بالرغم من كل مصائبنا وخيانة مسؤولينا .. لن نتخلى عن صناديق الإقتراع

بالرغم من كل مصائبنا وخيانة مسؤولينا .. لن نتخلى عن صناديق الإقتراع

فى زمن النظام الملكى الشريف الوطنى(البركه) الذى أسسه الأجداد والأباء بجهادهم وصبرهم ونضالهم ، وما أن حباهم الله تعالى بالإستقلال نتيجة لتحقيق أهدافهم السامية حتى إلتفوا على بعضهم وإختاروا نظاماً ملكياً دستورياً برلمانياً بقيادة رجل صالح يؤمن بالله تعالى ورث التقوى والصلاح من أسرته الشريفة الطاهرة لم يكن هدفه نهب أموال الليبيين أو السيطرة على مواردهم أو إيداعهم فى السجون أو الإستخفاف بهم بل أحب الليبيين فأحبوهم ونصبوه ملكاً علهم ووثقوا فيه فكان نعم الملك الصالح سلسل الفاتجين.

أقول … الوطنيون والشُرفاء والمُخلصون وأبناء المجاهدين والسلالات العريقة يتحسّرون عليه اليوم ويبكون بدموع من الدم على نظام فقدوه يوماً ما ، لو إستمر حتى اليوم لكانت ليبيا من أفضل دول العالم ، ولكن قلة منا لم يصونوا العهد معه فتخلّوا عن الدستور والبرلمان والحكم العادل وإنحازوا لقلة من ضباط الجيش الصغار الجهلة الذين خدعوهم كذباً وزوراً ، ولكن الله تعالى عاقبهم بنظام فاشى دكتاتورى فاسد ظالم نهب أموالهم وإستخف بهم وأودعهم السجون وقتّل أبنائهم بالآلاف ، حقاً ومن أعمالكم سلّط عليكم … ذلك النظام الذى شوه ليبيا وإستباح حُرماتها وإنتهك أعراضها ولم يُراعى فيها ألله هو وأبناؤه وهو ما يؤكد أننا لم نكن كشعب ليبى فى مستوى ثقة ذلك الملك الصالح الذى تعامل مع الشعب بالكلمة الطيبة والموعظة الحسنه وجادلهم بالتى هى أحسن فتنكّروا له ، ولكن عقاب الله قريب كلها 18 عشر سنة ختى إبتلانا الله تعالى بشخص لا أصل ولا هوية ولا جذور جثم فوق صدورنا 42 سنة حتى أذن الله بأمر كان مفعولا.

أيها السادة … لا زال الكثير ممن عاشوا فترة الملكية الزاهرة وفهموا معنى الحرية والديمقراطية ، يتمنّون أن يعود يوماً من أيام ذلك النظام الملكى الذى كان يسوده الأمن والأمان والإستقرار ، لقد عشنا فترة من شبابنا أيام حكم الملك الصالح إدريس السنوسى فى مناخ ديمقراطى إنتهج النظام البرلمانى فى أحضان دستور 1951م أسس لمواده خُبراء فى القانون الدولى والدستورى والإدارى وأستٌشير فيه أبناء الوطن بجميع فئاتهم وطوائفه فى مختلف أرجاء ليبيا شمالها وغربها وجنوبها وجبالها مدنها وقراها ونواجعها من عشائر وقبائل وعائلات وتم تعديله فى سنة 1963م لكى يستوعب مواد أخرى ربما غابت عن مؤسسيه وكاتبيه فى البداية ، لم يستثنى ذلك الدستور من بين صفحاته أحداً ولم يتعالى على أى فئة صغيرة أو كبيرة فالكل إحتضنهم الدستور وأصبح الجميع تحت مظلته ينعمون بالديمقراطية والحرية والمساواة وهو الحكّم بين أبناء الشعب وفئاته.

ولا أنكر أنه فى بعض الأحيان تحدث مخالفة دستورية هنا أو هناك فى الإنتخابات النيابية نتيجة محاولة إثبات الزعامات القبلية أو المناطقية ليكون لها دوراً أقوى فى مجلس النواب ، ولكن سرعان ما تُصحح الأمور بكل هدوء بعيداً عن التشنج والعصبية أو الإعتصامات أو تهديد أمن البلاد ، وإننى أتذكر عندما كنا شباباً نحلم بأن تكون دولتنا ليبيا كما فى مصر أو لبنان فى تلك الفترة التاريخية وكانت أحلامنا لا تبتعد عن خطابات جمال عبدالناصر فى تحرير فلسطين والوحدة العربية وكنا نخرج فى مظاهرات نطالب فيها حكومتنا بأن يكون لها دوراً مُعلناً فى حركة النضال ضد العدو الإسرائيلى أو الوحدة العربية ، ولم نكن ندرى كشباب عن الإيدولوجيات التى توجه حكّام الدول العربية فى تلك الفترة والتى رؤوسها فى الخارج وذبولها فى الداخل كما كان يقول (الملك إدريس رحمه الله) ، حيث أن نظامنا الملكى كان أقدر على فهم ما يدور من حوله ويعى المخططات التى تُدار فى الخفاء من قبل بعض أصحاب الإيدولوجيات المختلفة ولذلك وضع كل إمكانياته لحماية الشعب الليبى من تغلغل تلك الإيدولوجيات داخل الوطن.

أقول أيها الإخوة الأعزاء … نحن عشنا فى فترة من شبابنا فى زمن الملكية الدستورية ونعتز بذلك ، وشعبنا فى تلك الفترة كان يحترم بعضه البعض وعلاقاته القبلية والعشائرية والعائلية متماسكة لأبعد الحدود ويراعى صلة الرحم والجيرة ، وكان يشهد بذلك جميع أنباء الدول العربية والأجنبية الذين تعاملوا مع الشعب الليبى أو عملوا فى أى مجال بالحكومة الليبية.

فقد كان شعبنا (يستحى) من فعل العيب وقد ربوا أبنائهم على قولة (عيب يا ولد) وما أن إستعمر الدكتاتور القذافى ليبيا فى 1969م وإستحوذ عليها هو وزبانيته والمقربون منه ، كان أول أهدافه تدمير الأخلاق والقيم لأن حساسيته معها يبدوا أنها وراثية لعدم أصالته وبيتيته أو أنه كان يُدرك عندما يُدمّر أخلاق الشعب يمكنه تمرير أى مخالفة أخلاقية أو شرعية أو تاريخية وبالتالى يمكنه إطالة عمره وهذا ما حدث فعلاً (إنما الأمم الأخلاق ما بقيت فإن هم ذهبت أخلاقهم ذهبوا).

ولا ينكر أحداً أننا كنا جميعاً فى زمن القذافى الذى حرّم فيه علينا صناديق الإقتراع ، قد نخاف من كل شئ إلا من هاجر وترك الوطن بأى مبرر كان ولم يسلم هو كذلك من أتباع القذافى ، فقد حكمنا الدكتاتور بالحديد والنار وإستخف بنا فأطعناه إلا القليل . وبمجرد أن قامت إنتفاضة فبراير حتى إتضح لنا أن الكثير من أبناء شعبنا قد تغيّرت أخلاقهم وكأنهم رٌبوا على قولة (ألهت وأنهب وأسرق وأقتل يا ولد) فأصبحنا لا نستحى ولا نخاف من بعضنا البعض ولا من الله تعالى والعياذ بالله.

اليوم أقول لكم وبكل مرارة (البركة فيكم فى ليبيا) ويحسن عزاكم .. فإذا طال عمر ما يُسمى المؤتمر الوطنى العام حسب ما أوردته وسائل الإعلام الليبية بحيث يستمر وجود هذه الأصنام على الكراسى لسنة أخرى والتجهير لحكومة أخرى من تماثيل الشمع الهشة ، فقولوا على الدنيا السلام ، فنحن اليوم بين كماشة هؤلاء الساسة الذين يجلسون فى ريكسوس وهم من خدعونا على عينك يا تاجر وكذبوا علينا لا حياء ولا خجل ، وبين حكومة (لا حيل ولا قادرة) حكومة ضعيفة بإقتدار غاب عنها العصر والكرامة.

ألم تقرأوا قول الشاعر خسن الفاخرى ؟.
لو متت ما ناكل مو إللى طيب.
الخالق غنى وإللى خلق ما إسيب.
ولا ناكل المسروقة .
ولا نطارد إللى فى السبب ملحوقه.
غنى بصبر وإللى صابره مرزوقه .
حتى لو بطا خير الكريم إقريب .

فأنتم يا أعضاء المؤتمر لم تستحوا فى وضع مرتباتكم فى الجلسة الأولى والتى وصلت لما يزيد عن عشرة ألاف دينار وكأن الصبر لا يعرف لكم طريقاً ، أما الكرامة والعصر فهى أبعد عنكم كبعد السماء عن الأرض فوالله لن أضعكم فى مقارنة مع أولئك الأبطال الشرفاء الذين كان يجلسون تحت قبة البرلمان من شيوخ ونواب فى ذلك العهد (الباهى) بمدينة البيضاء الذين كانوا على مستوى المسئولية ، وأنتم يا ليتكم أنجزتم ما طلبه الشعب منكم بالرغم مما صٌرف عليكم من أموالنا وللأسف فشلتم فشلاُ ذريعاً وبجدارة وعاراً تاريخياً سيُلُاحقكم ويلاحق أبنائكم وأحفادكم وعائلاتكم وقبائلكم بالخزى والصيت السيئ مدى التاريخ إلا من كان يعمل بنية حسنة ويتقى إلله فى اهذا الشعب الطيب ، ولهذا اقول لكم فى المؤتمر والحكومة … أتركونا وشأننا ؟؟؟!!.

الآراء والوقائع والمحتوى المطروح هنا يعكس المؤلف فقط لا غير. عين ليبيا لا تتحمل أي مسؤولية.

اترك تعليقاً