انتصار الدم على الإرهاب يوحد العراق

انتصار الدم على الإرهاب يوحد العراق

الشعب العراقي نسيج متجانس ومتماسك، من مجموعة من الأطياف، ترتبط بوحدة العيش المشترك، ورابطة الدم، والعرف العشائري والتقاليد، وما أوصى به الدين الإسلامي، دين التسامح والعفو، جعلها متماسكة ومتراصة.

حاول الاستعمار الأمريكي الإسرائيلي، وأعداء العراق، اختراق وحدة صفوفنا، وتفكيك وحدة أطيافه، وخلق فجوات تتسع، لتمرير مخططاتهم ونواياهم، ودفع العراق لحافة الهاوية والتقسيم، وإشعال الفتن لنشوب حرب طائفية، والسعي لتقسيمنا، إلى مسمياتها الثلاث، شيعي وسني وكردي، وفصل كل منهما عن الآخر، لإضعافه والسيطرة عليه، ونهب خيراته.

المناخ كان أكثر ملائمة للتفرقة والتشتت، وتهميش بعض الأطياف، خلال السنوات الماضية، نتيجة السياسات الخاطئة، للسلطات الحاكمة، التي جعلت العيش ببلد يفتقر الى أبسط الأشياء، كالكرامة والاستقرار، والأمان وهدفها التشبث بالمنصب، وجعلت المواطن يعيش على بصيص من الأمل.

بعد مطالبة المرجعية الرشيدة، ومن يدفعهم حب العراق، وهموم المواطن، بالتغيير لإحياء ما تبقى من بصيص الأمل، لإنقاذ العراق، وتشكيل حكومة جديدة، وقيام الشخصيات السياسية الدينية، بإعادة جمع الشمل من جديد، وجعل الكلمة والحوار سلاحها، لتقارب وجهات النظر بين الأطياف والأقاليم، وعقد مؤتمر الوئام، الذي كان له الأثر الكبير، في إنقاذ وحدة الصف العراقي، وربط أواصر الأخوة والمحبة للعراقيين، في حربهم ضد الكفر والإرهاب.

استلمت الحكومة الجديدة، العراق من سابقتها، بحالة الإفلاس، واحتلال جزء من أرضه، من قبل العصابات التكفيرية الإرهابية، المسماة (بداعش)، سلمتها لهم الأيادي الخائنة، من الفاسدين والفاشلين، وللحد من انتشار هذا الخطر، الذي يؤدي إلى هلاك العراقيين، سماحة السيد السيستاني، بإعلان بيان الجهاد الكفائي، لإنقاذ العراق، وشل حركة أعداء الإسلام الدواعش.

الارتباط الصميمي بين الشعب والمرجعية، وبواسطة القيادات السياسية الإسلامية لأبنائها، وحاجة الشعب الملحة، تم دعوة العبادي لإصلاح الحكومة، وإنقاذها من الضياع، بعد أن أصبح الحال لا يطاق، بتردي الأوضاع الخدمية، والمعاشية للمواطن العراقي، الذي يعاني من الواقع المرير، وتقديم الفاسدين والفاشلين، ومن عبث في أمن العراق للعدالة، وتلبية مطالب المتظاهرين المشروعة.

سعت بعض الدول والجماعات من الفاشلين والفاسدين، العبث في مقدرات العراق، وحاولت إيقاف مسيرة التقدم في ساحات القتال، لنقلها إلى المناطق الآمنة، في الوسط والجنوب، باختراق التظاهرات، وخلق الفتن من بعض المأجورين، وسط جو إعلامي مسيس، يخفي الكثير من الحقائق، ويعطي الأولوية لما يخدم الفشل والفساد، وتغطية خسارتهم، وتحقيق مصالحهم الشخصية، التي يعاني منها المواطن.

الأحداث الدامية التي اختلط الدم بها، واشتركت أجزاء الجثامين مع البعض، لا يمكن الفصل بينهما، تزيدنا إصرارا وعزيمة، وثبات موقفنا، من قادتنا ومراجعنا الكرام، يتضح من وهج النيران، التي أوقدها العدو في أكبادنا وأجساد إخواننا، إن مصيرنا واحد وطريقنا واحد، ونحن شعب واحد لا نتجزأ وعدونا مشترك.

حقيقة لا يمكن تجاهلها، يتقد وهجها في القلوب، أن عدو العراق مهما تعددت أشكاله، وأفكاره وطبيعة ممارساته، وحملاته الإعلامية، التي تظلل الرأي العام، وتخفي جوهره الحقيقي، تكون النتيجة والمحصلة النهائية، إنه عدو الشعب، ولهيب النار التي أوقدها، لا تفرق بين الأجناس أو الجنسيات والأطياف، التي أراد بها تفرقتنا وضعفنا، لينال منا ويحقق مآربه.

شاء الباري أن يتوحد العراق، وينتصر الدم الطاهر لشهدائنا، على جميع وسائل الإرهاب المتطورة الإعلامية والعسكرية، وإرث الفكر الحاقد، ويتم إعلان بيان النصر النهائي، وتحرير أرض العراق كاملة، بتكاتف كل الجهود، ولكن قلوبنا تخفق وكلها لهفة أن يطرق مسامعنا بيان إنقاذ العراق من الفاسدين والعابثين بأمنه وسيادته، وإعادة الثروات المسروقة، لينتعش اقتصادنا، وننعم بالعيش والرفاهية.

هل يستطيع من بيده زمام الأمور إنقاذ العراق من كارثة الفساد؟ ستجيبنا الأيام القادمة عن ذلك.

الآراء والوقائع والمحتوى المطروح هنا يعكس المؤلف فقط لا غير. عين ليبيا لا تتحمل أي مسؤولية.

اترك تعليقاً