في تحدي لامريكيا… تركيا تصدر ذهبا لإيران بـ1.2 مليار دولار

صدرت تركيا ما قيمته 1.2 مليار دولار من الذهب إلى إيران خلال العام الذي انتهى في أبريل/ نيسان الماضي، بقفزة بلغت نسبتها 438.2 في المائة عن الكميات التي صدرتها خلال الفترة ذاتها من العام الذي سبقه، لتكون بذلك بمواجهة مع الإدارة الأميركية، التي شددت على أنها ستعاقب من يساعد الحكومة الإيرانية.

وقال أحد المتحدثين باسم وزارة المالية الأمريكية لسي ان ان: “بنهاية تموز/ يوليو الماضي، أمر الرئيس الأميركي باراك أوباما، بفرض عقوبات على أي جهة تقدم مساعدات لحكومة إيران سواء من خلال تسهيل حصولها على الدولار الأمريكي أو المعادن النفيسة، بما فيها الذهب،” الأمر الذي يضع الحكومة التركية على مفترق طرق مع الولايات المتحدة الأمريكية التي تعتبر أحد الحلفاء المقربين للبلاد.

ورفض المتحدث، الذي فضل عدم ذكر اسمه، التعليق على أي تحقيقات أو إجراءات من الممكن أن تكون جارية حاليا بخصوص هذا الموضوع.

وأثار هذا الأمر حفيظة عدد من الأوساط المحلية والعالمية، الأمر الذي استدعى نائب رئيس الوزراء التركي، علي باباكان، إلى تفسير هذا الأمر أمام لجنة برلمانية عقدت في وقت سابق، أكد فيها على أن هذه المبالغ المالية تأتي على خلفية مبادلة النفط الإيراني بالذهب التركي.

وفسر باباكان أن إيران لا يمكنها قبول الليرة التركية كعملة لشراء نفطها، ولا يمكنها تحويل العملة إلى الدولار بسبب العقوبات الاقتصادية المفروضة عليها، الأمر الذي يضطرها إلى شراء الذهب التركي باستخدام العملة التركية المأخوذة كسعر للنفط ومن ثم تحويل هذه الكميات من الذهب إلى أراضيها.

وقالت المحللة الاقتصادية من مركز “غلوبال سورس” التركي، أتيلا يسيلادا: “تعتبر تركيا الفجوة الكبيرة والمنفذ الذي تجد فيه إيران متنفسا لها من وطئ العقوبات الاقتصادية التي تقودها الولايات المتحدة الأمريكية وأوروبا.”

وأضافت المحللة “لم تلتفت إيران إلى الذهب الموجود بالأسواق التركية في السابق، ولكن طردها من منظومة ‘سويفت’ البنكية العالمية، أجبرها للبحث عن بدائل مقابل بيع نفطها، حيث وجدت الذهب التركي الأمثل في مثل هذه الظروف.”

وعلى الجانب الآخر ازدادت التساؤلات والتكهنات حول الطريقة التي تتم فيها نقل هذه الكميات الكبيرة من الذهب الى إيران، الأمر الذي ألقى الضوء على الإمارات العربية المتحدة، حيث أشارت الأرقام الرسمية للحكومة التركية والصادرة عن شهر اغسطس/ آب الماضي، إلى أن دولة الإمارات تمكنت من تصدر قائمة أكثر الدول استيراداً للبضائع التركية لتأخذ بذلك مكان إيران.

وبينت هذه الأرقام أن أبرز الصادرات التركية إلى الإمارات كان الذهب، وبقيمة 1.9 مليار دولار خلال شهر آب/ اغسطس فقط، الأمر الذي يمكن ربطه مع كون إمارة دبي تعتبر أكبر البوابات الاقتصادية لإيران.

اقترح تصحيحاً

اترك تعليقاً