حكومة مرسي تقدم نسب خيالية حول عدد السياح في مصر

حتى السياحة الداخلية اصبحت غائبة عن القاهرة
حتى السياحة الداخلية اصبحت غائبة عن القاهرة

كانت منطقة خان الخليلي بوسط القاهرة قبل الثورة تمتليء بالسائحين الأجانب ليلا ونهارا لكنها تكاد تخلو في الوقت الحالي من أي زوار أجانب.

تراجعت أعداد السائجين الوافدين إلى مصر تراجعا حادا في أعقاب الثورة التي أطاحت بحكم الرئيس السابق حسني مبارك عام 2011 مع استمرار احتجاجات الشوارع والمصادمات التي يشهدها البلد منذ ذلك الحين.

وكان الدخل من السياحة يمثل نحو عشرة بالمئة من الاقتصاد المصري عام 2010 وكانت الآمال معقودة على نمو قطاع السياحة على المدى الطويل. لكن اضطراب الأوضاع الأمنية وتحذير العديد من الدول رعاياها من السفر إلى مصر كان لهما تأثير سلبي بالغ على تدفق السائحين على مصر.

وقال تاجر في خان الخليلي يدعى عرفة جلال “لا ولله الشغل مريح جدا يا فندم. من ساعة موضوع الثورة مفيش سياحة خالص.. بسبب عدم الاستقرار طبعا اللي هو بقى مظاهرات كل يوم والثاني. حتى الزبائن بتاعة المحافظات اللي داخل مصر هنا ما بقتش تخش القاهرة.. بقت تخاف تخش القاهرة. والنسب اللي حضرتك بتسمعها أن السياحة 70 في المئة و80 في المئة.. الكلام دا كله كلام هلس طبعا. دا هي النسبة هنا ما تعديش العشرة في المئة. دا احنا لو لقيناها كمان”.

وذكر سائح من قبرص يدعى ديمتريوس كان يتجول في خان الخليلي أنه كان يخشى من اضطراب الوضع الأمني في مصر.

وقال “كنت أعتقد ذلك نعم.. لكني وجدت كل شيء تحت السيطرة.. إذا جاز لي القول. الشعب رائع ولا مشاكل وكل شيء جميل”.

لا تكون شواطيء شرم الشيخ المطلة على البحر الأحمر مزدحمة في العادة بالسائحين في شهر يناير/ كانون الثاني لكن وزارة السياحة المصرية تقول إن فنادق المدينة حققت نسب إشغال تصل إلى 70 في المئة خلال ذروة الموسم الشتوي من أكتوبر/ تشرين الأول إلى ديسمبر/ كانون الأول 2012.

وقال سائح روسي يدعى كيريل بينما كان يستمع بشمس الشتاء الدافئة على شاطيء كاد يخلو من الزائرين في شرم الشيخ “الشتاء في روسيا شديد البرودة 17 درجة تحت الصفر في الوقت الحالي. هنا الطقس رائع ودافيء بل وحار أحيانا.. هذا أمر بالغ الروعة”.

ووصلت الأزمة الاقتصادية التي تمر بها مصر حاليا إلى شرم الشيخ وأغلقت كل المتاجر التي كانت على جانبي الممشى المؤدي على الشاطيء أبوابها منذ شهور.

ورغم ذلك لا يزال وضع منتجعات البحر الأحمر في سيناء أفضل كثيرا من مقاصد سياحية تقليدية أخرى مثل مدينة الأقصر في جنوب مصر.

وتقول الحكومة حاليا إنها اتخذت مجموعة من الخطوات لتشجيع السائحين على العودة لزيارة مصر. وذكر وزير السياحة هشام زعزوع خلال مؤتمر عقد بالقاهرة في الآونة الأخيرة أن مستويات الإقبال السياحي يمكن أن تتحسن من خلال عدة وسائل.

وقال الوزير “الأسعار في العامين الماضيين كانت اقل مما ينبغي. ما زال بوسعنا تحسين تلك الأسعار وزيادة الدخل من السياحة في آخر المطاف وتحسين الخدمة التي نقدمها لزبائننا بهذه الطريقة.”

وعقدت الحكومة سلسلة من المؤتمرات والمهرجانات بهدف تنشيط السياحة. وذكر زعزوع أن الأنشطة من هذا القبيل ساعدت في زيادة إقبال السائحين.

كما قال الوزير إن الحكومة كثفت حملات الدعاية في الخارج لزيارة مصر.

وأضاف “البث المباشر من خلال آلات التصوير الموضوعة في مواقع سياحية مختلفة في مصر الآن مثل الأقصر والغردقة إلى محطات كبيرة للمترو في المترو وساحة بيكاديلي في لندن وغيرها ليرى الناس في طقس الشتاء البارد أن هناك من يجلسون في الشمس مستمتعين. أمر من هذا القبيل يشهد أيضا على أن الأمور على ما يرام”.

وسجلت مصر العام الماضي تعافيا مطردا لقطاع السياحة الحيوي لكنها لم تعد بعد إلى مستوى 14.5 مليون سائح الذي بلغته في عام 2010 وحققت منه دخلا بلغ 12.5 مليار دولار.

اقترح تصحيحاً

اترك تعليقاً