القضية الليبية… واتجاهات حكومة الوفاق الوطني

القضية الليبية… واتجاهات حكومة الوفاق الوطني

رمزي مفراكس

رجل أعمال ليبي مقيم في الولايات المتحدة الأمريكية

 

 

تشهد ليبيا حالة تردي بعد سنين طويلة من ثورة فبراير التي اتسمت بعملية التحرير من النظام السابق، وقد تمثلت الحالة الليبية أيضا بمرحلة الانتقالية والخصوصية الليبية دون التدخل الأجنبي، ومن حالة الشد والجذب في عدة مجالات منها الصراعات السياسية الليبية الداخلية. الخصوصية الليبية عكست عدة وجوه وجوانب، منها الديني والإنساني والسياسي والاجتماعي والاقتصادي، مما دفع بالتيار السياسي الليبي الى خلق تدني أمنى وعلاقات ضبابية مع الدول الإقليمية والدولية في الشأن السياسي الليبي. تعدد الأقطاب السياسية الليبية، والصراع في ما بينها نتج بتعدد الحكومات في ليبيا احدهما معترف بها دوليا بسبب الاتفاق السياسي الليبي المغاربي، عند تكوين حكومة الوفاق الوطني بواسطة الأمم المتحدة خارج ليبيا ، وإعطاء المجتمع الدولي زاحمت الكيانات السياسية فوق الدولة الليبية دون غيرها، لتحظى بدعم جزئي من الفصائل الليبية المتناحرة وعدم الاعتراف بها من قبل الحكومات الليبية الأخرى. تأيد يأتي في نطاق الدول الغربية لمساعدتها في مواجهة تنظيم الدولة السلامية وتعزيز إنتاج النفط الليبي وكبح تدفق المهاجرين من افريقيا جنوب الصحراء عبر الدولة الليبية الى أوربا. وبرغم من محاصرة وطرد التنظيمات الإرهابية من سرت وتحسن إنتاج النفط الليبي بشكل طفيف جدا بمساعدة منظمة الدول المصدرة للبترول (أوبك) في زيادة حصة ليبيا الإنتاجية، إلا إن حكومة الوفاق الوطني فشلت في بسط نفوذها على الدولة الليبية منذ توليها إدارة البلاد. النزاع السياسي يتمثل في عدم مصادقة مجلس النواب الواقع شرق البلاد على حكومة السراج، مما يواصل الشرق تشكيل وتأييد حكومة أخرى، حكومة الثني المؤقتة في تنافس مع حكومة الغرب في ظل ما تحقق من خطوات ومكتسبات متقدمة من القوات المسلحة الليبية، الجيش الوطني العربي الليبي تحت قيادة المشير خليفة بالقسم حفتر. ويتألف المجلس الرئاسي، برئاسة فائز السراج من تسعة أعضاء من مختلف المناطق الجغرافية الليبية والتيارات السياسية والدينية، مما تعاني ليبيا من انقسامات حادة وفي مقاطعة بعض الأعضاء وصدور بيانات متناقضة بشكل كبير ومتكرر. العلا قات الدولية تسلم بالدولة القومية الليبية كوحدة وحيدة لفهم التفاعلات الحياة الإقليمية والدولية من أقليات دينية أو قومية أو مذهبية لتعطي لليبيا مفهوم “الدولة التقليدية” في تشكيل اتجاهاتها السياسية الوطنية مع أمم العالم. أصبحت ليبيا اليوم تقاس بنشاطاتها وتفاعلها مع الحياة الإقليمية والدولية ما دونها وما فوقها في الميادين السياسية والاقتصادية والاجتماعية على اتجاها في مؤشر الى مسودة المشروع الدستوري على طبيعة النظام السياسي الليبي الجديد عند التفاعلات ودلالاتها السياسية. لم يتم الدفع حتى الآن بالدولة الليبية الى مقاربات لامتصاص إدراك الخصوصية الليبية بين أبناء الشعب الليبي الواحد، ليجعل من البلاد تعيش في السنوات الماضية حالة من الترقب لازمة اجتماعية، خاصة بعد الانقسامات السياسية والمؤسسات السيادية الليبية. تنعكس التوجهات السياسية على موضوع ليبيا بكيفية متناقضة على الخصوصية الليبية، مما يجعل الرصد يميل لتحديد التوجهات الأيدلوجيات السياسية بدل من الخصوصية الليبية وقلب أوزان التحولات أو الملامح الوطنية الليبية التي عاشتها ليبيا في مضيها. المتابع للساحة السياسة الليبية يتأكد على وضوح هذه الرؤية حول شرائح المجتمع المتضادة على مستويات عدة، بالرغم من وجود عامل التوازن القبائل الليبية في المجتمع الليبي والتي لزالت على نفس دور المسؤولية في فك النزاعات والاختلافات القائمة بين افراد المجتمع في البنية الاجتماعية الليبية. ومن الواضح أن الأطراف السياسية الليبية لا تريد توظيف توازن القبائل الليبية باعتبارها توظيف البعد بغير البراجماتية في إدارتها الدولية للموضوع الخصوصية الليبية، فلا ربط لمصلحة المجتمع الليبي القبلي بالمصالح الإقليمية والدولية. بالرغم أن يوجد هنالك توجسات لدي بعض الأقطاب الليبية من أن تنتقل ليبيا من دولة مدينة الى دولة تحكمها التوازنات البنية الاجتماعية القبائلية، فأن مشروع الدستور الليبي يعمل على تأكيد دور الدولة الليبية المدنية عند استطلاعات الرأي العام في ليبيا. ولكن بعد الصراع السياسي نقول إن مسألة الأمة الليبية تقع عند تجمع المواطنين بثوابت ثقافية واجتماعية معينة في وجود المصالحة العامة والشاملة والكاملة التي تبنى عليها الخصوصية الليبية في رقعة واحدة التي تجعلهم في تعايش وهي ضرورة لا مناص منها.

الآراء والوقائع والمحتوى المطروح هنا يعكس المؤلف فقط لا غير. عين ليبيا لا تتحمل أي مسؤولية.

رمزي مفراكس

رجل أعمال ليبي مقيم في الولايات المتحدة الأمريكية

التعليقات: 4

  • نعمان رباع

    اخي مفراكس بعد كابجراس حاد صاحب ثورة فبراير اصبح يوجد العديد من ابناء ليبيا الحبيبة يحنون الى اوهام الماضي واخطائه وهم يشبهون الكاتب فؤاد النمري الذي لايكف عن التغزل بستالين ليلا نهارا بعد كابجراس الارادوية والتحريفية وفايروس النيولبرالية التي عصفت بالفكر العلمي الاشتراكي غير المثالي الذاتي فاخي مفراكس اعذر العديد من الناس التي تستمع الى المريض فؤاد النمري واعذر العديد من ابناء ليبيا الحبيبة التي تحن الى الماضي واوهامه لان الكابجراس لايجد طبيبا نفسانيا كفوءا وصادقا كالشهيد ناهض حتر ماجد العدوان ووصفي التل وسالم عبد المجيد الحياري وملحم التل وماجد العدوان وعوني فاخر وملحم الطراونة وطارق مريود التل فانا اعذر من يحن الى الماضي اخي مفراكس رغم انه خاطئ حينما يفتقد الى الطبيب النفساني الماهر ولكن هذه المرة في مجال التيه لمستقبل افضل وليس في علم النفس ولك احترامي

  • عبدالحق عبدالجبار

    اخينا نعمان رباع المحترم … البائن نسي جعودة التل ههههه انبصر بس … حتي لو اختلفنا مع الكاتب المحترم الاستاذ رمزي مفراكس بين الانتفاضة و الثورة و كذلك بين الترتيب و التدخل الأجنبي في ما سمي بعد ذلك بالثورة وكما نعلم لا فرق في تونس انسان حرق نفسه وفي مصر شرطة ضربة انسان حتي الموت و لكن ما علينا الذي لا نختلف عليه أبداً ولا يختلف عليه الليبيين الشرفاء جميعاً هو نهاية حكم الطاغية … ولكن كذلك نتفق علي عدم تسليم الحكم الي الف طاغية …وكذلك كلما نتفق علي عدم وضع حكومة علينا من الخارج ولا نرضي بدولة بدون جيش و شرطة وقانون … نحن نعتقد الخلاف ليس ديني ولا سياسي ولا هم يحزنون وإنما هو صراع علي المال والسلطة سوء كان هذا الصراع فردي او حزبي او جهوي او قبلي ….. ولذلك اعتقد الحل الليبي في الوقت الحالي يلزم ان يكون اما انتخابي بدون الأحزاب بموافقة و توحيد الجيش والشرطة و القضاء وأما حل عسكري و السبب ان مشكلة الجهوية و القبلية حلها صعب في الوقت الحالي … لوجود الجهل وهنا اقصد الجهل وليس حمل الشهادات المزورة….. مع فائق الاحترام للاستاذ نعمان رباع و الاستاذ مازن مفراكس

  • نعمان رباع

    اخي الكريم عبد الحق عبد الجبار ليبيا الحبيبة تحتاج لسيناريو رجل كالعقيد احمد في مسلسل روبيك الذي قال للوبي الاوليغارشيا الشامخ اني من طريق وانت من طريق يا شامخ اني وانت منتلاقوش بكل اما عدا ذلك كما تفضلت سترون امثال المريض فؤاد النمري كثيرا يحنون الى الماضي ولكن هذه المرة ليس ستالين او اليسار الطفولي فهذه المرة تكون مطابقة للحالة اللليبية الحنين الى حكم مايسمى النظرية العالمية الثالثة كما يحن فؤاد النمري الى ستالين سئ الذكر واكل راسنا فيه لما كره الناس في الفكر العلمي الاشتراكي فمن يقرا مقالات وكتب الشهيد ناهض حتر يصبح علمي جدلي وان كان من نشامى قواتنا المسلحة ونشامى اجهزتنا الامنية حتى وان لم يكونوا مفكرين او صحفيين او ادباء لان ناهض يلامس واقعنا الاجتماعي ولا يعيش في اوهام كاوهام التوراة المعتوهة التي تريد مستشفى الفحيص الشبيه برقرقارش لديكم وكذلك لم يصب بكابجراس النيولبرالية والارادوية المدمرة ولك احترامي

  • نعمان رباع

    الى اخوتي عبد الحق ومفراكس ارجو الرد ولكم احترامي

التعليقات مغلقة.

التعليقات لا تعبر عن رأي موقع عين ليبيا، إنما تعبر عن رأي أصحابها.

اترك تعليقاً