دعوة للتسامح وعودة المهجرين

دعوة للتسامح وعودة المهجرين

د. عبيد الرقيق

باحث ومحلل سياسي ليبي

تطل علينا هذه الايام الذكرى الثانية لانتفاضة 17 فبراير المجيدة وبقدر الفرح الذي يعم الكثير من ابناء الشعب الليبي إلا ان الفرحة ليست كاملة وبالصورة التي يتمناها الجميع ويتوق اليها المخلصون من ابناء الوطن ..ذلك ان اكثر من نصف مليون مواطن ليبي لا يزالون مهجَرين في الداخل والخارج بعيدين عن ديارهم وبيوتهم يعانون الآم التشرد والاغتراب فمتى يتحمل الليبيون مسئوليتهم كاملة ويقررون عودة اخوتهم المهجرين حتى يكتمل وجه الفرح وتكتمل صورة الوطن وتتجسد اللحمة الوطنية ويتشارك الليبيون جميعا في الفرح بطعم الانتصار ورائحة الارض.

كم يكون طعم الاحتفال حلوا ورائحة الذكرى معطرة حينما يتقاسم كل الليبيون ذلك وعن طيب خاطر..كم يكون يوم الاحتفال رائعا حين يتسابق الليبيون جميعا في اظهار بهجة الفرح ويتسابقون ويتنافسون على من يقدم الافضل والأروع وهم يرسمون لوحة الوطن المفدى ليبيا الحرية والعزة والكرامة ليبيا الجديدة.

يصعب عليَ ان اقول كل عام وانتم بخير حينما استذكر اطفالا وأمهات وشيوخا من بني وطني لايزالوا مهجَرين خارج الوطن الذي تعودوا العيش فيه, فقد ولدوا وترعرعوا فيه! يصعب عليَ ان استشعر الفرح وآخرين من ابناء ليبيا محرومون منه ومن مواكبة لحظات الابتهاج لأنهم مبعدون ومشردون! لم يكن الاحساس بالفرح شيئا عابرا لأنه ينطلق من حنايا الروح وسويداء القلب ينسكب عفويا مفعما بروح الانتماء للأرض والوطن. فمن ذا يقدر على مغالطة الحقيقة حينما تتضمخ بشذى الاوطان كالفجر يبهر نوره وكالشمس تشرق بالضياء!

يا اخوتي يا ليبيين هذه دعوة صادقة للتسامح للم الشمل, لرصَ الصفوف فهل نسيتم انكم اخوة وهل نسيتم انكم مسلمون! دعو عنكم ضغينة وأحقاد الجاهلية واعتصموا بحبل الله واقبلوا على بعضكم بعضا بروح الحب والود تحت سجيَة التسامح الكريم والحوار الوطني الصادق ..هيا يا اخوتي اقبلوا على التصالح وعلى التوافق وسارعوا بلم شمل اخوتكم المهجرين في تونس ومصر..هيا يا اخوتي سارعوا بلم شمل اخوتكم من المشاشية والريياينة والقواليش وتاورغاء وغيرهم وغيرهم! هيا نكمل معا صورة الاحتفال الكبير بالانتصار للشعب للوطن لليبيا حينها يحلو القول كل العام وانتم بخير ايها الليبيون!

الآراء والوقائع والمحتوى المطروح هنا يعكس المؤلف فقط لا غير. عين ليبيا لا تتحمل أي مسؤولية.

د. عبيد الرقيق

باحث ومحلل سياسي ليبي

التعليقات: 1

  • اختكم الليبية

    بارك الله فيك اخى على دعوتك الصادق و الهادفة الى تغليب مصلحة الوطن على كل ما دونها ….. و اشاطرك الرأى فى كل ما قلت و ان نحن لم نتحلى بالتسامح و التغاضى عن الجراج و لم نقم بلم الشمل , ان لم نستوعب اللدين يخالفونا الرأى او القناعة ….. اداً ما الفرق بين ثورة 17 فبراير و رجالها و بين اللانظام السابق و رجاله

التعليقات مغلقة.

التعليقات لا تعبر عن رأي موقع عين ليبيا، إنما تعبر عن رأي أصحابها.

اترك تعليقاً