خطوة

خطوة

نستطيع ان نقول بان الخطوة الاساسية والجوهرية التي بتحقّقها وبتجسّدها على ارض الواقع. يكون -في تقديري- قد انفتحت الطريق نحو الوصول لكل ما انتفض بسطاء ليبيا من اجله. اعنى بدون اكتمال هذه الخطوة، يكون من العسير القول -وبعد هذا المخاض المُكّلف- بأن شيئا قد تحقق بفعل انتفاضة فبراير 2011م. وفى تقديري. بان السنوسيين وبنبل كبير مع ربيع 1965م، حاولوا ان يخطو هذه الخطوة وعلى نحو مُتقدم، بعيدا عن الشعارات والبروبجاندا . فكلفهم ذلك عرشهم بليبيا. على يد أربعة عقود من السنين العجاف عصفت بليبيا وبمن فيها.

خطوة اساسية ولا شيئي سواها، يُمهد بها لأرضية صلبة، تنهض عليها دولة المؤسسات والقانون المأمولة، في دولة المواطنة. وبدونها يكون أي تأسيس كمن يبنى بيت على جرف هاري سينهار مع اول هزة او عصفْ. وفى تقديري ايضا. بان هذا العبث الذي تَمُور به البلاد مند سنين خمسة حتى الان. كان ولا يزال من مهامه الاساسية عرقلة هذه الخطوة ومحاولة اجهاضها قبل حدوثها. وذلك وبهذا -اعنى بهذا العبث المشبع بخبث شيطاني-  تُخلق المبررات الصارخة لإقامة جداران مراقبة إلكترونية مدعومة بأخدود عميق لإعاقة هذه الخطوة برا، وبسفن تجوب المتوسط ملئي بالملونين بحرا.

خطوة اساسية -في تقديري- ستكون ذات مردود إيجابي كبير على ليبيا الوطن، بها ستقفل قنوات كثيرة كانت ومن خلالها ولازالت تستنزف موارد البلاد الطبيعية والبشرية ويوظف موقع البلاد الجغرافي الجيد لغير صالحها. وبها ستعود هذه الموارد لأهلها ويكون في المسّتطاع توظيف هذه البشرية والطبيعية وهذا الموقع الجغرافي الجيد لصالح البلاد ومحيطها الإقليمي والدولي القريب والبعيد.

خطوة يتمكن بها الليبيون من استعادة وعّيهم من خلال تحسس ذاتهم. جغرافيا. ديمغرافيا. ثقافيا. من واقع ثوابتهم هذه. والتي تجسّدها جغرافياتهم الثلاث واقعا وموضوعا. وتنبثق وتتشكل منها مقومات شخصيتهم الليبية.

خطوة يكون من الصعب رفضها عندما نعرف بانها قد خُطت مفرداتها بمدد ثوابت ليبيا. الجغرافية. الديمغرافية. الثقافية. خطوة رُسمت جلْ ديمغرافيتها بملامح عربية. أمازيغية. تباوية. وصُهرتْ بوعاء ثقافي السلامى معتدل بقوام مالكي إباضي. خطوة حدود جغرافيتها تبتدئ من شواطئ المغرب الاطلسية غربا، وتمتد بموازاة الضفة الجنوبية للمتوسط حتى تصطدم بثقافة وادي النيل. النوبية. القبطية الاسلامية.  وبجدار الفراعنة شرقا، ومن الضفة الجنوبية للمتوسط شمالا حتى ما وراء الصحراء جنوبا. وبهذا قد تعارف على تسّمّيتها بالفضاء المغاربي المتوسطي.

خطوة بها يتعزز الامن المحلى والإقليمي والدولي، وتكون خطوة هامة، في اتجاه جعل المتوسط بحيرة سلام، ومعّبر هام لتواصل إيجابي مُحملا بالنمو والتطور فيما بين ضفتيّه الجنوبية والشمالية والعالم. خطوة جديرة في تقديري، بان يتبناها المندوب الأممي بليبيا مدعوما بهيئته، لأنها تتوافق وتخدم طموحها في زيادة رقعة السلم على حساب رقعة التوتر والاحتراب على هذه الحياة.

خطوة اساسية تكتمل بالعمل على إعادة ليبيا الى فضائها الطبيعي بتثبيتها وتقّعيدها وتجديرها بداخل حاضنتها الطبيعية. التي اجتثت منها مند عقود طويلة، بفعل معاول الوصاية والانتداب المُغلفة بمسّحة محلية. ويثم ذلك في تقديري باعتماد هذا الفضاء المغاربي المتوسطي المعّبر الرئيسي الوحيد للولوج الى الشأن الليبي، وما سواه عامل ثانوي واداة مساعدة لا غير. خطوة تحمل في تناياها وتُمهد لتواصل إيجابي بناء منتج مع امتدادات ليبيا الطبيعية، التي حددتها ثوابتها الثلاث ومع الفضاء المتوسطي ودول الجوار.

الآراء والوقائع والمحتوى المطروح هنا يعكس المؤلف فقط لا غير. عين ليبيا لا تتحمل أي مسؤولية.

اترك تعليقاً