من أجل ليبيا نكتب وليس من أجل فبراير أو غيرها

من أجل ليبيا نكتب وليس من أجل فبراير أو غيرها

هناك من يراها مؤامرة عالمية، وهناك من يحملها أسباب ما نعانى منه الآن من فوضى وعبث وفساد، ومع كل ذلك ستبقى ثورة فبراير من الصفحات المضيئة في ذاكرة أبناء ليبيا.

لقد ورثت ثورة فبراير كل هذه المساوئ والمفاسد، وكشفت الوجه القبيح لما صارت اليه أخلاق الليبيين في السلوك والمعاملات وانتهاك حرمة المال العام وحرمان الشعب في حقه من حياة كريمة.

ثورة فبراير لم تكن سببا فيما نعانى منه الآن ،فلم تكن لدينا دولة مؤسسات، وحينما سقط النظام سقطت معه الدولة الهشة، لم يكن لدينا جيش ولائه للوطن والمواطن بل كانت لدينا كتائب لحماية النظام وجماعته ، وحلت أضحوكة الشعب المسلح محل الجيش الوطني خوفا على سلامة النظام وجماعته، ولم يكن لدينا دستور “عقد اجتماعي” ينظم الحياة بين الحاكم والمحكوم، وكانت لدينا ديمقراطية مؤتمر الشعب العام وما أدراك ما مؤتمر الشعب العام ،مجرد ديكورات جميلة لتسويق أن جماهيرية القذافي تنعم بالديمقراطية الحقيقية، وجميعنا نعلم بأننا تحت وصاية اللجان الثورية المسلحة.

نتساءل: لماذا يتحامل البعض من كتابنا على فبراير وثورة فبراير؟ حتى وصل الحال بالبعض منهم الى وصفه بفبراير الأسود، نعم من حق كل منا أن يكتب ولكن فلنكتب من أجل ليبيا وليس من أجل أيلول الأسود أو فبراير الأسود، ماذا قدم لنا الفاتح العظيم؟ شعارات رنانة جوفاء، نفاق وفساد، أين تلك المؤسسات القوية ” شعب مسلح وأمن شعبي محلى وأمانات تدار بواسطة لصوص، نعم هذا ما ورثته فبراير، ولم تأت به فبراير، وماذا نتوقع من نظام فاسد كان يرعى الفساد ويشجع الفاسدين، ولهذه الأسباب تحول حلم فبراير الى كابوس، العيب فينا وليس في فبراير أو الفاتح، وقد كشفت فبراير عن ذلك الوجه القبيح، أنصار الملكية وأنصار القذافي وأنصار فبراير، وكل منهم يغنى على ليلاه، علينا أن نخجل من أنفسنا ونتحول جميعنا الى أنصار ليبيا ونكتب من أجل ليبيا وليس من أجل هذا أو ذاك.

الآراء والوقائع والمحتوى المطروح هنا يعكس المؤلف فقط لا غير. عين ليبيا لا تتحمل أي مسؤولية.

سعيد رمضان

كاتب ليبي.

التعليقات: 6

  • عبدالحق

    كان الفساد ممنهج للتحكم في النخبة و تلويثها حتى لا تتطلع الى تغيير النظام و توثيق ذلك الفساد بملفات الأمن الداخلي وظن بذلك لن يتطاول احد على قول الناقة فلم يلتفت الى بناء دولة عصرية بل ترك الكل يمارس نزواته حسب حضوته فلا قانون و لا نزاهة وإن كل منطقة تحت السيطرة بالقيادات الشعبية والأمن،،،، لقد كان هاجس معمر الأمن وهو الذي أرهق ليبيا 42 سنة ولم يخلف عندما انهار إلا تركه مشوهة و ملوثة بكل الأمراض الاجتماعية التي أحياها وزرعها لتجنب السقوط ولكنه كان سقوط في الهاوية لان النخبة لازالت مشوهه وملوثه ولن تقود وطن الى الحضار بل الى مزيد من اللهط واللهط فقط

  • فوزي حسن

    فعلا ، ما يحدث سببه الرئيسي الجهل و عدم وجود سياسين ناجحين في الدوله فاأغلب السياسين فاشلين و لا يفهمون لغة الحوار و تبادل الاراء و كل طرف يسعى لفرض رائيه بقوة السلاح

  • عرباوى

    كل اناء بما فيه ينضج…

  • عبدالحق عبدالجبار

    اخي سعيد رمضان السلام عليكم ورحمة الله وبركاته كل سنة وانت وجميع العائلة والليبيين الطيبين بخير يا اخي مع كل الاحترام والتقدير اولاً فبراير الحقيقية كانت انتفاضة وليس ثورة وكانت في 15 و ليس 17 اما الانقلاب الذي حصل في 17 علي انتفاضة الشعب في 15 فكيف بالله تقارن بين هذا و هذا ( كيف تقارن بين عهد القذافي و و جماعة عهد انقلاب 17 اليس هم هم هل لك ان تقول لي اخي سعيد ( الم يكن الاخوان جزي من ذلك النظام الم يكن الصلابي و صالح و السويحلي و السراج و زيدان و معتيق ووووووو و عبدالجليل و الشاطر و المقريف و عتيقة و الوافي من نفس العهد او من المستفيدين من ذلك العهد ؟؟؟؟ فكيف تكون المقارنة هل لك اخي سعيد ان تشرح لي كيف تكون المقارنة بين الخفافيش ؟؟؟

  • سعيد رمضان

    أخى الفاضل عبد الحق عبد الجبار : لك منى كل التحية والتقدير والأحترام وأتمنى أن تكون بخير وبكامل الصحة والعافية ،أما بخصوص ماتم سرده فى مقالتى فهو ليس مقارنة بل مجرد نصيحة من أجل أن ندافع ونكتب عن ليبيا التى يجب أن تتسع للجميع ، ولكن مايحدث الآن هو أن كل منا يغنى على ليلاه ، أما بخصوص من قفزوا من سفينة القذافى وألتحقوا بركب الشعب فى فبراير فلم تكن فى نيتهم تغيير ليبيا الى الأفضل بل قاموا بخداعنا من أجل أن يحلوا محل القذافى ، وخير دليل على ذلك تلك التحالفات المشبوهة التى يقومون بها الآن من أجل أستمراريتهم وكأن ليبيا لم تنجب غيرهم ، ونحن بكل أسف كشعب قمنا ببيع ثورتنا لهم وأنقسمنا على أنفسنا بين مشجع وداعم لهذا وذاك من الطامعين فى حكم ليبيا ، ونشاهد الآن من كانوا سبب فى تقسيم ليبيا وشعبها يتفقون مع بعضهم البعض من أجل أستمراريتهم لا أكثر ،لا أحد منا يدافع عن ليبيا التى كنا نحلم بها ،أصبحنا ندافع عن ليبيا القذافى وليبيا الصلابى وليبيا عقيلة وليبيا حفتر وليبيا السويحلى وليبيا السراج ، أما ليبيا الدستور وليبيا الدولة الديمقراطية ذات المؤسسات القوية فلا مدافع عنها ومقالتى ليست للمقارنة بل نصيحة للدفاع عن ليبيا التى كنا نحلم بها ولا ننكر بأننا جميعا قد أخطأنا فى حق ليبيا بأستمراريتنا فى الدفاع عن هذا وذاك . ولك تحياتى

  • عبدالحق عبدالجبار

    اخي سعيد لك مني الشكر والتقدير هذا الكلام والا بلاش افهموا يا ليبيين ….لقد حان الوقت لإنقاذ الوطن … الشاطر ينادي باجتماع بين رئيس البرلمان والاعلي و الرئاسي لإتمام خراب البلاد و استمرار جلوسهم علي الكراسي مع بقية الخفافيش

التعليقات مغلقة.

التعليقات لا تعبر عن رأي موقع عين ليبيا، إنما تعبر عن رأي أصحابها.

اترك تعليقاً