وجهاء بنغازي الجدد

وجهاء بنغازي الجدد

لقاء ممثل الأمين العام للأمم المتحدة في ليبيا الدكتور غسان سلامة مع  عميد بلدية بنغازي المكلف من الحاكم العسكري الناضوري،  والذي جمع له في المطار علي عجل عدد من أبناء عمومته العواقير وبعض من القبائل البدوية في الشرق وقدمه لغسان سلامة  اثناء مروره في طريق لقائه بخليفة حفتر، على أنه تجمع من الأكاديميين والخبراء الذين يمثلون مدينة بنغازي وحاولوا أن يضفوا علي هذا اللقاء صفة الجمع البنغازي بإقحام البعض القليل من التركيبات الأخرى في بنغازي، في الواقع أنه تشتم منه رائحة عنصرية وجهوية مقيتة فبنغازي أيها السادة ليست لقبيلة أو مجموعة قبائل معينة وإذا أردتم تمثيل بنغازي والحديث باسم المدينة فعليكم بالأساس أن تجمعوا أعلام وأهل بنغازي المثقفين الحقيقيين وأساتذة الجامعات من مختلف التركيبات الاجتماعية. يجب أن يعود جميع أهل بنغازي المهجرين والمنبوذين بسبب الاتجاه السياسي أو الديني إلى بنغازي حتى يكون هناك عدالة في التمثيل، كما لا أريد أن أدخل في الأسماء ولكن هذه يا سادة ليست مطية تستغلوها بتغليب حضور التكتل الفدرالي والذي له مطالب إقليمية تصل إلى المطالبة بانفصال إقليم برقة عن الدولة الليبية. في الواقع إن الحوار أساسا بين البرلمان والمجلس الأعلى للدولة وليس بين البلديات أو القبائل وبرغم أنه حوار مطلوب ولكنه يجب أن يكون تحت سقف المؤتمر الوطني الحدث الذي أعلنت عنه خطة الأمم المتحدة.

بعض الحضور لديهم مواقف متطرفة ومضحكة من بعض المدن والتركيبات الاجتماعية في الغرب الليبي مثل فرج نجم  الحامل للجنسية الإنجليزية والذي عودنا القفز من حلبة إلى أخرى حسب الأحوال، فمرة يقدم نفسه مؤرخا ويتقرب من مصراتة ويكتب كتاب أسماه مصراتة صرة الوطن وهو الذي يري في عمر المختار زعيم باندة وأن رمضان السويحلي مجاهد وزعيم وطني تاريخي ومؤسس أول جمهورية في الوطن العربي والثالثة على مستوى بعد فرنسا والولايات المتحدة الأمريكية وأحيانا يدور في فلك البنك المركزي البيضاء وأخرى يلتحق بالجيش الذي يقوده حفتر باعتباره القوة المسيطرة على المنطقة الشرقية بليبيا، وهو الذي أهدر اموال سلمت له (25 مليون دينار ليبي) يعرف قصتها أهله وهو ليس ذو كفاءة أو دراية بهذه الأمور. تحول من عدة أشهر إلى موظف مراسم ببلدية بنغازي وقد شاهدناه برفقة السفير الإيطالي يوم أمس الاول أثناء اصطحابه له ليشتكي له ما فعلته الأيام بقصر غرسياني والذي نام فيه الدوتشي موسيليني أثناء زيارته لمدينة بنغازي عام 1937 حيت استقبلته البنغازيتة بالهتاف المعروف لكل أبناء ليبيا (مرحبتين بكازي روما من غيره ما ريد حكومة). نجده الآن يتهجم على المجلس الأعلى للدولة وعلى رئيسه الدكتور عبدالرحمن السويحلي الشخصية الوطنية التي يعرفها القاصي قبل الداني.

إذا أردتم أن تمثل بنغازي التمثيل الحقيقي فابحثوا عن المثقفين والاُدباء أساتذة الجامعة المرموقين والمعروفين الذين انحازوا للوطن وليس لفلان أو علان وما أكثرهم في مدينتي الغالية بنغازي.

السعي وراء الالتقاء بممثل الأمين العام الدكتور غسان سلامة ومحاولة الاتكاء على أن هذا الجمع هو لمثقفي وأكاديمي مدينة بنغازي هو في الواقع محاولة بائسة لتغليف مطالبهم الجهوية المقيتة بأسماء سكان بنغازي وجامعتها العريقة التي تضم أسماء وأعلاما لم نراها حاضرة في هذا اللقاء، وادعائهم أن بنغازي وسكانها ممثلة عبر محاولة استدعاء البعض للحضور لتزيين الصورة هو أمر مكشوف ولن ينطلي على أحد وهو علي الأغلب محاولة تقديم أنفسهم ليكون لهم كرسي في المؤتمر الوطني القادم (الحدث) المزمع عقده تحت إشراف الأمم المتحدة في حالة فشل حوار تونس.

الآراء والوقائع والمحتوى المطروح هنا يعكس المؤلف فقط لا غير. عين ليبيا لا تتحمل أي مسؤولية.

اترك تعليقاً