ليبيا الوضع الإنساني إلى أسوأ في 2018

ليبيا الوضع الإنساني إلى أسوأ في 2018

أميمة خطاب

أستاذة جامعية وباحثة حقوقية ليبية مقيمة في بريطانيا

استنادا إلى استعراضها العالمي للطوارئ، تقول منظمة آكَبس أنَّ الليبين سيواجهون حالة إنسانية متدهورة في العام القادم فليبيا من ضمن الدول التي من المتوقع أن تتفاقم فيها الأزمة الإنسانية في عام 2018.

فهل هي سنةٌ كبيسةٌ جديدة؟

منظمة آكَبس لمن لا يعرف هي منظمه مستقله مُختصه بتحليل وتقييم الإحتياجات الإنسانيه للدول. تأسست عام 2009 كمشروع غير ربحي  يهدف الى مساعدة العاملين في المجال الإنساني والمؤثرين والجهات المانحة على إتخاذ قرارات أفضل في الأزامات الإنسانيه. نشرت المنظمه مؤخراً تقريراً يقدم نظرة عامة على الوضع الأنساني للعديد من الدول المنكوبه شاملتاً ليبيا.

إستعرض التقرير الأزمة الإنسانية الراهنه و لفت النظر لما ستؤول إليه الامور من خلال تسليط الضؤ على التطورات المحتمله لهذه الأزمه .للأسف الشديد، مُجمل ما ورد في تقرير المنظمه يتلخص في توقعات بإزدياد تدهور الاوضاع سواءً علي المستوى السياسي او الاقتصادي او الأمني. بحسب التقرير،  الصراع و التهجير و سوء إدارة الأزمه ستكون مجدداً ابرز ملامح المشهد الليبي للعام القادم .

فيما يخص ليبيا، ركز التقرير على ثلاثة محاور او قضايا اساسيه هي:

  •  حماية الأفراد من إنتهاك حقوقهم
  •  الأمن الغذائي وسبل المعيشه
  •  والقطاع الصحي

فيما يخص حماية الأفراد : وضح التقرير انه يُتوقع استمرار عجز السلطات الليبيه غرباً وشرقاً عن حماية الأفراد من الاحتجاز غير القانوني، والتعذيب،والإعدام التعسفي، والعنف الجنساني، والاتجار بالبشر. وذكر التقرير انه ونتيجه لتدهور الوضع الأمني من المرجح أن يزداد الاسترقاق في عام 2018. يُرجح ان يكون المهاجرين وطالبي اللجوء الفئات الاكثر عرضة لِمخاطر إنتهاكات حقوق الانسان من قبل قوات الأمن الليبية، والميليشيات، وشبكات التهريب. يوضح التقرير انَّ مشكلة الألغام والمتفجرات الموجودة في بنغازي ستستمر كتحدي  يهدد أمن وسلم الأفراد خلال عام 2018.

عن الامن الغذائي وسُبل المعيشه: ذكر التقرير أن التأثير السلبي للصراع المسلح على الاقتصاد الليبي سيستمر والضرر الاكبر سيظهر على الاعمال التجاريه وعمليات  شراء وتوزيع المواد الغذائيه داخل الدوله. يشير التقرير ان ابرز المشاكل ستكون نقص السيولة وارتفاع أسعار المواد الغذائية والغير غذائية. بحسب التقرير، سُبل عيش المواطنيين ستزدادا صعوبه خصوصاً مع توقعات زياده انخفاض قيمة الدينار الليبي بالسوق السوداء. القيود المفروضة على الحركة في مدينة درنه المحاصره ستزيد الوضع صعوبه على سكانها البالغ تعدادهم  أكثر من مئة ألف شخص. ألاسؤ ان التقرير اشار الى ان تدهور الظروف المعيشيه ومحدودية الموارد سوف يقود عدد أكبر من الناس الي احتراف تهريب المهاجرين والبضائع وسيؤدي الى ارتفاع معدلات الجريمة.

فيما يخص الصحة: بحسب التقرير سيكون الحصول على الرعاية الصحية اللازمه للأشخاص مصدر القلق الاكبر في ليبيا لعام 2018. وسيزداد الأمر سؤً في المناطق المتضررة من النزاع. أهم التحديات التي ستواجه القطاع الصحي تشمل النقص الحاد في الموارد البشرية والإمدادات الطبية. درنه وجنوب ليبيا ستكون اكثر المناطق تضرراَ بسبب عدم توفر الموارد و الوقود اللازم لتشغيل المستشفيات. اشار التقرير الى انه بِالنسبه للمهاجرين في مراكز الاحتجاز القانونية وغير القانونية سيكون الحصول على المساعدة الصحية مشكله كبيره وهذا قد يؤدي الى إنتشار الأمراض المتصلة بالمياه والصرف الصحي والنظافة الشخصيه وهي بلا شك تهديد للصحه العامه ومصدر خطر حقيقي. وضح التقرير بشكل صريح انهُ يُتوقع أن اعداد المهاجرين في العام القادم سوف تشهد زياده كبيره وان ازمة الهجره سوف تزادا تعقيداً.

اشارت منظمة آكَبس أن توقعاتها مؤسسه على معطيات وحقائق المشهد الليبي الحالي. حيث ذكر التقرير ان هذه التوقعات اساسها الأزمه السياسه الراهنه وان هذه الازمه لن تنتهي في العام القادم. بحسب التقرير، الجنرال خليفة حفتر لن يتوقف وسيستمر في السعي الى تعزيز سلطته في شرق ليبيا مهما كلفه الامر. أيضاً بحسب التقرير، إجراء انتخابات عام 2018لن يؤدي إلى الاستقرار السياسي أولتحسن الاوضاع والسبب بُنية الدولة المقسمة وفشل المجموعات السياسية في تشكيل حكومة واحدة. ما سيزيد الوضع ألانساني سؤً بحسب التقرير هو توقعات مواصلة الميليشيات للقتال في المدن الرئيسية في ليبيا من أجل تأمين مصالحهم وفرض موقفهم في المفاوضات.

يشير التقرير ايضاً الى انه في الوقت الذي ستمر فيه الميليشيات واطراف النزاع في صراعاتهم وتحالفاتهم  القائمة على المصالح الاقتصادية سوف تعزز الدولة الأسلاميه سيطرتها في الجنوب ومن المرجح ان تشن هجمات جديدة في محاولة للسيطرة على الأراضي والموارد كالوقود ومرافق المياه. يشير التقرير الى توقعات بإمكانية إعادة تجميع داعش نفسها لتكون طرف قوي في الصراع على السلطه مره اخرى.

ترجمتي لما ورد في التقرير تهدف الى نشر الوعي فيجب على الليبين ان يدركوا ان الصراع مستمر وأنَّ الازمه لن تنتهي طالما استمر الصراع لذلك لابد لهم أن يكونوا مستعدين لمواجهة الآتي.

الآراء والوقائع والمحتوى المطروح هنا يعكس المؤلف فقط لا غير. عين ليبيا لا تتحمل أي مسؤولية.

أميمة خطاب

أستاذة جامعية وباحثة حقوقية ليبية مقيمة في بريطانيا

التعليقات: 1

التعليقات مغلقة.

التعليقات لا تعبر عن رأي موقع عين ليبيا، إنما تعبر عن رأي أصحابها.

اترك تعليقاً