حقائق حول مصير سيف الاسلام معمر القذافي *

حقائق حول مصير سيف الاسلام معمر القذافي *

محمد علي المبروك

كاتب ومحلل سياسي ليبي.

في هذا المقال اطرح قضية وطنية من قضايا الوطن الليبي التي تترنح غموضا وتغيب كذات ولا تحضر منها الا الادعاءات والتصريحات ككل القضايا في ليبيا، هذه القضية هي مصير شخصية من الشخصيات البارزة في المشهد السياسي الليبي الماضي، شخصية لم تتكلم وتكلم باسمها الكثيرين ولم تظهر وظهر بدلها الكثيرين بوكالة غريبة عن ظهوره وهي شخصية ابن القذافي سيف الاسلام معمر القذافي.

هي قضية وطنية ولا ينكر الا المنكرين انه قضية وطنية لان امال طائفة من ابناء الشعب الليبي علقت عليه الآمال لإنقاذها من كابوس فبراير الجاثم على ليبيا في بضع سنوات ولان طائفة من ابناء الشعب الليبي رأت فيه ارادة وطنية في أواخر حكم والده لم يروها في اي حاكم من حكام فبراير اصحاب الإرادات الذاتية التي لا يليق بها ان تدير حتى بيتا فكيف بها وهي تدير بلادا.

وابدأ طرح حقيقة مصير سيف القذافي من حيث صدمة الحقيقة والحقيقة دائما ما تكون صادمة لمن لا يعلمها وتكون كريهة وتكون غير مقبولة لمن يتمنى عكسها ولكن لابد من قبول الحقيقة سواء كانت صادمة او كريهة او غير مقبولة ومن لا يقبلها ليعش في أوهامه ومن اراد ان يتمسك بشيء أراه حسب وجهة نظري لاوجود له فليتمسك فذلك شأنه ومن اراد ان يرجح بعقله بوجود موجود لاوجود له فليرجح ما شاء له ترجيحه العقلي والمرجح الثقيل عندي ان سيف الاسلام القذافي لاوجود له في الحياة ولم يثقل مرجحي هذا الا بعدة اعتبارات مؤكدة أجلت كتابتها مرارا وتكرارا لأجل التأكيد وكان من المفترض ان يخرج هذا المقال من شهور ماضية ولكن تأكيد مرجحي دفعني لتأجيله وعليه فان المرجح الثقيل ان سيف الاسلام ليس حيا واليكم الاعتبارات المؤكدة لذلك  :-

1- اجمع الكثير ممن لهم صلة سابقة بسيف وجوده في داخل ليبيا في مكان مع بعض رفاقه والاعتبار المؤكد وبعد مدة من التقصي في الوجهات الجغرافية لليبيا ان سيف لا وجود له في ليبيا لافي شرقها ولا في غربها ولا في جنوبها وشخصية مثل هذه الشخصية لا تكون في مكان الا ويكون لها ملامح ظهور اجتماعي ومن الصعب اخفاء وجودها في اي مكان من ليبيا ولا وجود لها في اي بلاد من بلدان العالم لمتابعة محكمة الجنايات الدولية لشخصه.

2- تسربت اخبار في مدينة الزنتان حيث مكان سجن سيف الاسلام القذافي بتعرضه لثلاث محاولات قتل وهو سجين وهي اخبار تداولت حتى على مستوى متصدري المشهد السياسي الليبي مما يثبت ان الخطر على حياته كان قائما حتى وهو سجين مما يدفع الى صعوبة استمرار حياته في فترة سجنه.

3- من الاخبار الواردة من مدينة الزنتان ان أواخر جلسات محاكمته كانت تعقد دون حضور سيف للمحكمة وقيل ان ورقة كانت تعلق عند كل جلسة يبدئ فيها سيف اعتراضه على الحضور للمحكمة وهو امر لا يعقل تصديقه لأنه سجين وامر حضور المحكمة لن يكون حسب ارادته فكيف يبدئ اعتراضه على حضور الجلسات الاخيرة من محاكمته الا ان يكون في تلك الأثناء لا وجود له واخر مرة يشاهده فيها مراقب دولي مستقل عينيا كان في شهر يونيو في سنة 2014 م.

4- أكدت المدعي العام بمحكمة الجنايات الدولية فاتو بنسودا، في 8 مايو 2017 م أمام مجلس الأمن الدولي أن سيف الإسلام معمر القذافي لم يعد تحت سيطرة آمر كتيبة أبوبكر الصديق، العجمي العتيري في الزنتان، بل أصبح تحت سيطرة المجلس العسكري لثوار الزنتان وهو ما أنكره المجلس العسكري  في بيان رسمي فيما بعد ولا اعتقد ان محكمة الجنايات الدولية تصرح بشيء امام مجلس الأمن مالم تتأكد منه تماما لأنه يضع المحكمة الدولية امام مسؤولية قانونية جسيمة ويفقدها المصداقية مما يلقي بالشبهة هنا على كتيبة ايوبكر الصديق التي صرح امرها بوجود سيف الاسلام لديه وانه اطلق سراحه فيما بعد بما يخالف تصريح محكمة الجنايات الدولية  وعلى المجلس العسكري لثوار الزنتان وقد صرحت محكمة الجنايات الدولية رسميا  بوجود سيف الاسلام لديه وقد أنكر وجوده لديه مما يرجح ان هناك شبهة منكرة حول مصير سيف الاسلام .

5-  صرحت كتيبة ابوبكر الصديق بانها أطلقت سراح سيف الاسلام في يوليو سنة 2016 م ولكن السلطات في مدينة الزنتان كذبت تصريح إطلاق سراحه ثم عادت هذه الكتيبة وصرحت انها أطلقت سراح سيف الاسلام في يونيو سنة 2017 م مستندة على قانون العفو العام الصادر عن مجلس النواب في خلط واضح في التصريحين الغرض منه اخفاء شيء عن مصير ابن القذافي والتنصل من المسؤولية بتصريح إطلاق سراحه.

6- ان عملية اطلاق سراح لشخصية هي تحت المراقبة الدولية وتحت المراقبة المحلية وتحت مراقبة من انصاره وانصار والده لا يمكن ان تتم في صورة تصريح اطلاق سراح دون وجود واظهار مشهود حتى على مستوى ضيق للشخص الذي اطلق سراحه ولا يمكن ان تتم الا بتوثيق وشهود يشهدون اطلاق سراحه أقله اهله لإخلاء المسؤولية عن هذه الكتيبة وإخلاء عهدة مدينة الزنتان من مسؤولية وجوده فيها وان تتم بهيئة تصريحات متضاربة فان مصير المطلق سراحه سيئ ولا يمكن ان يفوت على هذه الكتيبة توثيق واثبات اطلاق السراح الا اذا كانت متورطة في مصير سيئ لسيف الاسلام .

لهذه الاعتبارات المؤكدة ولاعتبارات لم اشأ طرحها لأنها لم تتأكد لي بعد فان احتمال وجود سيف الاسلام القذافي حيا امر مستبعد من وجهة نظري ولا أتمنى إلا ما يتمناه العقلاء في ان يكون حيا ولا يتمنى الموت لأي حي من الأحياء الا من كان نسله من المردة والشياطين، اسأل الله لكل ليبي الحياة والامتداد في العمر واسأل الله الرحمة والمغفرة لكل ليبي من الأموات.

[su_divider top=”no” size=”1″]

* لم اشأ حقيقة طرح هذا الموضوع والبحث والتقصي فيه الا بناءً على رغبة بعض القراء الذين كانوا يراسلوني عبر بريدي لكشف وجهة نظري الفكرية حول مصير سيف الاسلام القذافي بسبب الغموض المتعاظم حول مصيره وليس لي الا ان ألبي رغباتهم بكل امتنان، لهذا كان هذا المقال.

الآراء والوقائع والمحتوى المطروح هنا يعكس المؤلف فقط لا غير. عين ليبيا لا تتحمل أي مسؤولية.

محمد علي المبروك

كاتب ومحلل سياسي ليبي.

التعليقات: 3

  • سعيد رمضان

    أخى الفاضل :محمد على المبروك
    لقد صرح المدعو ” خالد الزايدى ” مرارا وتكرارا بأن الدكتور سيف الأسلام القذافى قد تم أطلاق سراحه وهو فى مكان آمن داخل ليبيا ، كان أخر ماصرح به هذا المحامى هو نظر محكمة أستئناف البيضاء للقضية المرفوعة فى حق النائب ” أبوبكر بعيرة ” الذى شكك وطعن فى شهادة الدكتوراء المتحصل عليها سيف الأسلام من بريطانيا ، وقبل ذلك قام نفس المحامى برفع قضية فى حق السيد ” عبدالمطلب الهونى ” لأدعائه بأنه مستشار لسيف الأسلام ،وكذلك فى المدة الماضية قام محامى أجنبى لا أتذكر أسمه مدافعا عن سيف الأسلام بخصوص الأداعء بأنه يملك منزل فاخر بأحد الأحياء الراقية فى لندن ،وكان أخر هذه التصريحات قد جاءت على لسان المدعو خالد الزايدى بخصوص أعتزام سيف الأسلام على خوض الأنتخابات القادمة وكذلك تصريحات قذاف الدم والدكاكين السياسية المنتشرة بالقاهرة والتابعة لأنصار القذافى الذين خذلوا قائدهم وأعتراضهم عبر الأعلام عن رفضهم لما صرح به المبعوث الأممى فى ليبيا ” غسان سلامة ” عن رفضه الجلوس مع سيف الأسلام القذافى بسبب أنه مطلوب من محكمة الجنايات الدولية .
    أخى الفاضل : أشاركك نفس الحيرة والقلق حول مصير السيد سيف الأسلام القذافى ، ولكن من المؤسف أن يقوموا من يدعون بأنهم أنصاره وأنصار والده بالتأكيد على أنه حى يرزق دون أن يقدموا لنا أى دليل على صحة ذلك سوى تلك التصريحات التى تخدم مصالحهم السياسية لا أكثر ، لك منى كامل الأحترام والتقدير أيها الكاتب المميز الذى يصدع قلمك دائما بالشجاعة والمصداقية ولك تحياتى .

  • أحمد كمال

    حي او ميت, فقد انتهى عهد القذافي المتخلف للأبد.

  • نورالدين الطرابلسي

    لا نريد العودة للخلف لعهد استمر أكثر من 4 عقود وتسبب في ما نحن فيه من تخلف وجهل وفقر وليبيا لم تعقم وفيها رجال لم تتح لهم الفرصة كما أتيحت لمن تكلمت عليه وغيره

التعليقات مغلقة.

التعليقات لا تعبر عن رأي موقع عين ليبيا، إنما تعبر عن رأي أصحابها.

اترك تعليقاً