رسالتي إلى من يهمه الأمر

رسالتي إلى من يهمه الأمر

أي طريق ستسلكون بوطنكم في عالم لا يحترم إلا الأقوياء..

الإجابة عن هذا السؤال  تتطلب شجاعة ومصداقية وطنية منكم  وصدق في النوايا و الارادة وعزيمة قوية وايمانا صادقا بالله الواحد الديان للانحياز الكامل للقضايا المصيرية والعادلة  للوطن وللشعب صاحب الأرض والمالك الشرعي لثرواتها وصاحب الشرعية الدائمة مصدر السلطات في البلاد  فثورتنا كنت من أجل أن يكون الشعب هو السيد فوق أرضه وأن تسود القيم الدينية  الحميدة والمثل الانسانية حياتنا وحياة مجتمعنا لنعيش أخوة متحابين في الله وفي الوطن ولذا فالقول بأنكم  أمام خيار واحد لايد منه قول صادق لا ريب فيه وأن هناك  طريقان ولاوجود لطريق ثالث لهما  حقيقة ابدية لا شك فيها أما طريق لخير أو طريق الشر , طريقان أولهما طريق  الحضارة الانسانية والعدالة الاجتماعية والديمقراطية والخطوات الصحيحة لاحترام قواعدها وثانيهما طريق الدكتاتورية والطغيان والعلو في الأرض والطغاة وحكم النخبة واحتكار السلطة والتمتع بمزاياها لسرقة أموال الشعب وانتشار الفساد واستمرار الظلم والمعاناة لشعبكم الليبي العظيم وهذه حقيقة ساطعة لا غبار عليها وقول صادق  لا خداع فيه لكم..

فأي طريق ستسلكون يا ترى َ! إني اخاطبكم أنتم يا من يعنيهم أمر ليبيا الحبيبة ها انتم أمام اختبار عسير وخيار أنتم عنه يومئذا مسؤولون فماذا أنتم فاعلون!!

ما دفعني لكتابة هذا المقال هو رؤيتي لسوء النوايا في التصريحات الأخيرة للرئيس الفرنسي ايمانويل والتي تتضح جليا لكل مراقب وكاتب ومحلل سياسي، فالقضية ليست ارادة صادقة في حسم النزاع ورفع الحظر عن جيشنا الوطني وتمكينه من دغم قدراته العسكرية ومقاضاة المجرمين في حق الشعب والوطن القضية ليست استقرار ليبيا ونهاية مأساتها وعودة أينائها وتمتع مواطنيها بالحرية وبالعدالة الاجتماعية وليس الهدف تأسيس دولة المؤسسات وسيادة القانون والديمقراطية واحترام قواعدها. لا أعتقد ذلك بتاتا لأنه مجرد  القول بأن الطرفين المجتمعين (السراج والمشير حفتر) يملك أحدهما الشرعية ويمتلك الأخر القوة هو خير دليل على سوء هذه النوايا التي تأتي بعد ست سنوات من العبث والعهر السياسي وسفك دماء الليبيين ودمار وطننا وتشرد أهلنا في بقاع الأرض  وعلى الرغم من أن التصريحات تحمل دعوة لدعم جهود المصالحة بين الليبيين والاسراع بتحقيقها ,وعلى الرغم من أن التصريحات اعتبرت اللقاء انتصار تاريخي فان ذلك لا يمنح المصداقية لها .اقول هذا عندما يقف الرئيس الفرنسي ليصرج بأن السراج يملك شرعية أعطاه اياها الشعب العربي الليبي  وهو يعلم علم اليقين بأن الشعب الليبي لم ينتخب هذا الرئيس وقد رأينا كيف  تم الغدر بالديمقراطية عندما خسر ما يسمى بتيار الاسلام السياسي في ليبيا انتخابات يونيو 2014 م ولم يعترف بنتائجها التي أسقطته وأنتجت جسما شرعيا (البرلمان) الذي أختاره الليبيون بإرادتهم .فالرئيس الفرنسي اليوم يحاول ايهامنا وخداعنا واصفا ما يسمى برئيس المجلس الرئاسي (صاحب شرعية) وهو يعلم علم اليقين بأن  هذا الجسم السياسي لم يأتي عبر انتخابات  شعبية وأن الشعب الليبي لم يختار في يوم من الأيام أحدا من أعضائه بل تم فرضه على الشعب الليبي  بقوة السلاح وبمكر وخبث سياسي تحت مسمى اعتراف المجتمع الدولي زورا وتحايلا على الديمقراطية التي يدعون دعمها ولكنهم حتما لن يتمكنوا من خداع الشعب .فبعد العدوان ودمار مطار العاصمة الدولي وسرقة ما كان فيه من طائرات وحرق لخزانات النفط وبعد عمليات قتل مئات الليبيين وتشريد لمئات اخرين ونزوحهم الى مناطق أخرى ,وبعد تعثر العملية السياسية ودخول المشهد السياسي في متاهات الاتفاق السياسي وتردي الأوضاع المعيشية للموطنين  بسبب صراع سلبي مدمر على السلطة  قادته حفنة من المرضى والمجرمين من عشاق المال والسلطان والطغيان يهدف احتكار السلطة والتمتع بصلاحياتها ومزياها لسرقة أموال الشعب اعترفت بهم دول الغرب العظمى التي ارادت لهذه الزمرة الاستئثار بالمشهد السياسي بالبلاد من خلال نجاحهم في مؤامرتهم المسماة الاتفاق السياسي.. اذا أتضح جليا أن الغرب لا تعنيه الديمقراطية ولا العدالة الاجتماعية ولا دولة القانون والمؤسسات  في شيء ولا تهمه مصالح الشعب الليبي في شيء وأن مصالحه فقط هي التي تقود مواقفه وسياساته ومناوراته  وما تصريحات مثل هذه الا شاهد على ذلك وخير دليل والتالي لم يعد أمل لليبيين في ديمقراطية فرضها الغرب عليهم بما اوتي من قوة ومكر وما عليهم الا المشاركة جميعا في تحديد الطريق الذي يختارونه بالعبور بوطنهم لغد أفضل ومستقبل  أمن وأن لا يتركوا وطنهم ليبيا الحبيبة رهينة بيد الغرب ومصالحه ولا أن يكون  لعبة بأيدي قوى الضلال والطغيان والفساد  أمام كل هذه المعطيات والمؤشرات  والتحديات في عالم لا يحترم الا الأقويــــاء..

من واجب كل مواطن الدفاع عن وطنه بما أوتي من جهد وقوة وعندما تشدد العواصف بالوطن لن يجد الا ابنائه البررة وهذه حقيقة لا يمكن انكارها وبالتالي نترحم جميعا على من سقطوا شهداء دفاعا عن العرض والأرض. على من سقطوا شهداء من اجل نصرة وطنهم وقضاياه العادلة واذ كان ذلك كذلك فان في رسالتي دعوة لقائد العام للقوات المسلحة العربية الليبية أقول له فيها:

إنك رجل المؤسسة العسكرية وابن بار للوطن وخيرة قادة جيشنا الوطني المغوار والطريق لعالم السياسة لا يحتاج شهادات عليا في علوم انسانية بقدر ما يحتاج لصدق النوايا وقوة الارادة فما التمكين والنصر الا من عند الله ففي الوقت الذي احي فيه نضالكم المشرف وجهودكم المثمرة لصالح المؤسسة العسكرية من اجل الوطن أدعوكم لتبني النضال السياسي من أجل تحرير أموال الشعب الليبي من قبضة القوى السياسية وسيطرتها بغير حق. نعم هذه هي دعوتي للمؤسسة العسكرية لجيشنا الوطني  من خلالكم  أنتم سيادة القائد العام.

فصل المال عن السياسة  لتتحقق الكرامة والحرية لشعبنا العربي الليبي وينعم بالديمقراطية وبالعدالة الاجتماعية  فهم يعلمون علم اليقين بأن أولى الخطوات الصحيحة نحو الديمقراطية تكون بفصل المال عن السياسة  وأن العدالة الاجتماعية والديمقراطية  لن تتحقق لليبيين الا بعودة الحق لأصحابه بتحرير أموال الشعب من قبضة القلة وذلك برفع صلاحيات السلطة السياسية عن المال العام بتغيير القانون المالي للدولة وتعديل لوائحه ليملك الشعب وطنه .فأي انتخابات قادمة سيكون أغلب المشاركين فيها نفس الوجوه من القوى المريضة التي تعشق المال وتجد في السياسة أسهل  الطرق للاستحواذ عليه وسيبقى الصراع سلبي على السلطة ما لم تتحرر أموال الشعب من سيطرة الدولة  ففي ذلك تتحقق مصالح الشعب، فهل سيدعم جيشنا الوطني هذا المطلب الشرعي العادل للشعب ويناضل لتحقيقه .سؤال بحجم هذا السؤال يستحق التضحيات للإجابة عليه ولا شك في مصداقية انحياز جيشنا الوطني الباسل المغوار للقضايا الشرعية والعادلة لوطننا ليبيا الحبية  ولشعبنا العربي الليبي العظيم. فجرائم الفساد والخداع والتضليل ومهانة شعبنا الكريم تزيدنا حزنا ومعاناة وآلاما ولا زال الشرفاء من أبناء الوطن يواصلون المقاومة لأنهم واثقون من الطريق الى النصر وتبقى الثورة حق مشروع لكل انسان عندما يواجه الظلم والطغيان ولهذا فان التحام المكونات الاجتماعية لشعبنا مع جيشنا الوطني في معركتنا ضد قوى الارهاب والفساد هو حق وواجب وفخر. وأن يبارك الشعب  للجيش انتصاراته لتحرير الوطن وثرواته من قبضة لصوص الديمقراطية ومن أدعياء الثورة وألد أعدائها.

أقول لمن يعنيهم امر ليبيا الحبيبة من الليبيين ويهمهم انتصار الحق على الباطل انها لحياة تستحق النضال والاخلاص والوفاء تلك التي تكون مساعيها من أجل حسن الخاتمة ولا حياة تقودنا لتلك الخاتمة الحسنة الا حياة الصدق والاخلاص في العمل والاتحياز للحق والدفاع عنه ,وهذا قول اقوله في هذه الأيام من تاريخ ليبيا الحبيبة ليشهد التاريخ على دعوتي هذه اليكم فلبوا نداء الوطن وقفوا بكل ما أوتيتم من قوة صف واحد تساندون جيشكم الوطني لحماية ارضكم وعرضكم وصون كرامتكم وليعمل كل منكم  في موقعه على احترام ميثاق شرف المهنة التي يؤديها فذلك لا يقود الا لحسن الخاتمة. يقول المولى عز وجل: (فمن تاب من بعد ظلمه وأصلح فإن الله يتوب عليه إن الله غفور رحيم)

صدق الله العظيم

الآراء والوقائع والمحتوى المطروح هنا يعكس المؤلف فقط لا غير. عين ليبيا لا تتحمل أي مسؤولية.

اترك تعليقاً