حافظوا على ليبيا ايها الليبيين والليبيات….. ستنجح ثورتنا بكم

حافظوا على ليبيا ايها الليبيين والليبيات….. ستنجح ثورتنا بكم

د. ناجي بركات

وزير الصحة السابق بحكومة المجلس الوطني الانتقالي.

نبدأ حديثنا ببعض الاخبار عن ما يدور هذه الايام بليبيا. انها اخبار مزعجة ووصفها بعض الاخوة بأنها “تخوف” صحيح انها مخيفة وغير مطمئنه لنا جميعا. الاحداث تتضارب وببطاء هذه الايام حيث المؤتمر يتخاذل في رفع الثقة عن حكومة زيدان والتي تعتبر مشلولة تماما ولأتعرف كيف تخطوا الى الامام. العيب ليس في بعض الوزراء ولكن العيب في من يقودونهم. الاختيارات كانت موفقة لبعض الوزرات ولكن البعض الاخر ليس موفق ويوجد تخبط كبير وهي الخارجية والدفاع والشرطة والعدل والصحة والتعليم العالي والكهرباء والمالية والنفط والاسكان واخيرا النواب للسيد الرئيس. كذلك مستشاري السيد رئيس الوزراء ليسوا من العيار الثقيل وهم عقيل وسيف النصر واسامة العبد والعنيزي حيث لا خبرة لهم. لا يجوز التعميم ولكن من افشل الحكومة هم هؤلاء الاسماء ولو أن السيد زيدان أستمع لنصائح من ذهبوا اليه، لما وقع في هذا المطب الخطير والأن يبحت عن مخارج له وهم يبحثون عن مخارج لهم. المؤتمر لا يريد ان يقيل السيد علي زيدان، لأن المؤتمر لم يجد مخرج له حيث يريد التمديد وضرب بعرض الحائط بجميع المبادرات. لقد تجاوز عدد المبادرات ال27 مبادرة واخرها مبادة المستشار مصطفي عبدالجليل وقريبا مبادرة المجموعة الوطنية. كلها جيدة وكلها تهدف الى عدم ترك فراغ سياسي بعد انتهاء مدة المؤتمر. المؤتمر لا يريد البحث في هذه المبادرات لأنه يريد ان يبقي ويتبث للشعب الليبي انه لم يفشل . الفشل صحيح كلمة صعبة وخاصة للبعض من الاعضاء ولكن المخرجات والمؤشرات والمعطيات على ارض الوقع كلها تشير بأنهم فشلوا في مهمتهم كأعضاء منتخبين وممثلين للشعب الليبي في المؤتمر الوطني العام.. 7/7/2012م لن يتكرر في تاريخ ليبيا ولمدة طويلة نتيجة الظروف الحالية والتي شارك في ايجادها هذا المؤتمر والحكومة الحالية وحكومة الكيب والمجلس الوطني الانتقالي. هنالك عدة فرص اتيحت لكلتي الحكومتين وكذلك للجسمين التشريعين، ولكنهم لم يستغلوها نتيجة قلة الخبرة أو سيطرة مجموعات معينة على صنع القرار وأخيرا ادخال الاسلام السياسي في المعركة السياسية بين الاخوان والوطنين من الليبراليين والاسلامين الوسطين.

زيدان الأن يبحث عن مخرج ويلوح بورقة تغير الوزراء ويقول انه سيغير 9 وزراء وعشرين وكيل ولا يريد ان يرحل أو يغير نفسه لأن لديه 35 عضو داخل المؤتمر يؤيدونه حيث اغدق عليهم بالكثير. هذه رابع مرة يعترف فيها بفشله في استقرار الأمن والأمان للمواطن ومازال متشبث بالكرسي. لا نامت اعين الجبناء، الحرب في جنوب ليبيا ومقتل اكثر من 65 مواطن ومواطنه. انهم مواطنين ابرياء سيجعل من سقوط ليبيا في معترك الحرب الاهلية لمفر منه اذا استمرت حالة الانفلات الأمني. الاغتيالات في الشرق مستمرة والان طالت عضو المجلس الانتقالي السابق ووكيل وزارة الصناعة والمنتمي لحزب العدالة والبناء وهو السيد حسين الدروعي. انها سابقة خطيرة وقد اغتيل قبله السيد عبدالسلام المسماري والى هذه اللحظة لا الحكومة ولا لجنة الازمة بالمؤتمر تستطيع الافصاح عن الجناة لأتهما لا يعرفونهم.

المفتي يصر على قانون العزل السياسي بعد ما وصل التحالف والعدالة والبناء الى اتفاق لإنقاذ ما يجب انقاذه في ليبيا. هذا يدل ويؤكد أن قانون العزل السياسي وجد لأبعاد قيادات مهمة من المسرح السياسي. الاخوان يريدون ان يتم الطعن وابطال قانون العزل السياسي ولكن لا يريدون ان يكونوا الطرف المسبب لهذا. عدد كبير منهم يشمله العزل السياسي واي انتخابات في هذا الوقت ليست في صالحهم. يريدون أن يحافظوا على قوتهم داخل المؤتمر وداخل مؤسسات الدولة. لو طبق قانون العزل السياسي ستكون ضربة قاسية لهم وخاصة بعد ما صنفت هذه الجماعة في مصر بجماعة ارهابية وقياداتها الأن مطاردون في جميع انحاء العالم. الإخوان يريدون أن يقولها المفتي ولكن لا يستطيعون إرغامه ولهذا يجب ان يبعد وعما قريب سيبعد المفتي وتتكون هيئة الإفتاء ولا وجود للمفتي مرة اخري في قاموس ليبيا السياسي. أما السيد محمود جبريل يريد الرجوع ويريد أن يلغي قانون العزل السياسي. كذلك يطالب بتجميد لجنة الستين الأن لأنه لم يحسب لها حساب ولا يوجد للتحالف مناصرين في هذه اللجنة اذا تم انتخابها. قانون العزل السياسي سوف يبقي الى ان يطعن فيه امام المحاكم والى هذه اللحظة لم يحدث ولم يطعن فيه ومحمود جبريل على امل أن يلغي وبموافقة المفتي. لا هذا السيد جبريل لن يستطيع أن يترشح لأي منصب واي انتخابات قادمة ولن يستطيع المشاركة بها كمرشح ولكن يجوز له كناخب ويدلي بصوته لمن يراه مناسب.

احداث القتل والنهب مازالت مستمرة في كل مكان. الطرق المؤدية الي الجبل غريان عن طريق العزيزة اقفلت وكذلك الطريق المؤدي لمناطق الجبل عن طريق ورشفانه اقفل وهو بادرة جيدة من اللجنة الامنية لمناطق الجبل ا حتي يتم القبض على كل المجرمين والذين يرعبون في الناس يوميا. أزلام النظام يتحركون وببطاء وبدأت شعارتهم تخرج في بعض المدن ولكن لن يستطيعوا تغير مسار الثورة ولكن ممكن يعرقلوا سرعة التغير. مصراته تكمل مدينتها الحرة وتحرك أول قطار بها ومينائها من انشط الموانئ بليبيا وهي أكبر قوة عسكرية بليبيا الأن. بنغازي تضع حجر الاساس لمدينتها الحرة وكورنتيا هوتيل ولكنها مازالت تحت رحمة الاغتيالات والتفجيرات. أما باقي المدن الليبية تعيش على الفتات من الحكومة ولا توجد أي تطورات رغم صرف 91 مليار جنيه من ميزانية 2014م

لا يفتوني الا أن اعرج عن الصحة وكيف هي هذه الايام. لم يحدث أي شيء وأسوء شيء حدث هو عدم قدرة فريق وزير الصحة بالوزارة على استكمال عطاء الادوية لليبيا لسنة 2013م. هذه أسوء كارثه عرفتها ليبيا في هذا القطاع ولم تحدث ابداً بليبيا قبل هذا. الحجة لديهم بأن هنالك سرقات ولكن السرقات أكبر بالتكليف المباشر والذي لجاء اليه وزير الصحة لفك اختناقات نقص الأدوية وكانوا المستنفذين هم شلة معينة امثال الزوي واخرون. لم يطرأ تحسن في هذا القطاع بل زاد سوء واصبح عدد الليبيين الموفدين للعلاج بالخارج يفوق 100الف مواطن وتم اهدار اكثر من 500مليون دينار ليبي على العلاج بالخارج ولم يخلق البديل رغم وجود عدة مقترحات لإيجاد بديل لهذا. مثال انشاء ثلاث مراكز متطورة بليبيا وهي موجودة من ايامات المكتب التنفيذي وقد وافق عليها المجلس الانتقالي. كذلك تحفيز الطبيب الزائر وقدمت عشرات المقترحات للوزير ولكنه لم يعير أي اهتمام. جعل العلاج بالخارج ورقة جيدة لإرضاء أعضاء المؤتمر وقادة المليشيات وبعض الوزراء وتنفيذ طلباتهم . صحيح الكثير من الحالات تحتاج العلاج بالخارج ولكن اغلبيتها يمكن ان تعمل بليبيا وليس من الصعب. زد علي ذلك البطاء في الاستفادة من منحة 8 مليون يورو والتي منحها الاتحاد الأوروبي لكيفية تحسين هذا القطاع. هذه اللجنة تعمدت الاقصاء ولها أكثر من سنة ولم تقوم بأي عمل ما عدا ورشة عمل واحدة وسف تضيع هذه الأموال في الرواتب المغرية والتنقلات كما كان يحدث في عهد القذافي.

كل هذه الاحداث والمؤشرات تدل على ان ليبيا اصبحت دولة فاشلة ما لم يتم انقاذها الان وخاصة من النخب الوطنية الحريصة على هذا الوطن. كيفية يتم انقاذها هذا هو السؤال الصعب ولكن يمكن انقاذها بتبني المبادرات المقدمة من مجموعة الحراك الوطني وخاصة ما سيقدم خلال الايام القادمة . لهذا يجب ايجاد بديل للسيد علي زيدان واختيار حكومة أزمة مصغرة من 9 وزارات فقط والمضي في انتخابات لجنة الستين قبل انتهاء موعد انتهاء مدة المؤتمر حتي يكون الجسم الشرعي المنتخب في ليبيا ومهمته اعداد مسودة الدستور في اقصر مدة يحددها الأعضاء المنتخبون لهذه اللجنة في اجتماعهم الأول. المؤتمر يريد تغير الحكومة حتي يتم التمديد ولكن اذا صار تمديد فيجب تغير الحكومة وبسرعة. يجب أن تكون خارطة طريق واضحة للتمديد وبتوقيت زمني ويجب ان يستفتاء عليه الشعب اثناء التصويت على لجنة الستين. سياسيا لا يجوز تمديد المؤتمر وعليهم الالتزام بالإعلان الدستوري وحكاية فراغ سياسي و لن يحدث هذا لأت وجود المؤتمر من عدمه لن يغير شيء وهم نفس الأشخاص ولن يحدث أي شيء غير أرحلوا.

لا نريد ان نقول انها فاشله ابدا ولكن المؤشرات توجهنا الى ذلك الطريق. هذا الحديث جرنا لسرد اشياء كثيرة تحدث بليبيا والتي يجب ان نتدارك الأمر وبسرعة حتي لا تنزلق ليبيا اتجاه الدولة الفاشلة والتي اصبح يصنفها الغرب هذه الايام ويعدون العدة لبسط سيطرتهم كلما أمكن. الجظران يلوح بتصدير النفط والغرب سيجد فيه الشخص المناسب للتعامل معه وخاصة اذا حظي بتايد قبائل الشرق والتي لن تتأخر في دعم ابنهم اذا ما دعمه الغرب حيث الملك إدريس كان ينادي باستقلال برقة وحاول مع الإنجليز إعلان برقة دولة مستقلة ولكن اصرار الليبيين بأن تكون ليبيا دولة واحدة جعل الملك والإنجليز يتراجعون عن هذا. التاريخ يعيد نفسه ولكن الشعب لن يرضي بهذا. الغرب حر في أن يصف ليبيا بما يريد ولكن لا نسمح لهم بدعم الانفصالين والجهويين ممن يريدون تقسيم ليبيا . بعون الله وبإرادة هذا الشعب، ليبيا لن تكون دولة فاشلة ومن يريدون الشر لهذا الوطن كلهم انفضحوا وما عليهم ألا ترك ليبيا لليبيين والليبيات وهنالك دماء وطنية وشريفة ولديها من الخبرة والكفاءة ما يؤهلها لقيادة هذه المرحلة معتمدة على ثورها الحقيقيون وشبابها الناضج و نخبها الوطنية.

ليبيا ستبقي حرة بعون الله

الآراء والوقائع والمحتوى المطروح هنا يعكس المؤلف فقط لا غير. عين ليبيا لا تتحمل أي مسؤولية.

د. ناجي بركات

وزير الصحة السابق بحكومة المجلس الوطني الانتقالي.

اترك تعليقاً