ثلثا المدارس في ليبيا تعاني من «محدودية» مياه الشرب

 

على الرغم من معايير وزارة الصحة والتي تقتضي وجود مرحاض لكل 25 طالبًا، فقد أظهر التقييم أيضاً أن متوسط عدد الطلاب هو 71 طالباُ لكل دورة مياه صالحة للاستعمال

عين ليبيا

تُطلق اليونيسف، بالتعاون مع وزارة التربية والتعليم الليبية والمركز الوطني الليبي لمكافحة الأمراض، مبادرة لتقييم وضع المياه وجودتها، ووضع الصرف الصحي والنظافة في المدارس الليبية.

طرابلس , 16 مايو 2018 – أظهر تقييم حول جودة المياه ومرافق الصرف الصحي على مستوى البلاد عامة قامت اليونيسف بتنفيذه بالشراكة مع المركز الوطني لمكافحة الأمراض التابع لوزارة الصحة، وشمل 140 مدرسة في غرب وشرق وجنوب ليبيا، أن أكثر من نصف المدارس التي تم تقييمها تعاني من نقص مياه الشرب ورداءتها. وأكثر من ثلثي المدارس تعاني من محدودية مياه الشرب.

أكثر من 30 في المئة من المياه في المدارس طالها التلوث بالنترات بمستويات عالية، كما أظهرت أكثر من نصف العينات احتواء المياه على بكتيريا ضارة، وتبين أن عشرة في المئة منها تحتوي على “بكتيريا كولي”، مما يجعل الأطفال عرضة للإصابة بالأمراض والأوبئة الموذية.

وقال عادل جمعة، نائب وزير التربية والتعليم: “إن تناول هذه التوصيات والعمل بناءً على هذه الدراسة، سيكون من بين أولويات وزارة التربية والتعليم في عام 2018”.

في خضم الصراع المستمر وعدم الاستقرار السياسي، يشكل عدم الاستثمار في البنية التحتية للمياه في ليبيا، وخاصة في مدارسها، مصدر قلق بالغ. حسب التقديرات، فإن 90 في المئة من مساحة ليبيا عبارة عن صحراء، مما يجعل من ندرة المياه تحدياً متزايداً.

وتشكل محدودية الوصول إلى مياه الشرب النظيفة، وسوء المرافق الصحية، والحالة المتردية للنظافة، تهديداً على صحة الأطفال.

هذا وقال د. بدر الدين النجار، المدير العام للمركز الوطني لمكافحة الأمراض “إن لدى اليونيسف ووزارة التربية والتعليم والمركز الوطني لمكافحة الأمراض التابع لوزارة الصحة، وكنتيجة لهذه الشراكة الهامة، ما يكفي من الأدلة لفهم حجم الأضرار التي لحقت بمرافق الصرف الصحي، ونوعية المياه في المدارس الليبية”.

وعلى الرغم من معايير وزارة الصحة والتي تقتضي وجود مرحاض لكل 25 طالبًا، فقد أظهر التقييم أيضاً أن متوسط عدد الطلاب هو 71 طالباُ لكل دورة مياه صالحة للاستعمال. كما تبين أن بعض المدارس لا تحتوي على مراحيض صالحة للاستعمال بتاتاً، مما يعني أن الطلاب يضطرون للذهاب إلى منازلهم من أجل استخدام الحمام في كثير من الحالات. أما بالنسبة للفتيات على وجه الخصوص، فقد تبين أن لنقص مرافق المياه والصرف الصحي الصالحة للاستعمال تأثير سلبي على تعليمهم.

وقال عبد الرحمن غندور، الممثل الخاص لليونيسف في ليبيا: “إن حالة المياه في ليبيا، وخاصة في المدارس، تشكل قضية مستعصية”. وأضاف: “يخسر الكثير من الطلاب التعليم الأساسي والحيوي بسبب النقص االراهن في الاستثمار. وهناك حاجة لاتخاذ تدابير عاجلة لمعالجة هذا النقص”.

تم هذا التقييم بفضل المساهمة السخية من قِبل الحكومة الألمانية.

اقترح تصحيحاً

اترك تعليقاً