بيت على الرمال…

بيت على الرمال…

كان البيت قائماً نوعاً ما، البعض قال انه يحتاج إلى ترميم، والبعض الأخر أصر على هدم البيت وبناء بيت جديد، وانتصرت فكرة الهدم وخرجت الجموع وكان ما كان، وفي اعتقادي أن البيت كان يمكن اصلاحه وترميمه، بدلاً من عملية الهدم الكامل التي كانت نتيجتها وبالاً على الجميع وادت  الى الوضع الكارثي الذي نحن فيه الان، رغم ان رب البيت لم يعط الفرصة لاحد لكي يفكر او يطرح فكرة ترميم البيت والمشاركة الجماعية في اصلاحه مما اجبرهم في نهاية المطاف على هدمه، والعبرة دائما بالنتائج.

ماهو الاساس الذي تبني عليه حياتك، يقول عيسى عليه السلام: اثنان احدهما بنى بيتا على الرمل والاخر على الصخ،ر فحدث فيضان ورياح أوقعت البيت على الرمل  وكان سقوطه عظيما، أما البيت المبنى على الصخر فقد صمد.
للاسف نحن بنينا بناءاً خاطئا منذ البداية، وعملية بناء البيت الجديد  الذي كنا نحلم به، على انقاض البيت القديم لم يقم على اسس صحيحة، لان بناء البيت الصحيح  يلزمه التخطيط السليم والواقعي والمدروس، ويتطلب الحكمة وتغليب الحق،والوعي ، قبل البدء في التفكير في حجارة البيت والأساس ، والرمل والأسمنت ، وغيرها من مكونات البيت الحقيقي.
أساس البيت : هي الأرض الصالحة، والقواعد الصلبة والحجارة السليمة، التي ترتبط مع بعضها وتكتمل وتخرج لنا بناءا سليما، والحجارة الحية  التي كان من المفروض ان نرصها ليعلى البنيان، موادها تتكون من التضحية والصدق والعمل وحب الاوطان وايثار النفس. وليس بالكلام فحسب، بل بالأفعال، وهي صفات لا تتوفر عند الغوغاء والدهماء والمتسلقين والمنتفعين من استمرار الاوضاع الحالية في البلاد.
الان نحن اكثر ما نحتاجه في وضعنا الحالي هو أن نواجه النفس ونعيد بناء البيت من جديد على اسس جديدة وعقلية مختلفة وافكار مستنيرة…فكل الدول تواجه الصعاب وتنتصر عليها، اذا توفرت الرغبة الاكيدة في التغيير، وفي بناء الانسان قبل البنيان.
الوقت لم يضع ولدينا المال والامكانات لاعادة البناء اذا توفرت النوايا المخلصة، فالتاريخ والمعطيات تشير الى ان مستقبل ليبيا بعد انتهاء ازمتها سيكون مزدهرا.

 

الآراء والوقائع والمحتوى المطروح هنا يعكس المؤلف فقط لا غير. عين ليبيا لا تتحمل أي مسؤولية.

اترك تعليقاً