهاب المجنونة بشيء من الحكمة والعقلانية؟، تلك الكارثة الكبرى والوباء الفتاك الذي يهدد العالم بأسره في أبشع وأشنع صور الظلم له من حيث الواقع للترويع.

لقد أضحى الإرهاب ليس ظاهرة فحسب بل هماً وطنياً لكل دول العالم دون استثناء وهماً مؤرقاً لكل إنسان على ظهر الأرض، وهو يشاهد ويرى الدماء تُسفك، والموت يهاجم الآمنين في كل مكان وزمان، في محطات القطارات، المدارس، الجامعات، الشوارع، المجمعات التجارية، المسارح والمراقص والملاهي، مما أدى إلى تغيير مزاج الشارع وقناعاته، ورجحان كفة اليمين المتطرف، كما انعكس ذلك على كافة المناحي السياسية والانتخابات في أمريكا وفرنسا والعديد من الدول.

العديد من الدراسات واستطلاعات الرأي العام حاولت سبر أغوار الظاهرة، والوقوف على أسبابها ومسبباتها.

الملاحظ من ذلك نجد بأن أغلب تلك الدراسات لم تغص في العمق لتحليل الإبعاد الاجتماعية والاقتصادية والسياسية للظاهرة لاجثثات البذرة التي زرعت في الأرض الأوروبية والأمريكية ونمت وأثمرت هذا النبتة الشيطانية اللعينة.

العديد من المفكرين العرب تطرقوا إلى هذا الموضوع ومنهم المفكر محمد عابد الجابري والذي لفت إلى التمييز العنصري، والمعاملات السيئة والقاسية التي تعامل بها الجاليات العربية والإسلامية في الدول الأوروبية وأمريكا. وليس أدل على ذلك من إن غالبية هؤلاء المهاجرين، هم من يسكنون مدن الصفيح، في ضواحي العواصم والمدن الأوروبية يطحنهم الفقر والضياع والهلاك، وقد انتشرت بينهم المخدرات، والآفات الاجتماعية الخطيرة.

إن معظم الدساتير والقوانين في هذه الدول تحارب التمييز العنصري، وترسخ العدالة والمساواة، وقد وصل بعض المهاجرين إلى اعلي السلم الوظيفي في هذه الدول، فأصبحوا وزراء ونوابا، ولكنها في المجمل لم تستطع أن تستأصل العنصرية البغيضة من النفوس المريضة، ويتطلب هذا الأمر إعادة النظر والمعالجة في الكثير من القوانين والأنظمة وتشديد العقوبات على المخالفين. لكن سياسة الكيل بمكيالين، التي تنتهجها أمريكا والدول الغربية عموماً، هي وراء تعملق هذه الظاهرة الفاشية، ففي الوقت الذي تطفح أدبياتها الواهية بالتصدي للدكتاتورية والقمع ، ونشر الحرية والديمقراطية والعدالة والمساواة ومكافحة الإرهاب , في المقابل نجدها تقف صاغرة لا بل مؤيدة للإرهاب وبالأخص أمام جرائم العدو الصهيوني متمثلة في أبشع صورها، وأكثرها وحشية، وهو يشن حرب إبادة على الشعب الفلسطيني الأعزل، ويصادر حقه في تقرير المصير، وإقامة دولته المستقلة على ترابه الوطني.

إن الدعم الأمريكي اللامحدود للاحتلال الصهيوني، والتواطؤ الأوروبي، هما السببان الرئيسيان في رفض العدو الانسحاب من الأرض الفلسطينية المحتلة، والامتثال لقرارات الشرعية الدولية، ووقف الاستيطان.

وهو ما يمثل في حد ذاته رأس الإرهاب، وهو من فرخ بممارساته العنصرية الفاشية، الكراهية والاقصائية، وشكل الأرضية الخصبة لتصاعد وتيرته، في ظل الظلم البشع، ومصادرة الحريات، والحصار والنفي الأبدي الذي يتعرض له شعب بكامله.

*أيضا تواطؤ الغرب وأمريكا والدول التي تدور في فلكها في فتح الحدود، وتسهيل عبور الإرهابيين إلى ساحات المعارك في سوريا والعراق وليبيا واليمن ومصر وغيرها من الدول وتمويلهم وتسليحهم وفتح معسكرات لتدريبهم.

وحسب ما تقوله تقارير المخابرات الألمانية بأن هؤلاء الإرهابيين دخلوا إلى ساحات المعارك بمعرفة دولهم، وبمساعدة هذه الدول، ونجزم إن أجهزة المخابرات في هذه الدول وخاصة “السي.اي.ايه” قد جندت إعدادا كبيرة منهم لخدمة الأهداف والإستراتيجية الأمريكية.

ومن هذا المنطلق نعجب ألم تأخذ الدول الغربية وأمريكا بالحسبان إن هؤلاء الإرهابيين سيعودون يوماً إلى دولهم بعد انتهاء الحرب، أو بالأحرى بعد انتهاء دورهم، ليمارسوا العبث والموت والجنون وينشروا الإرهاب بالوكالة من قبل دول عربية أو أوربية، وعلى سبيل المثال عن طريق قطر وتركيا وإيران وغيرهم كثر، وخير مثال ودليل على ذلك ما هو يحدث من إرهاب في دول ما يسمى بالربيع العربي مثل ليبيا ومصر وتونس وسوريا.

والإرهاب بحسب طبيعته سلاح ذو حدين فيما يتعلق بتلك الدول التي تستغله لخدمة مصالحها وتحقيق أهدافها، اذ قد ينقلب السحر على ساحره والدليل ان هذه الدول الأوربية وأمريكا الراعية له لم تسلم هي الأخرى واكتوت بناره وأصبحت تعانى منه ومن تداعياته وما حدث في بريطانيا مؤخراً، وهى الحاضنة للجماعات المتطرفة خير دليل حيث أصيبت في مقتل في عملية إرهابية بمسرح لحفل غنائي في مدينة مانشستر، حيث قام بهذه العملية الانتحارية إرهابي يدعى “سليمان العبيدي” هو بريطاني الجنسية ويعتبر والده فاقدا لجنسيته الليبية منذ تجنسه بالجنسية البريطانية بدون موافقة السلطات المختصة في ليبيا بموجب المادة الخامسة من القانون رقم 24 لسنة 2010 بشان الجنسية الليبية، وبالتالي فان الواقعة لا علاقة لها بالدولة الليبية لان مقترفها بريطاني الجنسية.

وأخيرا: يعلم الجميع إن الإرهاب صناعة غربية أمريكية وهو نار ولهيب يحرق الجميع رغم أنه وظف لخدمة مصالحها وأهدافها، وها هو يرتد عليها وهي التي رعته ومولته وسلحته كما يرتد السحر على الساحر.

الآراء والوقائع والمحتوى المطروح هنا يعكس المؤلف فقط لا غير. عين ليبيا لا تتحمل أي مسؤولية.

اترك تعليقاً