الفحص النفسي لابد منه لزواج ناجح

العديد من المرضى النفسيين يخفون الأمر قبل الزواج فيصطدم به الشريك
العديد من المرضى النفسيين يخفون الأمر قبل الزواج فيصطدم به الشريك

خبراء يرون أن من أهم أسباب الانفصال اكتشاف معاناة أحد الشريكين من الاكتئاب أو الأمراض المعدية.

بالإضافة إلى دعوات التأهيل النفسي قبل الزواج الذي يتلخص في ثلاث نقاط: مسؤولية، تضحية، وقبول الاختلاف، تواتر في الفترة الأخيرة الحديث عن الفحص النفسي للمقبلين على الزواج وتتالت الدعوات لإجراء هذا الصنف من الفحوص، حيث اعتبره البعض أهم من الفحص الطبي لما له من تأثير على نجاح أو فشل الزواج.
وأكد الأطباء على ضرورة الانتباه إليه والتوعية بأهميته، لأن العديد من المرضى النفسيين أو العصبيين يخفون هذا الأمر قبل الزواج ليصطدم به الشريك فيما بعد باعتبار أنه لا يستطيع الاستمرار في إخفاء مرضه ويكون ذلك دافعا إلى الطلاق.

من ناحية أخرى قد تكون هناك سمات نفسية أو عصبية لا ترقى إلى المرض، إلا أنها تثار بعد الزواج لعدم استيعاب الشريك ما يمر به شريكه في الحياة، وتزداد الحاجة إلى المطالبة بفحص نفسي قبل الزواج للحفاظ على استمرار الزواج وحماية أجيال قادمة لا ذنب لها.

ويفترض في الزواج أن يكون كل شيء واضحا وأن يشرح كل طرف ظروفه النفسية والعصبية والجسمانية للآخر، فالزواج إذا لم يبن على الصدق والوفاق والمصارحة الكاملة أو اختل أحد شروطه بطل عقد الزواج وأصبح من حق الطرف الذي خُدع المطالبة بالانفصال.

ومن أهم أسباب الانفصال، الأمراض المعدية، الجنون، الاكتئاب، لكن الأمر يختلف إذا كانت هناك مصارحة بالحقيقة وتقبلها الآخر، لأن الزواج ميثاق يرتكز على القبول والرضى بين طرفيه، فالإخفاء يعتبر تزويرا يبطل بموجبه عقد الزواج شأنه شأن أي عقد من العقود، ولكن إذا تصارح الطرفان وشهد الشهود وقبل كل طرف بالآخر فليس من حق أحدهما المطالبة بالطلاق أو الانفصال حيث أنه علم قبل الزواج حقيقة مرض الشريك ولم يخف عنه سواء أكان يحصل على علاج أم كان مصابا بما قد يؤثر على حياتهما معا.

ويفيد أطباء بأنه مع التغيرات الطارئة على المجتمع وجدت بعض الأمراض النفسية العابرة مع ارتفاع سن الزواج منها التوتر والقلق، وفي هذه الحالة قد لا تكون المصارحة أساسية طالما أنه سيتم العلاج بشكل آمن قبل الزواج.

أما في حالة بعض الأمراض الذهنية، مثل الاضطراب النفسي الشديد، والتي قد يتناول المريض معها علاجا طوال حياته فمعرفة شريك حياته واجبة، وبصفة عامة الزواج ينبغي أن يكون فيه توافق نفسي بين الطرفين مثلا الشخص المكتئب يفترض ألا يقترن بزوجة هي الأخرى مكتئبة لما لهذا الأمر من انعكاس سلبي علي حياتهما مستقبلا.

وكذلك إذا كان الشخص يعاني من إحباط أو ما شابه، فالمصارحة والتأكيد على حسن الاختيار أو الفحص النفسي أمر مهم لأن المصارحة مع تنظيم العلاج أثناء الزواج وفي فترة الحمل وبعد ذلك، كل هذا لصالح الحياة السوية بين الطرفين والتي تتأثر حتما بهذا الإخفاء إذا حدث.

كما أشار الأطباء إلى أن بعض الأدوية التي يتناولها الزوج، قد تؤدي إلى اضطرابات بالنسبة إلى القدرة الجنسية وغيرها من آثار جانبية أحيانا لبعض أنواع العلاج.

ويعتبر الفحص النفسي قبل الزواج مشكلة معقدة، فالأمراض النفسية والتكوينات السمعية قد تؤثر في نجاح الزواج من عدمه، فهناك من هو نرجسي أو أناني أو لا يتحمل الآخر وينطبق ذلك على الطرفين. وتوجد أمراض ينبغي أن يعرفها كل طرف عن الآخر قبل الزواج فيما يتعلق بالأمراض النفسية والعصبية خصوصا الصرع، فالشخص المصاب به لا يصاب بنوبات متكررة وبالتالي لا يسهل معرفته، لذا لابد أن تكون هناك مصارحة لأنه على المصاب ألا يتزوج من شخص له في عائلته تاريخ مع هذا المرض حيث يصبح الأمر أكثر خطورة بالنسبة إلى الأبناء.

كما أن المصارحة بالأمراض النفسية والعصبية لها بعد أخلاقي يكمن في أهمية المكاشفة بين الطرفين، وينبغي أن يؤخذ بعين الاعتبار عامل قبول الآخر لهذا الأمر، فمن حقه القبول أو الرفض، لأن المريض النفسي في حاجة إلى متابعة، خصوصا إذا كان المرض يتطلب تناول العقاقير.

وقد يكون الزواج الحل الأنسب بالنسبة إلى رجل لبعض الأمراض النفسية الكبرى إلا أنه ليس كذلك بالنسبة إلى سيدات، فهن يتعبن ويتعرضن لضغوط أكثر من الرجل.

بصفة عامة قد تكون الخبرة لدى كل طرف في كيفية استيعاب ما لدى شريك حياته من خصال وردود أفعال كافية لمعرفة حقيقة شخصيته والوصول إلى أفضل نسبة في التوافق النفسي بين الطرفين.

اقترح تصحيحاً

التعليقات: 1

التعليقات مغلقة.

التعليقات لا تعبر عن رأي موقع عين ليبيا، إنما تعبر عن رأي أصحابها.

اترك تعليقاً