انقلاب الموقف الأوروبي يعمق عزلة ‘الإخوان’ دوليا

المصلحة مع مصر
المصلحة مع مصر

القاهرة ـ تعددت المؤشرات على تحول جوهري في السياسة الأوروبية تجاه جماعة الإخوان المسلمين.

وتعتبر زيارة كاترين آشتون، الممثلة العليا للسياسة الخارجية والأمنية للاتحاد الأوروبي وما نتج عنها من لقاءات ومحادثات مؤشرا بارزا على هذا التحول، يضاف إليه قرار السلطات البريطانية بفتح تحقيق في نشاطات الجماعة في المملكة المتحدة.

وفي زيارتها الأخيرة إلى القاهرة، امتنعت كاثرين آشتون عن لقاء ممثلي الإخوان أو مؤيدي المعزول محمد مرسي، وقصرت لقاءاتها على مسؤولين مصريين كبار، إذ أجرت مباحثات مع الرئيس عدلي منصور والمرشح الرئاسي قائد الجيش السابق عبد الفتاح السيسي.

وعززت تحركات آشتون في مصر القناعة بوجود نية لدى أوروبا في الابتعاد شيئا فشيئا عن الإخوان بعد الاقتناع بأن زمن الإخوان قد ولى وانتهى والأهم من الاقتناع بالتوجهات الإرهابية للجماعة الأمر الذي سيسمح لكبار الساسة الأوروبيين بتقييم تطورات الأوضاع في مصر بشكل أكثر حيادية ويصب في مصلحة استقرار البلاد قبل الحديث عن معطيات جانبية مثل الصراع مع الإخوان الذي شأن مصري داخلي صرف رغم محاولات البعض بتدويله عبر العزف على مصطلحات “الشرعية” ضد “الانقلاب” والادعاء بوجود انتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان في مصر.

وبالنسبة لبعض المحللين فإن الموقف الاوروبي بدأ يتغير “بعد أن ظهر الوجه الحقيقي لجماعة الإخوان ومحاولتهم السيطرة على الحكم بكافة الطرق والأساليب”، وبعد أن “شاهد العالم أفعالهم ودورهم في إثارة الدماء والعنف والإرهاب بكافة أشكاله”.

واكد هؤلاء أن “السحر انقلب على الساحر، وأيدت معظم الدول قرار كون الإخوان جماعة إرهابية يجب التصدي لها”.

وأكدت آشتون تغير نظرة الموقف الأوروبي تجاه ما يحصل في مصر، إذ عبرت عن دعم الاتحاد الأوروبي لها في مواجهة الإرهاب.

كما قامت بتعزية لرجال القوات المسلحة والشرطة والمدنيين المصريين، الذين يسقطون نتيجة العمليات الإرهابية، لافتة إلى إدراكها لصعوبات وتحديات المواجهة مع المتشددين ومن بينهم الإخوان.

وقال مجدي قرقر المتحدث باسم التحالف الداعم للإخوان إن آشتون لم تطلب مقابلة التحالف، مشيرا إلى أنه يتضح من زيارتها الحالية للقاهرة أن الاتحاد “حسم قراره بمباركة خارطة الطريق”.

واعترف قرقر بأن آشتون مارست في كل مرةّ زارت فيها مصر ضغوطا على التحالف ليقبل بالانخراط في خارطة الطريق”.

وتعد الانتخابات الرئاسية، المقررة في نهاية مايو/أيار، أبرز خطوات خارطة الطريق الانتقالية التي أعلنها الرئيس المصري المؤقت عدلي منصور في يوليو/تموز 2013، عقب عزل مرسي.

وتتضمن خارطة الطريق أيضا الاستفتاء على الدستور المصري الجديد الذي تم في منتصف يناير/كانون الثاني وإجراء الانتخابات البرلمانية في وقت لاحق من العام 2014 مباشرة بعد الانتخابات الرئاسية.

وفند السفير بدر عبدالعاطي المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية المصرية صحة الأخبار التي راجت مؤخرا ومفادها أن زيارة كاترين آشتون لمصر تهدف إلى إعادة إحياء نشاط جماعة الإخوان في المشهد السياسي المصري أو الإفراج عن المعتقلين السياسيين.

وأوضح عبدالعاطي أنه تم التأكيد للمسؤولة الأوروبية على تطلع الشعب المصري لأن تكون لزياراتها المتكررة إلى مصر انعكاسات إيجابية على العلاقة مع الاتحاد الأوروبي، فضلا عما تتيحه لها من إمكانية لتتعرف على الصورة الحقيقية والصحيحة لتطورات الأوضاع في مصر.

ووصلت آشتون إلى القاهرة الخميس والتقت الرئيس المصري المؤقت عدلي منصور ووزير خارجيته نبيل فهمي، ووزير الدفاع السابق والمرشح الرئاسي المشير عبد الفتاح السيسي.

وقال مراقبون إن زيارة آشتون، وهي الرابعة منذ ثورة 30 يونيو، هدفها إعادة تقييم الأوضاع السياسية في مصر قبل استحقاق الانتخابات الرئاسية، خاصة بعد القلق غير المبرر الذي انتاب الغرب عقب قرار تأييد حبس النشطاء الأخير، معترضا على تصريحات آشتون المطالبة بالإفراج الفوري عن جميع المعتقلين قبل زيارتها لمصر بأيام قليلة.

وأعربت آشتون عن ترحيب الاتحاد الأوروبي بالدعوة المصرية له للمشاركة في الرقابة على الانتخابات، مشيرة إلى أنهم اختاروا مجموعة من أفضل العناصر من ذوي الخبرة لهذه المهمة.

وأكد الرئيس المصري المؤقت عدلي منصور حرص مصر على الاستحقاقات المقبلة وأولها الانتخابات الرئاسية، في مناخ تسوده النزاهة والشفافية والعدالة، موضحا أنه تم توجيه الدعوة إلى عديد من الجهات الدولية لمتابعة سير العملية الانتخابية القادمة، ومن بينها الاتحاد الأوروبي.

وأشار منصور إلى أن بعثة الاتحاد الأوروبي مرحبٌ بها في مصر لمتابعة انتخابات الرئاسية، وذلك فور توقيع الاتفاق المنظم لعمل بعثة الاتحاد الأوروبي لمتابعة الانتخابات الرئاسية المقبلة مع الجهات المصرية المعنية.

واعرب منصور لآشتون عن تطلع الشعب المصري لأن يكون لزياراتها المتكررة إلى مصر انعكاسات إيجابية على علاقات مع الاتحاد الأوروبي.

ونوه المراقبون إلى أن إجراء الانتخابات الرئاسية سيغير نحو الإيجابي في شكل العلاقات بين مصر والاتحاد الأوروبي لأن هذه الدول حريصة على مصالحها مع مصر.

وأكدت آشتون حرص الاتحاد الأوروبي على علاقاته مع مصر، أهم وأكبر دول المنطقة، معربة عن تطلعها لاستكمال مصر خريطة طريقها، في إشارة إلى الانعقاد المقبل للانتخابات الرئاسية، التي ستمثل لمصر بداية حقبة جديدة.

ومنذ إعلان الحكومة المصرية جماعة الإخوان جماعة إرهابية، رفض أكثر من مسؤول اوروبي زار القاهرة لقاء قيادات في ما يسمى تحالف دعم الاخوان.

كما لا يزال القرار الذي أصدره رئيس الوزراء البريطاني ديفد كاميرون بالتحقيق في “فلسفة وأنشطة” جماعة الإخوان المسلمين في بلاده، يثير جدلا واسعا في الأوساط الرسمية والإعلامية والقانونية البريطانية.

ويخشى أنصار الجماعة التضييق على أنشطتها في الخارج وخاصة بريطانيا التي تعد البوابة الوحيدة لهم في ظل حظر الجماعة في مصر وعدد من الدول العربية.

 

اقترح تصحيحاً

اترك تعليقاً