هذه ليبيا أيها الحمقى

هذه ليبيا أيها الحمقى

هذا القلم لا يهمه إن رحل  القائد معمر القذافى أو لم يرحل، فأهل ليبيا و شعبها  أدرى بمعمر و بشعاب ليبيا وبما يستحقه الشعب الليبى من كرامة وراحة بال، و لا يهمنى إن حدثت ثورة أو لم تحدث أو ان ما حدث كما هو الحال فى تونس غير متفق عليه من جهة هل أن ما حدث هى ثورة بمقاييس الثورات العالمية أم هى مجرد انتفاضة شعب محروم من متطلبات الكرامة والعيش المتحضر، فى هذا كتب الكثيرون وفى هذا نشرت المقالات و الدراسات القيمة أو المشبوهة أو التى حاولت استقراء ما حدث كل من جهته ومن زاويته الخاصة، هذا لا يهم و ليس موضع الحديث على الاقل، ما يهم فعلا  هو أن نقول بعض الحقائق التى تعمد الكثيرون تجاهلها أو القفز عليها بسوء أو حسن نية مسبقة، بعض هذه الحقائق الثابتة أن الشعب الليبى هو من بين الشعوب العربية المناضلة على مر تاريخ ليبيا  وفى التاريخ هناك دروس و عبر  و حكايات  و لعل البعض يختزلون نضال الشعب الليبى فى الشيخ الشهيد عمر المختار والحال أن ليبيا قدمت فى تاريخها كثيرا من الزعماء الذين كانت لهم نضالات و مناقب شهد بها الاعداء قبل الاصدقاء من بينهم عبد الحميد العقورى رفيق درب الشيخ المختار وعبد النبى بلخير احد قادة الجهاد اثناء الاستعمار الايطالى وغيرهم.

يتحدث الزعيم الراحل الحبيب بورقيبة فى سيره المكتوبة و خطبه العلنية و فى مجالس الحكم  عن الشعب الليبى  و يتذكر مواقفه التاريخية  اثناء الاستعمار الفرنسى لتونس و كيف احتضن هذا الشعب القيادات و المناضلين التونسيين و كيف وقف الى جانبه  اثناء عبوره للتراب الليبى فى رحلته  الى الشرق طلبا للمساندة العربية ،  الملايين فى تونس يصدقون ان الشعبين الليبى و التونسى هما شعب واحد فى بلدين و لذلك احتضنت تونس بكامل الود و الحب الالاف من الفارين من جحيم النار التى اكتوت بها ليبيا  منذ بداية الثورة الليبية الى اليوم  ، إذن ، من المهم  أن يتفهم العرب و الزعماء العرب  أن ما يحدث فى ليبيا هو عيب و أكبر العيوب بكل المقاييس  وأن الشعب الليبى لا يستحق ما يحصل  و أن قيام بعض أجهزة المخابرات العربية للأسف  بمواصلة اشعال فتيل الازمة و دس السموم الاعلامية  المضللة داخل الجسم الليبى المنهك و المشجعة على التقاتل و الحرب الاهلية و تقسيم ليبيا و نهب خيراتها  هو فعل خادش للحياء السياسى لهذه الانظمة الفاسدة  ، ما يجرى فى ليبيا  هو حالة غير مسبوقة من الخلافات العلنية التى تدخلت فيها بعض الاطراف الاقليمية لمزيد اذكاء نارها  طمعا فى خدمة مشاريع صهيونية باتت مكشوفة.

ماذا يحدث فى ليبيا ؟ سؤال كبير ما زال بلا جواب حتى اللحظة ، المتابعون يشهدون بأنه  ليس هناك شيء واضح في هذا البلد  الموجوع  فهناك  عمليات إرهابية متواصلة فى أمكنة كثيرة من التراب الليبى  و هناك اصرار من الجيش الليبى على تحقيق نجاحات معتبرة بالإمكان البناء عليها من القيادة السياسية لإرساء دعائم الدولة الديمقراطية العادلة  و بالطبع هناك تدخلات عسكرية خارجية  و هناك مفاوضات متقطعة بين الاخوة الاعداء  تناثرت بين عديد البلدان لتؤكد مرة أخرى  حجم الصعوبات الداخلية لإرساء تفاهم بين السياسيين قادر على الحصول على أكبر حجم من التوافق داخل مكونات الشعب الليبى لكن يبقى السؤال الاكثر الحاحا و هو هل سيبقى الشعب الليبى رهينة  عدم الاستقرار  و رهينة مخاوف  متصاعدة  من أن تصبح ليبيا مجرد  دولة فاشلة  لا تقوى على مواجهة التدخلات الاجنبية و الاقليمية و هل سيكون الارهاب  هو  الحاكم بأمره بين مكونات الشعب الليبى  بل و هل ستكون ليبيا  مصدر تهديد لدول الجوار  الذين يعانون اصلا من مخلفات و ارهاصات الارهاب التكفيرى الوهابى  خاصة فى ظل معلومات متواترة  عن  نية بعض الاطراف من ” أصدقاء سوريا ”  بإعادة  تسهيل تسفير الارهابيين المطرودين من سوريا  الى ليبيا  و جعلها مكانا  تتجمع فيه الجماعات الارهابية  وهو الامر الذى سيقضى تماما على آمال الشعب الليبى فى تحقيق و تركيز دعائم الدولة.

لم يعد خافيا ان  العديد من الشبكات العاملة فى تهريب البشر و الاتجار بالأعضاء البشرية تتحرك من الاراضي السودانية والإثيوبية والاريترية وبعض الدول الافريقية و هناك فعلا أصوات تنادى  بالتصدى الى هذه الهجرة السرية الغير منظمة و الخطيرة دون ان يتحرك ضمير الاتحاد الافريقى و  الامم المتحدة و المنظمات الدولية ذات العلاقة لمساعدة الشعب و السلطة الليبية المؤقتة على مواجهة هذا الكوارث و المصائب المرعبة التى تترتب عن دخول هؤلاء الالاف من البشر  و تجاوزهم للتراب الليبى للقيام برحلات  غير مضمونة العواقب الى البلدان الاوروبية  .فى هذا السياق و الاطار فان الشعب الليبى  قد كان دائما من الشعوب السباقة لاحترام المواطن الافريقى و تكريم ضيافته و بالتالى فانه لا يعقل اليوم أن يعمل البعض على استغلال حالة الهشاشة الامنية و العسكرية الليبية  لرد الجميل بهذا الشكل المسىء الذى يزيد فى معاناة الليبيين و يضع  حجما من المشاكل الاضافية  لا قدرة للنظام الحالى بها و لا قدرة للشعب الليبى على تحمل تبعاتها  فضلا عما سيمسه  فى سمعته و البعض لا يتورع فى استغلال هذه الفرص للقيام بكل التجاوزات  المسيئة لتاريخ ليبيا و من بينها ما تم الكشف عنه من اسابيع حول شبكات الاتجار فى البشر ، قد تكون الصدفة او سخرية القدر ان نطرح هذا الموضوع  و نحن على اعتاب ذكرى ثورة 17 فيفرى 2011  اليوم الفارق فى تاريخ ليبيا لكن من حقنا أن نجاهر بأن هذا الشعب يستحق الافضل و أن على البعض أن يتفهم  أن هذا الشعب من الممكن أن ينحنى و لكنه لن يسقط.

الآراء والوقائع والمحتوى المطروح هنا يعكس المؤلف فقط لا غير. عين ليبيا لا تتحمل أي مسؤولية.

التعليقات: 1

  • لا تعليق سوى يجب محاسبة السياسيين والتي تقع على مسؤليتهم أمن البلاد و العباد و لكن للأسف لا توجد لديهم إرادة حرة بعضهم يتم تسيره عن طريق دول قدمية مثل الإمارات و كنّا نعتقد ان الليبين لم يشتروا بالمال و لا يخدل الليبي بلاده ولكن أصبحنا من اسقط شعوب العالم في نظر جميع الشعوب
    فليبيا ستكون بخير بل بألف خير لو لم تتدخل ارض الكنانة مصر و اعلامها الزائف و الإمارات التي اسسئت بمال ليبيا في زمن قريب و لحديث بقية

التعليقات مغلقة.

التعليقات لا تعبر عن رأي موقع عين ليبيا، إنما تعبر عن رأي أصحابها.

اترك تعليقاً