تنظيم القاعدة يسعى لإنشاء موقع جديد لعملياته في ليبيا

لندن – وكالات

تنظيم القاعدة

كشفت صحيفة ديلي تليجراف، اليوم الإثنين، أن تنظيم القاعدة يكثّف جهوده لإنشاء قاعدة جديدة لعملياته الإرهابية في ليبيا، في أعقاب الهجوم الأخير على القنصلية الأمريكية بمدينة بنغازي.

وقالت الصحيفة نقلاً عن تقارير استخباراتية غربية جديدة، إن قادة تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي وفرع شمال أفريقيا من التنظيم، يبذلون جهوداً متضافرة لإقامة روابط مع حركة أنصار الشريعة في ليبيا، والتي تعتقد وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية “سي آي إيه” أنها وقفت وراء الهجوم على قنصلية الولايات المتحدة في بنغازي يوم 11 سبتمبر الماضي، والذي أدّى إلى مقتل 4 أشخاص بمن فيهم السفير الأميركي كريستوفر ستيفنز.

وأشارت إلى أن قادة تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي يحاولون أيضاً إقامة علاقات مع الجماعات الإسلامية الأخرى في ليبيا على أمل إنشاء إقطاعية هناك مماثلة للتي أقاموها في مالي المجاورة.

وأضافت الصحيفة أن مسؤولين في الاستخبارات الغربية أكدوا أن قادة تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي يسافرون بانتظام إلى بلدة الغاط الصحراوية في جنوب غرب ليبيا القريبة من الحدود مع النيجر، بهدف إيجاد موطئ قدم لهم في ليبيا لشن هجمات ضد أهداف غربية والوصول إلى مخزونات الأسلحة الكبيرة، بما في ذلك صواريخ مضادة للطائرات روسية الصنع نهبها المتمردون الليبيون خلال سقوط نظام العقيد “الراحل معمّر” القذافي بنهاية العام الماضي، مقابل تزويد الجماعات الإسلامية الليبية بالتدريب والتمويل.

ونسبت الصحيفة إلى مسؤول استخباراتي غربي وصفته بالبارز قوله إن تنظيم القاعدة يعتبر مرحلة ما بعد القذافي فرصة سانحة لتوسيع شبكة فروعه الإرهابية، كما أن التنظيم سيصبح أشد قوة بكثير إذا ما تمكن من تشكيل تحالف مع الجماعات الإسلامية الليبية.

وقالت إن هناك حوالى 1700 مجموعة مسلحة تعمل حالياً في ليبيا وتتبنى غالبيتها أجندات إسلامية، مشيرة الى أن السلطات الليبية أطلقت مؤخراً عملية لإزاحة الجماعات الإسلامية من مدينة بنغازي في أعقاب الهجوم على القنصلية الأميركية، لكن مسؤولي الاستخبارات الغربية يخشون من أن تكون انتقلت إلى مناطق أخرى في البلاد غير خاضعة لسلطة الحكومة الليبية.

وأضافت أن تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي، وبصرف النظر عن حركة أنصار الشريعة، يحاول إقامة تحالفات مع الجماعات الإسلامية الليبية مثل لواء الشهيد أبو سليم، والذي كُني باسم سجن أبو سليم السيء السمعة، حيث توفي العديد من المتشددين الإسلاميين خلال حكم القذافي، وتم تشكيله من مجموعة من السجناء السابقين.

وأشارت الصحيفة إلى أن لواء الشهيد أبو سليم تمكّن في الآونة الأخيرة من السيطرة على مدينة درنة الليبية، ويسعى بنشاط إلى إقامة روابط مع الجماعات الإسلامية الأخرى في العالم العربي، وخاصة في سوريا.

وقالت “ديلي تليجراف” إن مسؤولي الاستخبارات الغربية أكدوا أن أعداداً كبيرة من المقاتلين الليبيين، والذين قاتل بعضهم ضد قوات التحالف في العراق بعد الإطاحة بنظام الرئيس العراقي الراحل صدام حسين، شقّت طريقها إلى سوريا لدعم جهود المعارضة للإطاحة بنظام الرئيس السوري بشار الأسد.

اقترح تصحيحاً

اترك تعليقاً