بالصور..«رمال تي تي الودّانية»تحتضن الرّالي«بفيض المشاعر الوجدانية»

 

عين ليبيا- تقرير خاص

تقع مدينة ودان في بلدية الجفرة وسط  ليبيا، وتبعد مسافة 650كم جنوب شرق العاصمة طرابلس، ويصل عدد سكانها إلى حوالي 27,590 نسمة، وذلك بناء على إحصائيات عام 2004م، وتعد ودان بوابة محافظة الجفرة الشمالية، فهي أول مدن محافظة الجفرة من الشمال، وتضم مدينة ودان ثلاث قبائل رئيسة وهم : الأشراف، وقبيلة المواجر، والأهالى، وتعتبر مدينة ودان عاصمة الأشراف في ليبيا، وقد وصفها الإدريسي بأنها كانت فيما سلف أكثر الأرض عمارة ، كما قال عنها ابن خلدون أنها تحتوي على بلدان عامرة.

تعتبر ودان اسماً لقرية من أمهات القرى في الحجاز، والتي سميت بها أول غزوة في الإسلام، في حين تذكر دراسات أمازيغية غير مؤكدة بأن ودان هو اسم لقبيلة ليبية قديمة استقرت في ودان منذ قديم الزمان، ومن الآراء الأخرى أنّ المدينة اتخذت هذا الاسم لكثرة وجود غزال الودان فيها قديماً، والرأي الأرجح أن هذا الحيوان البري هو الذي اكتسب الاسم من هذه المدينة التاريخية.

  قلعة ودّان قديماً..أرشيفية

 

تحتوي مدينة ودان على العديد من المعالم الأثرية والسياحية، ومن أبرزها: قلعة طوزة الأثرية، والقبور الدائرية التي تضم موائد يعتقد بأنها ترجع إلى العصر الجرمنتي، بالإضافة إلى الفقارات، وهي قنوات ري مائية تحت الأرض ترجع إلى العصر الجرمنتي، كما تحتوي المدينة على متنزه ودان السياحي، وجبل ودان. تحتوي مدينة ودان على الكثير من الآثار الجرمنتية، والسهمية، والحضرمية، التي لم يكشف عن مدنها القديمة إلى يومنا هذا، بالرغم من وجود بقايا بعضها ظاهراً للعيان، كما تضم ودان العديد من المعالم الحضارية؛ ومن أهمها: مشروع تشنه الزراعي، ومشروع اللود الزراعي، الذي يحيط بمدينة ودان من الشمال.

وقد حظيت هذه المدينة باهتمام الشعراء تغزلوا بجمال طبيعتها الساحرة من بينهم د.عبدالمولى محمد البغدادي حيث نظم فيها أبياتاً شعريةً قال فيها :

وَفِيَّ وَدَانَ وَاحَاتِ عَذَارَى ** وَهَامَّاتٌ يُعَانِقُهَا. السَّحَابُ. 
قِلَاعٌ بَيْنَ أَحْضَانِ الرَّوَابِي ** تُلَوِّحُ كَأَنَهَا الحَوْرُ. الكِعَابُ
وَكَانَ الوَدَّ مُنْفَرِدًا فَأَمْسَى ** ثُنَائِيًّا يَحُفُّ بِهِ الحباب. 
فَمَا وَدَانَ إِلَّا عَطْفُ وَدٍّ ** عَلَى وَدٍّ وَضَمٌّ مُسْتطابُ

وفي هذه المدينة الساحرة  تتواصل الاستعدادات والتجهيزات هذه الأيام لانطلاق رالي “تي تي” الصّحراوي في نسخته الثالثة خلال الفترة من 24/ 11/ 2017م، بمشاركة  عدد كبير من هواة سيارات الدفع الرباعي والدراجات النارية على سفوح رمال ودان الذهبية في وسط الصحراء الليبية.

 

 

وقد خصّ الإعلامي «حمدوني حسن حمدوني» المدير التنفيذي لمركز معاً الإعلامي بمدينة ودّان «عين ليبيا» بتصريح حول هذا الملتقى الثقافي والسياحي أوضح فيه أن مصطلح تي تي : هو وادٍ من  الوديان الممتدة في أطراف مدينة ودان وتوارثها الأبناء عن الأجداد . ويبعد مخيم رالي تي تي عن قلب المدينة 20-25 كيلومتر، والانطلاقة الافتتاحية للرالي من ساحة “الشهيد نورالدين علي عابور” بقلب المدينة بودان، ومسافة السباق داخل كثبان تي تي الرملية أكثر من 30 كم أما عدد المشاركين والزُوّار في الرالي وصل الى الآن 300 سيارة بحوالي 600 شخص مشارك وزائر من خارج مدينة الجفرة .أما عدد المتسابقين فعددهم من 30-40 متسابقاً.، وتتولى تنظيمه “الجهة المنظمة هي “اللجنة الدائمة لرالي تي تي الصحراوي” ويتولى”مركز معا الإعلامي بودان”بتغطية الحدث وإبرازه إعلامياً.

 

 

 «حمدوني» أضاف أن هذا الحدث الضخم  تُصاحبه أمسيات يُحيها العديد من الفنانين وأمسيات شعرية وإحياء للتراث الشعبي وكذلك عروض فروسية ويتخلله كذلك العديد من الألعاب الشعبية في الفترات المسائية وأيضا سيكون هناك عروض جوية كالقفز بالمضلات الشراعية وطائرات السمركيت الاستعراضية كما سيكون هنالك معارض للتمور والأكلات الشعبية، موضحاً أن  اللجنة المشرفة على الرالي وشباب ودان  شرعت في تجهيز وفتح مسار الطريق وترتيبها بشكل جيد وطلاء الإطارات وطباعة الأرقام والقبعات للأخوة المشاركين في هذا الرالي، وإعداد المسرح الذي ستقام عليه بعض حفلات التراث الشعبي.
وتعكف اللجنة المشرفة على الرالي على إعداد البرنامج العام الذي سيتضمن ( سباق البروتوفو التجريبي برمال تي وعرض للخيول والألعاب الشعبية ومباراة كرة قدم للخماسيات لقدامى اللاعبين من مختلف المناطق الليبية، ومسابقات التزحلق على الرمال، وبعض منافسات ألعاب القوى) و(عرض للرياضات الجوية والقفز بالمظلات والطيران الشراعي ، وعروض بطائرات التحكم عن بعد ) و ( أمسية تراثية شعبية )و ( زيارة المعارض المقامة على هامش الرالي ، وزيارة قلعة ودان “طوزة” ).
اقترح تصحيحاً

التعليقات: 1

التعليقات مغلقة.

التعليقات لا تعبر عن رأي موقع عين ليبيا، إنما تعبر عن رأي أصحابها.

اترك تعليقاً