مبادرة أخرى لحل الأزمة الليبية: مجلس وزراء بدلاً عن الرئاسي ومشاركة وفد القبائل والمدن الليبية

مبادرة أخرى لحل الأزمة الليبية: مجلس وزراء بدلاً عن الرئاسي ومشاركة وفد القبائل والمدن الليبية

د. عبيد الرقيق

باحث ومحلل سياسي ليبي

بعد ما يقارب من 7 سنوات عجاف يعانى فيها الشعب الليبي الأمرين، حيث دخلت البلد في فوضى عارمة وتحكمت فيها عصابات مسلحة مختلفة الانتماءات، فانتهكت الحرمات وقتل الأبرياء وشرّدوا، وهجّر الألاف خارج الوطن وداخله، وانتشرت عمليات الخطف والحرابة، وعطلت مصالح الناس وتوقفت عجلة الحياة، وحوصر الشعب في قوت يومه بانعدام السيولة النقدية وصار المواطن الليبي يقضي جل وقته منتظرا امام المصارف من اجل حفنة من الدينارات لا تغني ولا تسمن من جوع، بعد كل هذا الوضع المازوم وانسداد الأفق السياسي أمام الفرقاء، برغم المحاولات الكثيرة التي استهدفها اتفاق الصخيرات، والذي تعثر تطبيقه نتيجة قصوره في معالجة الوضع الليبي، حين اختصر الحوار بين طرفين اثنين، هما المؤتمر الوطني وخليفته مجلس النواب! وأقصي فئات مؤثرة وكبيرة من الشعب الليبي! أتقدم كمواطن ليبي بمبادرة أخرى أضيفها الى جملة المبادرات التي سبق وأن تقدمت بها على مر السنوات السبع، والتي أرى انها ستكون خطوة متقدمة على طريق المصالحة الوطنية، ونافذة تفتح آفاقا جديدة لحلحلة الوضع الليبي، كونها ترمي لإحداث توافق اجتماعي شامل بين كل الليبيين دون إقصاء، بما يضمن بحول الله العودة السريعة لكيان الدولة الليبية الواحدة الفاعل، الذي نفتقده بالنظر الى المتغيرات السياسية الآن، وكل ذلك في إطار اتفاق الصخيرات الذي أصبح لزاما تعديله وبعجل، وترتكز المبادرة على ما يلي:

  • تعديل الاتفاق السياسي بتوسيع دائرة الحوار الليبي لتتجاوز كياني المؤتمر الوطني ومجلس النواب لتشمل وفد عن مؤتمر القبائل والمدن الليبية كافة، والإسراع في الإعلان عن تعديل اتفاق الصخيرات ليشمل هذه الأطراف الثلاثة.
  • الاتفاق على فترة حكم مؤقتة تمتد لعام واحد ينجز فيها الدستور خلال أربعة أشهر اعتبارا من تاريخ ممارسة حكومة الازمة لعملها، حيث يتم الاستفتاء على الدستور ثم الاعداد لانتخابات نيابية ورئاسية وفق ما يقرّه الدستور تستلم مهامها مباشرة بعد اعلان نتائج الانتخابات
  • إعادة تسمية المجلس الرئاسي بـ “مجلس الوزراء” باعتباره الجهة التنفيذية العليا في الدولة ويتكون من رئيس ونائبين حسب المناطق الثلاثة بمراعاة أطراف الحوار الثلاثة، وان تكون حكومته حكومة ازمة مختصرة في سبع وزارات فقط وهي: وزارة الخارجية – وزارة الداخلية والامن العام – وزارة الحكم المحلي والمصالحة – وزارة النفط والتخطيط – وزارة الاقتصاد والمالية – وزارة الصحة – وزارة التربية والتعليم، على ان تسيّر باقي الوزارات من خلال هيئات عامة مؤقتا.
  • الاتفاق على تشكيل المجلس الأعلى للحكم ويضم كل من رئيس مجلس النواب والقائد العام للقوات المسلحة المنبثق عن مجلس النواب، ورئيس مجلس الدولة ورئيس مجلس الوزراء ويتولى رئاسة المجلس بالتناوب كل ثلاثة شهور أحدهم وهو بمثابة رئيس الدولة.
  • الاتفاق على تأجيل كل النقاط الخلافية مثل نظام الحكم واسم الدولة والعلم والنشيد وغيرها الى أن ينظم ذلك الدستور فيما بعد.
  • الاتفاق على عودة كل المهجرين في الداخل والخارج الى ديارهم دون أي شرط او قيد وان تضمن الدولة عودة آمنة لهم، مع الاحتفاظ بحق التقاضي الشخصي من خلال المحاكم والقانون.
  • الاتفاق على اعلان العفو العام على كل المعتقلين بدواعي سياسية بعد 2011 مع الاحتفاظ بحق التقاضي فيما يتعلق بمرتكبي الجرائم الجنائية او الفساد المالي.
  • الاتفاق على تفعيل القوات المسلحة والشرطة والأجهزة الأمنية وضمان التحاق كل من يحمل رقم عسكري بها ودمج الملتحقين الجدد المنتمين حاليا للتشكيلات المسلحة من خلال برنامج تدريب عسكري منضبط وفقا لما هو معمول به بالقوانين العسكرية، وتوفير فرص عمل مدنية لغير الراغبين منهم.

عاشت ليبيا واحدة حرة ذات سيادة

الآراء والوقائع والمحتوى المطروح هنا يعكس المؤلف فقط لا غير. عين ليبيا لا تتحمل أي مسؤولية.

د. عبيد الرقيق

باحث ومحلل سياسي ليبي

التعليقات: 3

  • رمضان محمد

    أخي د. الرقيق
    أشكرك على مقالاتك المتميزة بعين ليبيا ، لكن مقالك لهدا اليوم قد لا اتفق معك كتيرا خاصة فيما يتعلق بإعطاء دور سياسي للقبيلة، وكذالك القائد العام للقوات المسلحة. انا اتفق معك في اعتبار اتفاق الصخيرات هو الإطار لأي اتفاق قادم ، وان تتم عملية التعديل من قبل الجسمين الأساسين المنبتقين عن الاتفاق السياسي المشار اليه وهما مجلس النواب ومجلس الدولة. ات توسيع قاعدة المشاركين في عملية تعديل الاتفاق السياسي هو تضيع للوقت.

  • العبدلله

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    د. عبيد أنا متابع دائم لكتاباتك و أود أولا أن أشكرك على مجهودك هنا.
    السنوات السبع الماضية أظهرت أنه من العبث محاولة جمع متناقضات في جسم سياسيى واحد. من الواضح أن دولة ليبيا الحديثة صُنعت من عناصر تحمل من تناقض الثقافة السياسية والاجتماعية ما لا يمكن معه جمعها في جسم سياسي واحد. ليبيا اليوم عادت لمرحة ماقبل الاستقلال حيث الشرعيات منقسمة و الولاء للخارج في قمته. التباين في التوقعات الحاصل بين الشرق و الغرب حول شكل الدولة لا يمكن الجمع بينه في دولة مؤسسات حقيقية ولن ينتهي إلا بعودة الصيغة الشمولية للدولة. حصل نفس الشي في المملكة ثم دولة القذافي و ها نحن نراه اليوم يتكرر في زمننا.

  • صاحب المقال

    شكرا جزيلا ..الآخوين العبدلله ورمضان محمد…سرني متابعتكما واثمن عاليا ملاحظاتكما وارائكما…دمتم بخير ولكم التحية والسلام

التعليقات مغلقة.

التعليقات لا تعبر عن رأي موقع عين ليبيا، إنما تعبر عن رأي أصحابها.

اترك تعليقاً