لماذا تحتاج الرعاية الصحية لانترنت الأشياء؟

لماذا تحتاج الرعاية الصحية لانترنت الأشياء؟

قد يكون هذا النوع من التكنولوجيا بعيد التطبيق بدولة لا تعطي للتكنولوجيا وتطبيقاتها أية أولوية أو اهتمام، ولكن بالدول ذات العقول والإمكانيات المادية والبشرية والتعليم المتطور والمواطن الذى يساهم ويشارك ويهتم بكل جديد له فوائد تعود عليه أو تعود على بلاده بالايجاب والفوائد.

الرعاية الصحية للمواطن هى الشغل الشاغل لكل مسؤول بالقطاع الصحى، وتتم المحاولة بالاستعانة بالابتكارات والاختراعات والمبادرات ونتائج الابحاث والدراسات التى من شانها توفير كل متطلبات واحتياجات الرعاية الصحية لجميع فئات المجتمع بالجودة العالية والتكليف المنخفضة.

من المعلوم انه لا يمكن للتكنولوجيا أن تحل محل البشر لأن سلطة اتخاذ القرار النهائية تقع دائما مع الفرد، ومع ذلك يمكن للانسان مع مرور الوقت أن يختار الحلول التكنولوجية التي تبسط عمله وتحقق له الكفاءة والمرونة والرضا.

السهولة والراحة والنجاعة والاتمتة، فهى الكلمات التي تحدد كل شيء لما تقوم به اترنت الأشياء فهى التى غيرت العديد من القواعد والاجراءات والانشطة، والتي أحدثت نقلة كبيرة في كل صناعة تقريبا، ووجدت قبولا في الرعاية الصحية واحدثت وتحدث وستحدث تأثيرًا كبيرا وملحوظ في الرعاية الصحية.

فيما سبق قد تم التطرق للعديد من التطبيقات في مجالى الطب والصحة ولعل تطبيق انترنت الاشياء في مجال الرعاية الصحية باستخدام المراقبة عن بعد وأجهزة الاستشعار الذكية وتكامل الأجهزة الطبية، بالإضافة إلى متتبعات النشاط وأجهزة الاستشعار البيومترية القابلة للارتداء، وأجهزة مراقبة السكر والضغط وموزعات الأدوية والأسرّة الذكية.

سيكون مستقبل الرعاية الصحية واعد بشكل كبير إذا تم توسيع إنترنت الأشياء واستثمارها، وبالتالى سيكون من شان هذه التكنولوجيا تحسين كل جانب من جوانب الرعاية الصحية وتحويل الطرق التي تدار بها.

ياتى السئوال الوارد في العنوان لماذا تحتاج الرعاية الصحية إلى إنترنت الأشياء؟، وبالتالى هناك العديد من الاجابات التى تعطى الصورة الفعلية والعملية لدور انترنت الاشياء في مجال الرعاية الصحية والتى منها:

اولا: تحويل البيانات إلى إجراءات فالصحة القابلة للقياس والتى يطلق عليها الصحة الكمية فهى ستكون مستقبل الرعاية الصحية لأن الصحة القابلة للقياس يمكن تحسينها بشكل أفضل، فلذلك من الحكمة الاستفادة من تكنولوجيا الصحة الكمية اذ من المعلوم أن البيانات تؤثر على الأداء، لذا فإن امكانية قياس الانسان وتتبع الصحة لتحقيق نتائج أفضل هو سبب الحاجة إلى إنترنت الأشياء.

ثانيا: لتحسين صحة المرضى وخاصة عند استعمال الاجهزة القابلة للارتداء المتصلة بالمريض فهى تخبر عندما يكون معدل ضربات القلب في حالة تخبط أو إذا تخلف عن الركب في الاعتناء بنفسه ومشاركة تلك المعلومات على الأجهزة الأخرى التي استخدمها أثناء العمل، فمن خلال تحديث البيانات الصحية الشخصية للمرضى الموجودين على تكنولوجيا السحابة وإزالة الحاجة لتغذية تلك البيانات في سجلات الطوارئ الإلكترونية، حيث تضمن انترنت الاشياء اخذ كل التفاصيل الدقيقة بعين الاعتبار لاتخاذ القرارات الأكثر فائدة للمرضى. وعلاوة على ذلك يمكن استخدامها كأداة للالتزام الطبي ومراقبة المريض بالمنزل.

ثالثا: لتعزيز الرعاية الوقائية اذ أصبحت الوقاية مجالا رئيسيا للتركيز حيث يتوقع أن تنمو نفقات الرعاية الصحية في المستقبل، وسيؤدي الوصول الواسع النطاق إلى بيانات الوقت الحقيقي عالية الدقة بشأن صحة كل فرد إلى إصلاح الرعاية الصحية من خلال مساعدة الناس على أن يعيشوا حياة أكثر صحة ويتغلبوا عن المرض.

رابعا: تعزيز رضا المرضى ومشاركتهم اذ يمكن لإنترنت الأشياء أن تزيد من رضا المرضى عن طريق تحسين سير العمل الجراحي، فعلى سبيل المثال الإبلاغ عن خروج المريض من غرفة العمليات لعائلته ويمكن أن يزيد ذلك من مشاركة المرضى من خلال السماح للمرضى بقضاء وقت أطول في التفاعل مع أطبائهم، حيث يقلل من الحاجة إلى التفاعل المباشر بين الطبيب والمريض حيث توفر الأجهزة المتصلة بالإنترنت بيانات ذات قيمة.

خامسا: المساهمة فإدارة الرعاية الصحية اذ يمكن لانترنت الاشياء تمكين فرق الرعاية من جمع ملايين نقاط البيانات وربطها على اللياقة الشخصية من خلال الأجهزة القابلة للارتداء مثل معدل ضربات القلب والنوم والعرق ودرجة الحرارة والنشاط، وبالتالي يمكن للمعلومات التي تغذيها أجهزة الاستشعار إرسال التنبيهات إلى المرضى ومقدمي الرعاية في الوقت الفعلي، حتى يتمكنوا من الحصول على رسائل مسببة للحدث مثل التنبيهات والمحفزات لزيادة معدل ضربات القلب إلخ، وهذا لن يؤدي إلى تحسين عملية تدفق العمل فحسب بل يضمن أيضًا ان تدار الرعاية في المنزل.

سادسا: لتعزيز إدارة صحة السكان اذ تتيح إنترنت الأشياء لمزوديها إمكانية دمج الأجهزة لمراقبة نمو الأجهزة القابلة للارتداء، حيث أن البيانات التي يتم إلتقاطها من قبل الجهاز ستقوم بملء البيانات التي يتم تجاهلها في التسجيل الالكترونى للبيانات، وبالتالى يمكن لفرق الرعاية الحصول على الأولويات المدفوعة بالرؤية واستخدام إنترنت الأشياء لمراقبة من بالمنزل من الأمراض المزمنة، وهذه طريقة أخرى يمكن لمقدمي الرعاية من خلالها إظهار وجودهم في الحياة اليومية للمرضى.

تلك كانت مجموعة من الاجابات للسئوال، ولكن هناك مجموعة من الحواجز والتحديات التي تحول دون اعتماد إنترنت الأشياء في مجال الرعاية الصحية والتى تحتاج لدراستها ووضع بدائل الحلول للتغلب عليها ومن بين ذلك الاتى:

1. التحديات الأكثر وضوحا لاعتماد إنترنت الأشياء في الرعاية الصحية هي تخزين وإدارة وتأمين البيانات، ويعتبر انعدام دمج السجلات الصحية الإلكترونية حيث ان سجل الصحة الإلكترونية هو نسخة رقمية من الرسم البياني الورقي للمريض وهي سجلات في الوقت الحقيقي تتمحور حول المريض تجعل المعلومات متاحة بشكل فوري وآمن للمستخدمين المخولين، في حين أن السجل الصحي الإلكتروني لا يحتوي على السجلات الطبية والعلاجية للمرضى، فقد تم بناء نظام السجل الصحى الالكترونى ليتجاوز البيانات الإكلينيكية القياسية التي يتم جمعها في مكتب مقدم الرعاية ويمكن أن يشتمل السجل على:

· رؤية أوسع لرعاية المريض، اذ يمكن ان يحتوي على التاريخ الطبي للمريض والتشخيص والأدوية وخطط العلاج والحساسية وصور الأشعة والمختبرات ونتائج الاختبارات.

· السماح بالوصول إلى الأدوات القائمة على الأدلة التي يمكن أن يستخدمها مقدمو الخدمات لاتخاذ قرارات بشأن رعاية المريض.

· أتمتة وتبسيط سير عمل مزود الخدمة.

· تتمثل إحدى الميزات الرئيسية في السجل الصحي الإلكتروني في إمكانية إنشاء المعلومات الصحية وإدارتها من قِبل موفري الخدمات المعتمدين في نسق رقمي يمكن مشاركته مع مزودين آخرين عبر أكثر من جهة للرعاية الصحية.

· تم إنشاء السجل الصحى الالكنرونى لتبادل المعلومات مع مقدمي ومؤسسات الرعاية الصحية الأخرى، مثل المختبرات والمتخصصين ومرافق التصوير الطبي والصيدليات ومرافق الطوارئ وعيادات المدارس وأماكن العمل، بحيث تحتوي على معلومات من جميع الأطباء المشاركين في رعاية المريض.

2. حاجز آخر للتغلب عليه يتعلق بمشكلات الاعتمادية والأمان مع البيانات إلى جانب قابلية التشغيل البيني ونقص التدريب والبنية التحتية بين مقدمي الخدمة، لأنه حتى عندما تتدفق البيانات بحرية يفتقر العديد من مقدمي الخدمات إلى البنية التحتية والدراية للوصول إليها.

3. العقبة التالية من التحديات هي ما قد يكون من عدم المصداقية بين السكان الذين يمكنهم الاستفادة أكثر من إنترنت الأشياء فضعف الوصول إلى الإنترنت بين الفئات السكانية الضعيفة بما في ذلك كبار السن وذوي مستويات التعليم المنخفضة والسكان ذوي الدخل المنخفض وسكان الريف والأقليات.

ختاما الطريق سيكون إلى الأمام اذ ان شعبية انترنت الاشياء ترتفع في صناعات أخرى مثل السيارات والصناعة والتخطيط المدني، وحتى تجارة التجزئة، لقد تم الحديث عن الأجهزة المتصلة مع بعضها البعض وكيفية تطبيق ذلك على الرعاية الصحية، ففي مجال الرعاية الصحية ستعمل إنترنت الأشياء على حل المشاكل التي لا تعد ولا تحصى من خلال المساعدة في تحسين الطريقة التي تتم بها الأمور، باستخدام التكنولوجيا المتصلة وسيشهد مقدمو الخدمة عددا أقل من المواعيد التي لم يتم الوفاء بها وتحسين الالتزام بخطط الرعاية والنتائج المحسنة، مثل انخفاض عدد حالات الدخول للمرضى للمرافق الصحية وذلك بمجرد اعتمادها بالكامل، وستعمل مبادرة إنترنت الأشياء على مواءمة الأهداف المشتركة لتحسين الصحة وخفض التكاليف وتحسين الخبرة لجميع أصحاب المصلحة في مجال الرعاية الصحية.

الآراء والوقائع والمحتوى المطروح هنا يعكس المؤلف فقط لا غير. عين ليبيا لا تتحمل أي مسؤولية.

اترك تعليقاً