مصراتة جحا و الأمين و مصراتة السويحلي و آخرين

مصراتة جحا و الأمين و مصراتة السويحلي و آخرين

مصراتة بعد عدة سنوات

إما أن تكون مدينة

بها ميناء من أكبر موانىء تداول الحاويات في البحر المتوسط، يستغرقها و يشغلها نشاط تجاري كثيف تتسابق فيه كبرى الشركات الدولية على حجز مكانها بالمنطقة الحرة  قبل غيرها من المتنافسين، مدينة تزدهر بها تجارة العبور و تنساب عبرها البضائع  إلى غرب و وسط أفريقيا بأسعار تنافسية تسحب البساط بثبات من تحت أرجل الموانىء المنافسة، مدينة يعمها الخير الوفير فأبناؤها يمتهنون التجارة عبر الزمن و لهم فيها الكعب العالي و شبابها مقبل على الحياة و قد اكتسب عبر التدريب المكثف و التعليم الجيد مهارات أهلته و تؤهله لدخول سوق العمل باذلا كل الجهد لتعويض ما فاته في السنين العجاف.

أو أن تكون مدينة

أثر القذائف الغادرة التي انهالت عليها و الثمن الذي دفعته يوجه شكل الحياة فيها فيعسكرها و يجعل منها ثكنة حربية بامتياز، مدينة يمتهن جل أبناؤها المهن العسكرية و يؤدون المهام الأمنية من تأمين للمواقع و إقامة للبوابات و حماية للمنشآت، مدينة أسيرة للماضي اللعين اللباس المموه فيها هو الغالب و الوجوه حزينة و الكل يشعر بخطر يجب الاستعداد الدائم له، تحركها روح الثورة الدائمة و الرغبة في تأديب الخصوم و الجميع فيها ينتظر بلهفة عطايا الحكومة من مكافآت و مزايا و مناصب حكومية و علاج في الخارج.

علينا أن نختار، على الليبيين أن يختاروا إما أن تكون ليبيا دولة طبيعية يتساوى فيها الجميع أمام القانون و أمام القضاء النزيه مع الاصرار الأكيد على معاقبة المجرمين و المتربحين سعيا لإنصاف الضحايا و لإنصاف المجتمع أو أن تكون دولة القوانين الاستثنائية و الفرز و التصنيف و التقارير و البلاغات الكيدية في امتداد لتجارب مريرة ما زال مذاقها في الحلوق، و ما ينطبق على مصراتة ينطبق على بنغازي التي عليها أن تختار بين أن تكون مركزا اقتصاديا و نفطيا هاما و بوابة تجارية لشرق أفريقيا و بين أن تكون مدينة الاغتيالات و الفوضى و الكراهية، و ما انطبق على بنغازي ينطبق أيضا على طرابلس و الزاوية و طبرق و زوارة والزنتان و سبها و الكفرة و اجدابيا و البيضاء و الجبل الغربي و غدامس و سرت و المرج و درنة و بني وليد و ترهونة و على كل منطقة في ليبيا، فكل المدن و المناطق لديها فرص و مزايا و خصوصية و مستقبل واعد لأبنائها و لديها كذلك سوء التقدير و الجري وراء العواطف و الرغبة في الانتقام و السير في المكان، ماذا الذي سيقع عليه الاختيار؟

الآراء والوقائع والمحتوى المطروح هنا يعكس المؤلف فقط لا غير. عين ليبيا لا تتحمل أي مسؤولية.

خليل الكوافي

اقتصادي ليبي

اترك تعليقاً