إحداث تغيير في القطاع الصحي الليبي.. الخطوات الأولى

إحداث تغيير في القطاع الصحي الليبي.. الخطوات الأولى

د. ناجي بركات

وزير الصحة السابق بحكومة المجلس الوطني الانتقالي.

الجميع يعرف أن قطاع الصحة بليبيا يعاني كثيرا وفي كل شيء ابتداء من نقص الادوية والمعدات وغياب الكوادر البشرية الفاعلة بهذا القطاع. تدهور وبسرعة خلال الخمسة سنوات الماضية نتيجة الإهمال المتعمد من جميع الحكومات المتتالية مند ديسمبر 2011م.  لم يكن في عهد القذافي جيد بمعني الكلمة ولكنه كان يقدم في خدمات ليست بالمستوي ولكن ليس مثل الان. لجاءت هذه الحكومات مند ديسمبر 2011م والي يومنا هذا الي نظام الترقيع وليس التحديث. ساعدها في هذا منظمة الصحة الدولية والتي لو اخدت مشروع تدريب الكوادر الإدارية ومنظومة الامداد الطبي بدل من عمل اكثر من عشرة مؤتمرات واضافة عدة ملفات على رفوف بمكاتب وزراء الصحة بليبيا . كما لا ننسي بعض الدول الطامعة في أخد نصيب أكبر من هذا الترقيع. او استمرار تدفق المرضي الليبيين لهم.

يوجد كم هائل من المستشفيات والتي تحتوي على عدد 60 سرير فما فوق وهي تصل تقريبا الى مائة مستشفى. كما يوجد أكثر من 180 مستوصف أو مركز صحي و36 عيادة مجمعه. كما يوجد الضمان الاجتماعي وبه أكثر من عشرة مستشفيات.. كما لا ننسي أن العيادات الخاصة أصبحت تقريبا في كل مكان بها أكثر من 2000 سرير. المستشفيات الليبية يتجاوز عدد الاسرة بها 20الف سرير. يوجد كم هائل من الأطباء حديثي التخرج وكل سنة يتخرج ما يزيد عن ألف طبيب بشري جديد من جميع الكليات بليبيا والتي عددها سبعة كليات وواحدة خاصة. هناك تضخم كبير بهذا القطاع وتخمة بكوادره. لا ننسي أن عدد العاملين به يوفق 60 الف موظف بما فيهم الأطباء والتمريض. كما يوجد مراكز الاسنان ومراكز متخصصة وصيادلة وفنين وكلهم يتبعون هذا القطاع.. كما قلة كمية هائلة من العاملين والأماكن وجميعهم تدفع لهم الدولة رواتب مغرية للبعض وقليلة للأخرين.  هل ينفع الترقيع في هذا القطاع؟ لا وألف لا وإذا استمر الترقيع فحتما ستكون هناك تقب وحفر وتقطيع في هذا القطاع الى أن ينهار كليا.

ما يجب فعله لأحداث تغيرات عاجله بقطاع الصحة- والتي سيري نتائجها المواطن ويكسب المسؤول ثقة الشعب وهذه نصيحتي للسراج ووزير الصحة ومن يعملون على احداث تغير في هذا القطاع.

هناك عدة أشياء ستعمل وتحدث تغير سريع وجدري في قطاع الصحة ويستفيد منها المواطن وهي (Quick fix)

  1. الاهتمام والإسراع بتحسين خدمات الطواري بعدة مستشفيات رئاسية وهي عشرة بليبيا كما هو بالسابق بعدد المحافظات والخطوة الثانية لبعض مستشفيات الكبرى فقط والتي تزيد سعتها السريرة على 200 سرير فقط.
  2. تحسين خدمات الولادة وهي مهمة جدا لكل اب وام وبجميع المستشفيات الكبرى والتي بها أقسام ولادة
  3. تحسين صرف الادوية واستحداث منظومة حديثه تمنع السرقة وتحدد الخارج والداخل من جميع الأدوية
  4. صيانة دورية للمعدات واستحداث نظام  عقد الخدمة والذي سيوفر أموال كثيرة
  5. دورات الإنعاش لكل العاملين بقطاع الصحة وخاصة التمريض والأطباء وبعدها العاملين
  6. تطوير وتحديث جهاز الإسعاف وكيفية الاستفادة منه في استقبال المكالمات وتجهيز سيارات الإسعاف حيث الكثيرون  من الليبيين الان ليس لديهم مركوب كما يجب أن يتم تحديت وتشغيل الإسعاف الطائر لبعض المناطق البعيدة

هذه النقاط الرئاسية والاولية وهي ستحدث تغير في القطاع وتجعله يقفز الي الامام وتزداد ثقة المواطن في التغير والذي نطمح ان يكون مواكب للتطورات بهذا القطاع والتي تتغير وتتطور يوميا. هذه الخطوات الأولية يواكبها فريق اخر يعمل على تحسين الخدمات الإدارية والصيانة والتجهيز والتعليم والتطوير الخ.. على المدي البعيد واهم شيء هو التدريب وتطوير العاملين بالقطاع حيث هو اهم شيء لأحداث تغير على المدي البعيد حيث تنمية الموارد البشرية جزء مهم في تنمية وتحديث هذا القطاع.

الترقيع لا ينفع وأكثر من 30 سنة والقذافي وزمرته يرقعون في هذا القطاع ومن قبل الملكية واخيرً حكومات الكيب وزيدان ومن هم بعدهم واخير السيد السراج. كذلك الخمس سنوات الماضية أصبحت موضة الترقيع كثيرة وكبيرة وكل مستوصف ومستشفى ومركز صحي وعيادات مركزية تنال نصيبها بحسب معرفتك برئيس الوزراء أو وزير الصحة أو لديك مليشيات قوية تجلب لك ما تريد.  التغير الجدري والبداء في تحسين القطاع لا يمكن أن يحدث الا إذا خلقت خطة وجهاز جديد موازي لما هو موجود الان. حيث يمكن بناء عدة مستشفيات جديدة بعدة مناطق وخاصة بعض المدن والتي مستشفياتها عمرها أكثر من أربعين سنة وقد بناءة بمواصفات قديمة لا تتمشي مع ما هو موجود الان. هناك مدن بها مستشفيات حديثه مثل بنغازي الطبي والمرج وزواره ويفرن ومصراته ومستشفى الخضراء بطرابلس وجميعها مستشفيات حديثه ويمكن البداء بها مع أضافة 7 مستشفيات جديدة بمناطق مثل البيضاء وطبرق وسرت والخمس وغريان وبني وليد والزاوية.  هذه الخطوة الاولي مواكبة لما ذكرته في الخمس نقاط الاولي (Quick fix) ، لأحداث تغير ومن بعدها الخطوة الثانية كما سنتحدث عنها في مقالة اخري.

الكفاءات موجودة وبجميع التخصصات الطبية وليبيا دولة غنية وموقع جيد لمستقبل هذا القطاع من ناحية السياحة العلاجية. لدينا كم هائل من الأطباء الاستشاريين الجيدين داخل ليبيا وبجميع أنحاء العالم وأطباء جدد بإعداد كثيرة. كل هذا يجب الاهتمام بهم وتطويرهم. الطبيب بدون الممرضة وعامل الصيانة وفني المعامل والاداري لا يمكن ان يقوم بعلاج المريض ويقدم له خدمات جيدة. الصحة تشتغل بفريق وليس بأشخاص ويجب ان نصرف الكثير على تنمية الموارد البشرية بالصحة وباي قطاع اخر.

هناك إدارة سيئة جدا بهذا القطاع ويجب أن يتم التغير بها حيث الكفاءات لا توجد ويوجد بها فساد مالي كبير جداً ويجب القضاء عليه. لا ننسي ان هناك مجموعة من هؤلاء الإداريين بهذا القطاع جيدين وليس لهم في الفساد الإداري والمالي ويعرفهم الجميع.

لهذا نصيحتي للسيد السراج ومن هم حوله بهذا القطاع ان يكون التحديث ليس بالترقيع وصرف مبالغ على أشياء لن تأتي باي مردود. كما ذكرت الخطوة الاول وهي ما يسمي quick fix هي بعمل أشياء يراها المواطن بسرعة وأحسن الأشياء وأسرعها هي ما يخص الإسعاف والولادة والطوارئ وبعدها تأتي الأشياء الأخرى. في نفس الوقت تنمية الموارد البشرية حيث بدونها لن ينفع أي تحديث أو ترقيع أو أي شيء اخر حتى ولو صرفت مال ليبيا كله.

سوف اتحدث عن الخطوة الثانية في رسالة اخري ووفقنا الله جميعا لخدمة هذا الوطن واتمني أن يشارك الجميع ممن لديهم خبرة في تصحيح وتحديت وإصلاح هذا القطاع حيث أنه يهم ويصل الى كل بيت ومواطن بليبيا.

الآراء والوقائع والمحتوى المطروح هنا يعكس المؤلف فقط لا غير. عين ليبيا لا تتحمل أي مسؤولية.

د. ناجي بركات

وزير الصحة السابق بحكومة المجلس الوطني الانتقالي.

التعليقات: 3

  • أعتقد أن التأمين الصحي هو الطريقة الصح لعلاج الصحة. وذلك من خلال إعتماد البطاقة الذكية التي تحتوي على ذاكرة تخزن فيها جميع المعلومات والخدمات للمريص. باستخدام منظومة اوريكل العالمية….
    رأي

  • مسعود

    انا اعتقد انك من اكبر السراق والفاسدين لاجل عبارة ذكرتها في مقالك ولن انبهك عليها ولكن زلات اللسان تنبي عن مكنون الجنان

  • أحمد كمال

    عذرا, لقد نلت فرصتك فيما سبق يا دكتور ولم تغير شيء, ويا ريت تخلي أي فرصة جاية لغيرك

التعليقات مغلقة.

التعليقات لا تعبر عن رأي موقع عين ليبيا، إنما تعبر عن رأي أصحابها.

اترك تعليقاً