في الذكرى السابعة لثورة فبراير

في الذكرى السابعة لثورة فبراير

رحم الله شهداء ليبيا في كل مكان من ربوعها وفي كل مرحلة من مراحل تاريخ بلادنا، من قدموا انفسهم من أجل قيم شاملة لمصلحة الإنسانية عامة.

من المعتاد أن يتتفق الناس حول المعاني السامية النبيلة ويقفوا صفاً واحداً لنصرتها، ومن المتعارف عليه أن يخجل المخطي ويطأطأ الرأس خجلاً عندما يتعلق الأمر بظلم أو تعدي على حقوق أو نهب واختلاس.

في أحسن الظروف وأكثرها رحمة ينبذ المجتمع، كوحدة واحدة تتحرك معاً بمبادئ جبلت عليها، تنبذ المخطي وتستبعده، ويكون أكثر ما تخشاه، كتلة المجتمع هذه، هو استفحال الخطأ وانتشاره وتعميمه حتى يعتاد عليه المجتمع  ويصبح تحصيل حاصل أن يعتاده ويغظى الطرف عنه.

الثورة ليست كيان مجسم بمقاييس محددة، نعشقها كجمال مجرد له وصف مجرد. الثورة حدث، الثورة انتقال من ـ إلى. الثورة باهضة التكاليف، الثورة نتائجها عامة شاملة، تطال الجميع ولا تستبعد أحد أو تنبذه. الثورة بحاجة دائمة للمراجعات والتصحيح وقبل هذا وذاك بحاجة لتحديد دقيق لأهدافها العامة، وقيمها الشاملة المتمثلة بالحرية والعدالة والنماء.

الثورة ليست انفجار عشوائي ينفث الحمم والشرر  ويأخذ بعد أن يهدأ تضاريس جديدة عشوائية، جافة لا زرع ولا ضرع فيها.

احتفال الذكرى السابعة للثورة بقدر ما جاء عشوائياً في معناه، كان أيضاً عشوائيا في اتجاهه. لمن نحتفل؟ ولماذا؟ هل نحتفل بالثورة كمجسم أو شعار جاف مصمت؟ أم بمبادئ وقيم طالبنا بها وثرنا من أجلها لكننا فشلنا في تحقيقها؟ أم بسلطة لا نعرف بيد من؟ أم بمستقبل مجهول لا نعرف له خارطة؟

إن كانت ثورتنا من أجل قيم نعرفها وندركها ونفتقدها ونريدها مثل الحرية والعدالة والتنمية، فهي للأسف لم تتحقق. ومن يعتقد أننا نعيش في حرية فهو مخطئ لأننا أقرب للفوضى منها للحرية. إن كانت من أجل العدالة، فهي أيضا لم تتحقق فلا عدالة ولا ادواتها وما يجاز لهذا يحرم لذاك، والقانون يطبق برعاية أفراد ومجموعات لاتجتمع تحت رأي واحد.

القيم لا تتجزأ، العدالة والحرية والتنمية لا تكون حكرا لأحد دون الآخر. إن كانت أهداف الثورة هي العدالة والحرية والتنمية فعلينا أن نعي أن لكل منهم شروط واضحة بينة لا جدال فيها، متى تحققت، وصلت الثورة لشاطئ الأمان، وحق لنا أن نحتفل آنذاك بها.

الآراء والوقائع والمحتوى المطروح هنا يعكس المؤلف فقط لا غير. عين ليبيا لا تتحمل أي مسؤولية.

التعليقات: 4

  • محمد علي المبروك

    اتجاه المقال اتجاه وطني اصيل ، احسنت واصبت ، والله أتمنى ان تلتقي هذه الاتجاهات الوطنية الاصيلة للكتاب كافة وللإعلاميين لدفع المجتمع الليبي نحو السداد في اتجاه وطني اصيل يعيد للشعب الليبي وحدته ويعيد له هويته وأخلاقه وقيمه

  • نعمان رباع

    كل الاحترام اختي النشمية امنة

  • عبدالحق عبدالجبار

    نحتفل علي عازتنا وقهرتنا ….نحتفل بدماء الشهداء إلي مشت هباء …نحتفل بالشتات والتهجير …. نحتفل بالغدر والسرقة والقتل والاختطاف.. نحتفل بتشريد الليبيين … نحتفل بقتل دكتاتور و ولادة مليون … نحتفل بجماعة وعليا الطلاق… نحتفل باحتكار البنك المركزي … نحتفل بضحك العالم علينا … نحتفل بالتل … نحتفل بعصيدة من غير روب ولا عسل …. نحتفل بالخوان والتخلف… نحتفل بحكومتين و الثلاثة في الخفاء …نحتفل بسفارتين و سفيرين …نحتفل بتعداد المبعوثين من الامم المتشرتعة … نحتفل باعلي نسبة في العالم من اجتماعات خارج الوطن … نحتفل بانقطاع الكهرباء و الماء و مزال الهواء … لا علاج ولا دواء… يا سيدتي المحترمة هل اقتنعتي بأننا لازم نحتفل ….كنّا في مصيبه فأصبحنا في مصائب …كنّا لو قلنا كليمة بتنا في ظليمة … أصبحنا اذا قلنا كليمة أصبحنا في ضيافة كان و اخواتها

  • كانت ثورة وصارت ندامة .. النتائج أقسى وأبشع مما تصورنا ..

التعليقات مغلقة.

التعليقات لا تعبر عن رأي موقع عين ليبيا، إنما تعبر عن رأي أصحابها.

اترك تعليقاً