السويحلي: ما تحقق خلال جولتي المفاوضات من توافُقات يُعتبر انجازاً للمبعوث الأممي

عبد الرحمن السويحلي ( انترنت )

 

عين ليبيا

أجرى رئيس المجلس الأعلى للدولة عبدالرحمن السويحلي مقابلة صحفية مع وكالة أنباء رويترز تحدث فيها عن آخر المستجدات على الساحة السياسية.

السويحلي قال إن ما تحقق خلال جولتي المفاوضات سواء اجتماع فريقي المجلس الأعلى للدّولة ومجلس النواب للمرة الأولى أو القدر الكبير من التوافقات والتفاهمات يُعتبر انجازاً للمبعوث الأممي غسان سلامة و أن هدف تعديل الإتفاق السياسي هو تشكيل سلطة تنفيذية قوية من حكومة ومجلس رئاسة أي حكومة قادرة على إيجاد حلول سريعة لِما يواجه المواطن الليبي من مشكلات اقتصادية وتحديات أمنية في حياته اليومية.

و أضاف أن هناك اتفاق كامل تقريباً على مجلس للرئاسة يتكون من 3 أعضاء وحكومة منفصلة وتوزيع الصلاحيات التنفيذية بينهما وكذلك آلية اختيار المجلس الرئاسي وتشكيل الحكومةغير أن العقبة الرئيسية التي واجهتنا هي التعامل مع موضوع إعادة بناء المؤسسة العسكريةحيث أن موقفنا واضح في بناء مؤسسة عسكرية محترفة بعيدة عن التجاذبات السياسية وخاضعة للسلطة المدنية إلا أن الطرف الآخر كان واضحاً كذلك في تمسكه بما يراه مؤسسة عسكرية في الشرق الليبي والاستمرار بوضعها الحالي، وهذا ما يتعارض تماماً مع هدفنا في إقامة دولة ديمقراطية في ليبيا .

السويحلي اعتبر أن قوات ما يُسمى بالقيادة العامة في شرق ليبيا منظمة مسلحة خارج نطاق الدولة حيث أننا على بناء جيش محترف خاضع للسلطة المدنية بصرف النظر عن من يتولى قيادة هذا الجيش و بمجرد تعديل الإتفاق السياسي ستكون هناك حكومة وحدة وطنية قوية تشمل كل الأطراف الراغبة في الانضمام إليها، ويجب أن تبسط هذه الحكومة سيطرتها على كافة الأراضي الليبية، ولا نريد أن تكون هناك حكومة في طرابلس وأخرى في البيضاء بل نريد حكومة موحدة مقبولة من جميع الليبيين في الشرق والغرب والجنوب لمواجهة تحديات الوضع الأمني ونقص السيولة وانخفاض سعر صرف الدينار الليبي أمام العملات الأجنبية.

كما أضاف أنه لا مناص من إيجاد حل للبلاد حتى لو كان ذلك من خلال انتخابات تشرف عليها حكومة تكنوقراط مؤقتة ، ربما يكون هذا هو الحل، وبالتالي يمكن لليبيين اختيار أشخاص آخرين وحكومة بدماء جديدة لإدارة البلاد وحل المشاكل التي نواجهها اليوم و لا يمكن الإستمرار في قبول هيمنة التشكيلات المسلحة على مقاليد الأمور في البلاد بل علينا التحدث مع قادة هذه التشكيلات واستيعاب أي مطالب مشروعة من طرفهم، وربما دمجهم في الحكومة والأجهزة الأمنية، وبهذا يمكنهم التخلي عن أسلحتهم والإنخراط في القطاعات المدنية، ولكن قبل ذلك يجب تشجيعهم وتقديم الضمانات لهم.

وقال السويحلي “لقد تحدّيْت خليفة حفتر بأن يكون لديه ألف جندي نظامي مهني، أنا لا أصدق ذلك، فالجميع يعرف أن الذين كانوا يقاتلون معه في بنغازي هم ميليشيات قبلية أو ميليشيات سلفية…أقول لك بصراحة لا يوجد جيش ليبي نظامي في أي مكان من ليبيا”.

كما صرح أن مدينة مصراتة مُمثلة بالكامل في المجلس الأعلى للدولة ومجلس النواب وأحد أعضائها موجود ضمن لجنة المفاوضات المعنيّة بتعديل الإتفاق السياسي و هي مدينة شأنها شأن أغلب الليبيين اليوم الذين أصبحوا على قناعة كاملة بأن الطريق الوحيد لحلحلة الأزمة الليبية هو المصالحة والجلوس على طاولة الحوار، وحل مشاكلهم بطريقة سلمية هادئة، وعدم اللجوء إلى استخدام أي شكل من أشكال العنف، فالعنف الوحيد المسموح به هو ذاك الذي نواجه به الإرهاب أو أي شخص يحاول إعادتنا إلى قيود النظام السابق.

كما أشار السويحلي إلى أن منطقة الأبيار التي عُثر فيها على جثث المحتجزين تبعد حوالي 15 كيلومتر عن معقل حفتر في الرجمة، وهو يدّعي سيطرته على المنطقة الشرقية…إذًا هو المسؤول عن أي شيء يحدث هناك، وهو المسؤول عن جريمة الأبيار ولا مجال للشك في هذا الأمر و أضاف “أعتقد أنّ غارات درنة كانت بفعل قوات أجنبية ليست بعيدة عن ليبيا”.

و أوضح أن أي ليبي مُلتزم بالديمقراطية وحقوق الإنسان يجب أن يُدين ما حدث في براك الشاطئ ودرنة والأبيار من قتلٍ للأبرياء، وقد قمنا نحن وآخرين بإدانة هذه الأفعال الشنيعة، وطالبنا بفتح تحقيقات شفافة في كل هذه الجرائم دون استثناء.

اقترح تصحيحاً

اترك تعليقاً