هابل يرصد نوعا جديدا من الأجرام السماوية

دور المذنبان حول بعضهما على مسافة مئة كيلومتر ويتركان خلفهما ذيلا من الغاز والغبار كالمذنب (وكالة الفضاء الأوروبية/هابل)

وكالات

اكتشف علماء الفلك نوعا جديدا من الأجسام في نظامنا الشمسي، وهو نظام ثنائي هجين يعد الأول من نوعه ويتألف من صخرتين (كويكبين صغيرين) تدوران حول بعضهما، ويترك الكويكب النشط منهما وراءهما ذيلا من الغاز والغبار مثل المذنب. وأطلق على هذا الجسم الهجين اسم “بودي 288بي”.

وعادة فإن الخط الفاصل بين الكويكب والمذنب واضح نسبيا، فالكويكبات قطع من الصخور والمعادن، بينما تكون المذنبات جليدية مما يجعلها تترك خلفها ذيلا من البخار عندما تسخنها الشمس.

لكن هذا الخط الفاصل يصبح أكثر ضبابية، فالكويكبات النشطة تترك سحبا من الغاز والغبار تمنحها مظهر المذنبات، لكن مثل هذه الكويكبات نادرة، ولا يوجد حاليا سوى عشرين مثالا معروفا منها، وعندما تدور ضمن حزام الكويكبات الذي يقع بين المريخ والمشتري، فإن هذه الأجسام تدعى مذنبات الحزام الرئيسي.

واكتُشف “بودي 288بي” عام 2011، والصور التي التقطها تلسكوب هابل منذ ذلك التاريخ تشير إلى أنه جسم نشط، لكن في ذلك الوقت كان الجسم بعيدا جدا عن الأرض فلم يتم تمييزه جيدا. وفي سبتمبر/أيلول 2016 أصبح الكويكب في أقرب مسار له من الشمس ومر على بعد 200 مليون كيلومتر عن الأرض، وقد استخدم علماء فلك من معهد ماكس بلانك بألمانيا هابل لإلقاء نظرة أقرب، وعندها أصبح واضحا لهم أنه يتألف من صخرتين منفصلتين، مما يجعله أول مذنب ثنائي للحزام الرئيسي المذكور.

ومن اللافت أن عمليات الرصد كشفت العديد من الصفات الفريدة لهذا الكويكب الثنائي، ومنها أن معظم هذه الكويكبات تتكون عادة من جسم واحد أكبر يدور حوله جسم (قمر) أصغر، لكن صخرتي “بودي 288بي” لهما تقريبا الحجم نفسه، حيث يبلغ عرض كل واحدة تقريبا كيلومترا واحدا، كما أنهما تبعدان عن بعضهما أكثر من المعتاد، حيث تدوران حول بعضهما البعض على مسافة نحو مئة كيلومتر.

ووفقا لعلماء الفلك فإن الدوران السريع ربما تسبب بانشطار 288بي في المقام الأول، لكن حقيقة أن هذا الكائن لا يزال نشطا تشير إلى أن هذا التطور حديث نسبيا وأنه حدث قبل نحو خمسة آلاف سنة، وأن الغازات التي ينفثها تسببت على الأرجح في دفع القطعتين إلى مدارهما البعيد الحالي.

اقترح تصحيحاً

اترك تعليقاً