علي زيدان .. وحمار عزيز نيسين

علي زيدان .. وحمار عزيز نيسين

بعد سماعي قصة سفر أو هروب السيد علي زيدان المفاجئة قبل صدور امر القبض عليه، تذكرت على الفور، قصة قصيرة للكاتب التركي الشهير عزيز نيسين، تنطبق على قصة السيد رئيس الحكومة الليبية المؤقتة.. لكن فقط النهاية هنا تختلف … فلو قدر الله وتم الايقاع بالسيد علي زيدان، لكانت قصته مطابقة بشكل مذهل لقصة نهاية حمار عزيز نيسين.. ولانغرزت انياب الطامعين في ظهره، لكنه استطاع الافلات من المصير المحتوم الذي كان ينتظره..

تروي قصة عزيز نيسين (آه منا معشر الحمير) ما يلي:

انه في غابر الزمان كان هناك حمار هرم يعيش لوحده في الغابة، يغني بعض الأغاني بلغة الحمير ويأكل الأعشاب الغضة الطرية .. وفي يوم من الأيام فيما كان يلهو ويأكل، جاءت له نسمات الهواء برائحة ذئب يقترب .. لكنه أقنع نفسه ان الرائحة ليست لذئب.. وكلما اقتربت الرائحة وجد تفسيرا يطمئنه.. فمرة يقول أن الصوت ليس صوت أقدام ذئب ولا الرائحة رائحته.. ومرة يقول بأنه يحلم ويرى كوابيسا.. وبأنه صار يرى القطط ذئابا.. وعندما صار الذئب قريبا جدا منه قال: حتى لو كان ذئبا فهو ان شاء الله ليس كذلك.. وعندما أمسك به الذئب وصار يحس بأنفاسه ولعابه أغمض عينيه وقال: أعرف انك لست ذئبا.. ولكن عندما انغرزت انياب الذئب في ظهر الحمار صرخ متألما: آه.. آه انه ذئب..انه فعلا ذئب.. ولم يبق منه سوى النهيق عبر الزمن ..

الآراء والوقائع والمحتوى المطروح هنا يعكس المؤلف فقط لا غير. عين ليبيا لا تتحمل أي مسؤولية.

اترك تعليقاً