سراب الوساطة الدولية لحل الأزمة الليبية

سراب الوساطة الدولية لحل الأزمة الليبية

رمزي مفراكس

رجل أعمال ليبي مقيم في الولايات المتحدة الأمريكية

ليس هناك مجال لتفسير الأزمة الليبية وإنما ما نشاهده اليوم هو نتاج لصراع بين الأقطاب السياسية الليبية وعنوانا كبيرا لنشؤ الغموض القاتل في الرؤى عند تحديد مستقبل ليبيا سياسيا وعسكريا منذ قيام الثورة الليبية واستمرارها في الصراع والنزاع والقتال.

حوالي أربعة أعوام ينزف فيها الدماء في ليبيا وتدمر فيها الممتلكات العامة والخاصة، مع تواجد رؤيتي لواقع الصراع علي السلطة السياسية بدافع الحرب على الإرهاب التي تقود الى استحقاقات الشرعية العسكرية، والأخرى واقع يعمل عند الجانب الفكري التي تدور من اجلها الاستحقاقات السياسية التي تعمل على تأسيس الدولة الليبية الجديدة بمساعدة الوساطة الدولية.

إنما هو واقع مخيف يتجلى فيه الصراع الشخصي المصلحي بأكثر وضوحا مع صراع  المصلحة العامة لدولة ليبيا بعد استبشار الشعب الليبي بالثورة الشعبية الليبية.

لم تكن لدينا العصا السحرية التي تحمل معها كل الحلول لإشكاليات الوضع الحالي التي تمر بها الدولة الليبي، لكن لدينا العقل والمنطق في إحراز التقدم المنشود لدولة الجماهير الليبية.

وإذ إن ما قدمه هذا الانفجار من الربيع العربي على مستوى غياب الوعي الكامل الجماهيري من دمار للأمة العربية اقتصاديا ونفسيا ومعنويا، فأن المشكلة لا تكمن في الاستبداد السياسي وحده أو بمعنى أدق فيما خلفه الربيع العربي من مظاهر الفاسد والفوضى والانقسامات بين الأمة الوحدة وما سيخلفه النزاع أيضا من مظاهر سيكولوجية قاصية  على المجتمع الليبي بعد الاستقرار.

نزاع متأصل في جذور عميقة تقبع في العقول لا يمكن أن نقضي عليها بتغيرات السياسية أو بمفاوضات دبلوماسية كما تراها اليوم عند القادة السياسية الليبية مع المبعوث الأممي الجديد غسان سلامة  في حلحلة الأزمة  الليبية بعد فشل الكثير من مبعوثي الأمم المتحدة السابقين.

وإنما لا بد من الحفر عميقا لرؤية أصل المشكلة الليبية التي أصبح هنالك فجوة عميقة بين أبناء الوطن الواحد عند وعي الجماهير الليبية نحو وحدة ليبيا وحدة الشعب وحدة الهدف والمشوار.

دور يعمل على تكريس تطوير مجتمعنا سياسيا لنحافظ على بقائه، دور نلتف حوله في حقيقة تطوير العملية الديمقراطية والتنمية الاقتصادية والرفاهة الاجتماعية متجنبين الإقصاء والتخوين والتشريد، والابتعاد عن إيديولوجية التعصب والانغلاق  التي تطفو على سطح المجتمع الليبي.

اليوم أصبح هنالك وعي جماهيري، بأن توجد مشكلة ليس مردوها على الاستبداد السياسي وحده بل على التدخل الأجنبي في ممتلكات الدولة الليبية النفطية التي تهدر لصالح المنفعة الخارجية، ولا يمكن الكشف عليها إلا عند نقطة التلاقي بين الأقطاب السياسية المتنازعة ما بينها.

وجود عقول ليبية ذكية تعمل على إخراج الوطن الليبي من أزماته السياسية والمالية والاقتصادية والمجتمعية الليبية، بعيده عن عبء التنظير والتحليل والتفسير في الواقع المرير الذي يمر به الشعب الليبي من سراب  الانقصام الاجتماعي الليبي.

 

الآراء والوقائع والمحتوى المطروح هنا يعكس المؤلف فقط لا غير. عين ليبيا لا تتحمل أي مسؤولية.

رمزي مفراكس

رجل أعمال ليبي مقيم في الولايات المتحدة الأمريكية

التعليقات: 4

  • نعمان رباع

    اخي مفراكس يوجد مقولة للشهيد وصفي التل تقول مابحرث الارض الا عجولها ولك احترامي

  • رمزي حليم مفراكس

    أخي العزيز نعمان رباع

    لقد صدقت القول في وصف التل … “ما بحرث الأرض إلا عجولها !”

    وليبيا لا تحرث مشاكلها حرثا إلا بمفكريها الوطنيين المخلصين الشجعان !
    لك احترامي

  • نعمان رباع

    اخي مفراكس حتى على مستوى الحياة الفردية والانسان يكون خارج وطنه مغترب اذا تكالبت عليه الدنيا فيصبح كالغنمة القاصية لاتجد اي ملجا لها لتامن مكر القريب والبعيد او تنتقم وتثار لنفسها فمن تجربتي الشخصية في العديد من البلدان العربية التي قضيت معظم سنوات حياتي بها خارج وطني الاردن بحكم العمل او الدراسة وخاصة السبعة عشر عاما تلك الاخيرة التي هي منذ عام 2001 حتى 2017 اصبحت ارى نفسي كشخصية علاء الكاسح في وضعه المحبط في مسلسل دراجنوف في الحلقة 12 وهو ينظر الى الصورة ففي تلك الحلقة 12 تذكرت نفسي في الغربة ومارايته من معاناة وعدم وجود شئ تلجا له لان كل من حولك اذا كان صالحا في الغربة فصنم جاهلية واذا كان طالحا فافعى قاتلة ولك احترامي اخي مفراكس

  • نعمان رباع

    اخي مفراكس الممثل القدير الليبي واصف الخويلدي الذي مثل شخصية علاء الكاسح في مسلسل دراجنوف الليبي اتقن الدور ببراعة واللقطة في الحلقة 12 ذكرتني في حياتي السبعة عشر عاما في الغربة

التعليقات مغلقة.

التعليقات لا تعبر عن رأي موقع عين ليبيا، إنما تعبر عن رأي أصحابها.

اترك تعليقاً