صحيفة إيطالية: ذعر إسرائيلي من ثورات الربيع العربي

تحدثت الصحيفة الإيطالية Diritto di critica -عبر موقعها الإلكتروني- في مقال تحليلي، عن القلق الذي يعم إسرائيل منذ حدوث ما يسمى “بثورات الربيع العربي”، حتى بعد مرور أكثر من 24 شهرًا من حدوثها.

وذكرت الصحيفة، أنه تتابعت سلسلة من الثورات في العديد من البلاد العربية، منذ بداية شهر ديسمبر 2010، ونتج عنها سقوط العديد من الأنظمة الحاكمة، التي كانت راسخة لعشرات السنين في العديد من البلدان مثل: مصر وتونس وليبيا واليمن، وهناك بلاد أخرى كالبحرين التي تشهد حتى الآن؛ احتجاجات وثورات من قبل الطائفة الشيعية.

وأضافت الصحيفة، أن سوريا أصبحت بالفعل مسرحًا للحرب الأهلية المدمرة، وما زالت تستمر الحرب منذ عامين، ولكن لم يسقط النظام إلى الآن، وهناك لبنان أيضًا، الذي شهد انقسامات عديدة على المستوى الداخلي، بالإضافة إلى تأثير التداعيات العنيفة للنزاع السوري على لبنان نفسه.

وأوضحت الصحيفة، أن تلك التغيرات تؤثر على التوازن في منطقة الشرق الأوسط، وخصوصًا فيما يتعلق بالتحالفات والمعاهدات والاتفاقيات؛ التي أجراها رؤساء سابقون للدول العربية مع إسرائيل، مما يؤدي إلى خلق مناخ من القلق والتوتر، سواء على المستوى الاقتصادي أو على مستوى الاسترتيجية العسكرية.

وتشير الصحيفة، أن إسرائيل اليوم، على وعي تام بخطورة الموقف عليها، وأنها كانت أكبر ما تخشاه هي الحدود مع لبنان، لأنها كانت تمثل مصدر خطر عليها، واليوم أصبحت هناك مصادر عديدة تثير القلق الإسرائيلي، مثل حدودها مع سوريا ومصر.

وقالت الصحيفة: “إن الجيش المصري فقد السيطرة حاليًا على الوضع الأمني في سيناء، حيث دخلت الجماعات الجهادية في تحالفات مع القبائل البدوية في سيناء، ولمحاولة حل الوضع الأمني، اضطرت إسرائيل إلى بناء جدار لمسافة 250 كم، في وقت قياسي، وذلك للحد من تهريب الأسلحة وتسلل الجماعات الجهادية، والمهاجرين القادمين من إفريقيا”.
وأعلنت الصحيفة، أن الوضع الأمني مضطرب للغاية على الجهة الشمالية من إسرائيل، بسبب الحرب في سوريا، التي أدت إلى انقسامات داخلية بين فصائل النظام الشيعي وبين الموالين لنظام الأسد، بالإضافة إلى المعارضة السنية التي تتمثل في الجماعات الجهادية مثل جبهة النصرة.
وأضافت الصحيفة، أن مرتفعات الجولان قد خرجت حاليًا عن سيطرة الجيش السوري النظامي، ويظهر هذا في قيام مجموعة نشطاء من المعارضة السورية، باغتيال 21 مراقبًا من منظمة الأمم المتحدة الأسبوع الماضي.

وذكرت الصحفية، أن لبنان تأثرت بشدة من الصراع السوري، حيث هناك العديد من المصادمات بين الفصائل الشيعية المرتبطة بحزب الله، الذي يعتبر حليفًا لبشار الأسد، وبين المليشيات السنية المتحالفة مع المعارضة السورية، وهناك أيضًا بعض المصادر التي تؤيد الجماعات الجهادية السلفية، التي تستقر في طرابلس وذلك لشن هجمات مباشرة ضد المليشيات الشيعية.

وبالنسبة للوضع السياسي في مصر، تتحدث الصحيفة عن تطورات الوضع السياسي في مصر، والذي كان الشغل الشاغل للدولة اليهودية، ويليه أيضًا القلق الإسرائيلي بعد تسلل رجال من الجماعات الجهادية للجبهة الشمالية والتي تمثل التهديد الحقيقي للدولة اليهودية وطبقًا لبعض المحليين، إنه على الرغم من قذف الجيش الإسرائيلي الأراضي السورية بقذاف مباشرة لحزب الله، فإن المليشيات الشيعية هذه لم تعد تمثل أي خطورة محتملة على إسرائيل.

وقالت الصحيفة: “إن حزب الله قد يضع يده على السلاح الكيميائي في سوريا، ولكنه لم يفعل هذا حتى الآن، ولكنه يطمح فقط لذلك”، وتؤكد الصحيفة أنه لو حدث ذلك فسيؤدي بالفعل إلى إثارة ردود فعل عديدة ليس على المستوى الإسرائيلي فقط، ولكن على المستوى الدولي أيضًا.

وأوضحت الصحيفة، أن صراع حزب الله مع إسرائيل، لا يمثل وسيلة ناجحة لحل الأزمة لأنه في المقام الأول هناك العديد من الاستثمارات الضخمة بإسرائيل، لإعادة بناء المدن والبنية التحتية، بعد حرب 2006، وبالإضافة أن النظام السوري الآن يعاني من نقص إمدادات الأسلحة ويزيد الموقف صعوبة تسلل الجهاديين السنين إلى لبنان.

وأشارت الصحيفة، إلى ضعف الجيش السوري في الجولان، والانسحاب المحتمل للأمم المتحدة، مما قد يؤدي إلى انتشار حالة عارمة من الفوضى مع تصعيد للموقف المتأزم.

بالإضافة إلى أن إسرائيل، تتعامل مع حزب الله وكأنهم من تنظيم القاعدة، وصرحت بهذا المخابرات الإسرائيلية والتي أكدت أيضًا، أن حزب الله يسعى دومًا لحيازة الأسلحة الكيميائية، لاستخدامها ضد دولة إسرائيل لتنفيذ هجمات من نوع مختلف.

اقترح تصحيحاً

اترك تعليقاً